منذ لحظة الولادة، يقوم الرضيع بعدة أمور فقط، منها الرضاعة والنوم وبعض الابتسامات الخجولة التي تهيج قلب الأبوين وتسعدهما، لكن ما يثير الاستياء هو البكاء الذي قد يستمر لساعات دون سبب. في الحقيقة، لا يبكي الرضيع دون سبب، على الرغم من أن هذا ما يعتقده الآباء، ولتهدئة الطفل يجب تحديد هذا السبب لإيجاد الحل المناسب.
أسباب بكاء الأطفال
يبكي الرضع لـ 3 ساعات متواصلة يومياً، وقد تزيد هذه المدة في بعض الأحيان، فهذه الطريقة الوحيدة التي يعبر الطفل من خلالها عن احتياجاته ورغباته. وهذه الأسباب الأكثر شيوعاً لبكاء الأطفال:
1- الجوع
أكثر سبب لبكاء الأطفال شيوعاً هو الشعور بالجوع، إذ يحتاج الرضيع حديث الولادة الحليب كل 2-3 ساعات. يمكن معرفة أن الجوع هو سبب البكاء من نبرته، حيث يبدأ بالبكاء فجأة، ويكون بكاؤه متقطعاً ومتكرراً ومنخفض النبرة عادةً، كما قد يصدر صوتاً مشابه للفظ "نيه"، ويصدر هذا الصوت بسبب ضرب لسان الطفل لسقف فمه في محاولة بحثه عن الحليب.
أيضاً يمكن التأكد من أن سبب بكاء الطفل هو الجوع بمراقبة الساعة لتحديد وقت الرضاعة، كما أن للجوع حركة شفاه مميزة، بالإضافة إلى مص الYصبع وإدارة الرأس للعثور على الثدي أو الزجاجة.
اقرأ أيضا:
- أسرع طريقة لخفض الحرارة عند الأطفال.
- كيف أجعل طفلي يتكلم بطلاقة؟
- ما الذي ينبغي معرفته عن الرضاعة الطبيعية؟
2- الحاجة إلى التجشؤ
هل تناول طفلك رضعته الآن ومازال يبكي؟ إذاً غالباً يحتاج إلى التجشؤ، لذلك من الأفضل مساعدة الطفل على إخراج الهواء الذي دخل إلى جوفه أثناء الرضاعة. لا يبكي الطفل بسبب الحاجة إلى التجشؤ بعد الرضاعة فقط، فقد يحتاج العديد من الأطفال إلى التجشؤ بعد مص اللهاية أو الفواق أو البكاء، فالطفل يبتلع قدراً من الهواء في جميع هذه الحالات.
في المرة القادمة التي يبكي فيها طفلك دون سبب معروف حاول التربيت قليلاً على ظهره لإخراج الهواء، أو افرك ظهره بشكل دائري بدءاً من وركه حتى أعلى لمرتين أو ثلاث ليتمكن من التجشؤ.
3- غازات البطن
يعاني الكثير من حديثي الولادة من تجمع الغازات في البطن، وهذا مؤلم للكبار كما هو للصغار، ويدعوهم للبكاء الشديد. يمكنك التأكد من أن هذا سبب بكاء طفلك عندما يتلوى أو يتقوّس ظهره للوراء أثناء البكاء، أو عندما يضرب بساقيه، كما تصبح بطنه متطبلة ومنتفخة.
لتخليص طفلك من غازات البطن احمله على جانبه الأيسر أو على معدته. يمكن أيضاً القيام بتمارين الساقين مثل تحريهما بحركة الدراجة، أو دفعهما إلى الصدر.
4- المغص
المغص أحد أكثر الأسباب التي تدفع طفلك للبكاء، والمغص هو الحالة التي يبكي فيها الرضيع لأكثر من 3 ساعات في اليوم، لأكثر من 3 أيام في الأسبوع، ولأكثر من 3 أسابيع متتالية. عندما يعاني الطفل من المغص يعاني من اضطراب النوم أيضاً. يمكن تخليص الطفل من هذه المشكلة بإعطائه مضاداً للمغص أو أحد الأعشاب مثل البابونج بعد استشارة الطبيب.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب مغص الرضّع؟ وكيف يمكن معالجتها؟
5- النعاس
من المؤكد أن وجود طفل رضيع في المنزل يسبب إرهاقاً للآباء، وبمجرّد أن يلامس رأسهم الوسادة يغطون في نوم عميق، لكن لا يحدث الأمر ذاته عند الأطفال، فالرضيع لا يعرف كيف ينام لوحده، ويحتاج إلى المساعدة كي يهدأ وينام، ويستغرق تدريبه على هذا الأمر وقتاً طويلاً قد يمتد حتى الشهر الرابع من العمر. ريثما يكتسب الطفل مهارة النوم، يعبر عن رغبته بالنوم بالصراخ والبكاء.
الحل في هذه الحالة هو تجربة عدة طرق لمعرفة أيها يساعد الطفل على النوم، مثلاً؛ قد يشعر الطفل بالهدوء والراحة عند لفه ببطانية خفيفة دون شدها أو إحكامها. يُشعره هذا وكأنه مازال في رحم أمه، ما يبعث فيه شعوراً بالأمان والدفء والراحة. يستجيب بعض الأطفال أيضاً لحركة التأرجح أو الهز الخفيف، أو صوت تهويدة.
اقرأ أيضاً: ما هو العمر المناسب حتى ينام الطفل في غرفة مستقلة؟
6- اتساخ الحفاض
يمكن لبعض الأطفال البقاء في حفاضات مبللة أو متسخة لساعات دون شكوى. بينما لا يستطيع البعض الآخر البقاء بحفاض متسخ لأكثر من ثانية واحدة، إذ يُشعرهم ذلك بعدم الراحة. فإذا كنت تعتقد أن طفلك يبكي دون سبب، ألقِ نظرة سريعة على حفاضه وتأكد من نظافته، لتنفي هذا السبب، أو لتبدل حفاضه بواحد نظيف.
7- التسنين
عندما يترافق بكاء الطفل بسيلان اللعاب والعض على أي شيء يراه أمامه، فهذا دليل قاطع على أن بكاءه بسبب التسنين. يبدأ التسنين عند بعض الأطفال من عمر 4 أشهر ويستمر حتى حوالي العامين، وأي بكاء في هذه المرحلة العمرية مترافق مع تلك الأعراض يكون سببه التسنين.
يمكن أن يساعد مص اللهاية أو أحد الأصابع على تهدئة الطفل، كما يمكن تدليك لثته بالإصبع، أو إعطاؤه سوار التسنين المبرّد في الثلاجة ليعضّ عليه، فذلك يسكن ألمه ويمنحه شعوراً بالراحة. من الأفضل الابتعاد عن المراهم المخدّرة، فبعضها يمكن أن يخدّر الحلق ويعيق قدرة الطفل على البلع.
اقرأ أيضاً: أعراض التسنين عند الرضع وكيفية التعامل معه
8- التجمعات والضجيج
الأطفال المعتادون على الهدوء في المنزل قد يدخلون في نوبة بكاء عند وجودهم في الأماكن التي تحتوي عدداً كبيراً من الأشخاص، أو في التجمعات العائلية التي يرغب كل من فيها بالاقتراب من الطفل والتعبير عن حبهم له. لا تعتبر هذه التصرفات طبيعية للطفل، وبدلاً من مبادلة الأقارب بالحب والضحكات، يثور الطفل ويبدأ بالبكاء.
من الأفضل في هذه الحالات أخذ الطفل إلى منزله أو إلى مكان هادئ، أو الاكتفاء بالسير على الأقدام في حديقة المنزل ريثما يهدأ الطفل، ويعتاد على كل هذا الصخب. يجب التنويه هنا أن إبعاد الطفل عن هذه التجمعات لا يكون إلا لفترة قصيرة فقط، ويجب محاولة إدخال الطفل في جو اجتماعات العائلة تدريجياً.
اقرأ أيضاً: كيف يستطيع الرضّع تمييز درجة تقارب الأشخاص من حولهم؟ الإجابة في اللعاب
9- الحاجة إلى الاهتمام
أريد أمي فقط! أو أريد أبي فقط! هذا ما قد يريد طفلك التعبير عنه ببكائه. قد لا يشكو الطفل من شيء، ولا يؤلمه شيء، ولا يريد شيئاً سوى وجودك بقربه، فهو يشعر بالوحدة بعيداً عنك، لذا يجب عليك حمله وضمه إلى صدرك، أو قضاء بعض الوقت في اللعب مع طفلك. كيف تلعب مع طفل رضيع؟ قد يراودك هذا السؤال، لكن إجابته سهلة، يمكنك تخصيص مفرش للعب يحتوي بعض الألعاب القماشية المناسبة لعمره، أو شراء واحد جاهز، كما يمكن وضع الطفل في أرجوحة آمنة خاصة للأطفال، أو في كرسي هزاز.
10- المرض
إذا استبعدت جميع الأسباب السابقة واستمر طفلك بالبكاء دون أن تتمكن من تشتيت انتباهه أو كان بكاؤه غير طبيعي، فهذا يشير إلى أن طفلك مريض، وهو في حاجة إلى تلقي الرعاية الطبية. في هذه الحالة يجب البحث عن الأعراض المرضية التي تشمل ارتفاع درجة الحرارة والإقياء وعدم اكتساب الوزن. راجع طبيب الأطفال إذا لاحظت أي من هذه الأعراض أو أخرى مثيرة للريبة.
اقرأ أيضاً: حرارته مرتفعة: دليلك الشامل لخفض حرارة الطفل
طفلي يبكي دون سبب
هل عالجت الأسباب السابقة كلها ومازال طفل مستمراً في البكاء؟ إليك بعض الأسباب الأخرى التي قد لا تخطر على بالك وتدفعه للصراخ:
- وجود رمش عالق في عينه.
- شعرة ملفوفة على إصبع قدمه.
- علامة المقاس التي توجد على الملابس من الداخل تزعجه.
- نملة ضلت طريقها ووصلت إلى داخل ثيابه.
- ألبسته حذاءً ضيّقاً.
- أسباب أخرى كثيرة مشابهة.
كل هذه الأسباب تدفع طفلك للبكاء الذي قد تعتقد أنه دون سبب. ما عليك سوى تجريد الطفل من ثيابه، والبحث عن علامات مماثلة أو علامات الحكة أو احمرار الجلد أو الحساسية أو وجود أشياء غريبة.
اقرأ أيضاً: لماذا لا ينام الرضّع خلال الليل وكيف نعلّمهم ذلك؟
كيفية إيقاف بكاء الطفل
عند تحديد سبب بكاء الطفل، يسهل تحديد الطريقة المناسبة لإيقاف بكائه وتهدئته. عموماً يمكن تجربة الحلول التالية:
- إرضاع الطفل، أو إعطاؤه "لهاية" الأطفال.
- تشغيل ضوضاء بيضاء (وهي أصوات مثل أصوات الغسالة أو مصفف الشعر .. إلخ).
- لف الطفل ببطانية قطنية لزيادة شعوره بالأمان.
- احمل الطفل بلطف.
- ضع الطفل في أرجوحة أو كرسي هزاز.
- أرجحه بلطف بين ذراعيك.
- غنِّ له أو تحدث معه بهدوء.
- ضع الطفل في عربته أو في السيارة، وخذه في نزهة قصيرة.
- ربّت على ظهره بلطف.
- ضعه على جانبه أو على معدته لدقائق معدودة.
- امنحه تدليكاً خفيفاً.
- جرب حمام الماء الدافئ.
نصيحة أخيرة
هل حاولت تهدئة طفلك باتباع جميع الطرق السابقة ولم تجد نتيجة؟ وهل بدأت تشعر بالغضب؟ الآن يجب عليك ترك طفلك لبضع دقائق لوحده في الغرفة بعد وضعه في مكان آمن، ومغادرة الغرفة ريثما تهدأ، وتأخذ نفساً عميقاً، ثم عُد إلى طفلك الباكي وابدأ بتلافي الأسباب السابقة بهدوء. إن لم تتمكن من ذلك اطلب المساعدة من شريكك أو من أي شخص آخر تثق فيه.
بغض النظر عن مدى غضبك وشعورك بالإحباط، يجب ألا تهز طفلك بعنف أبداً، فقد يؤدي ذلك إلى تلف دائم في الدماغ، فهذه اللحظات سوف تمر، وسيعاود طفلك الضحك والمناغاة من جديد ليُلين قلبك، ويحرك مشاعر الحب لديك.