ما الأضرار التي قد تسببها الحفاضات مجهولة المصدر على الأطفال؟

4 دقيقة
ما الأضرار التي قد تسببها الحفاضات مجهولة المصدر على الأطفال؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Igisheva Maria

بشكل متوسط، يحتاج الطفل خلال السنة الأولى من حياته إلى نحو 3000 حفاض، وبما أن سعر الحفاض الواحد يقدر بنحو 0.35 دولار أميركي، فهذا يعني أن الأسرة متوسطة الحال قد تنفق نحو 1000 دولار أميركي ثمناً للحفاضات خلال السنة الأولى من عمر الطفل فقط، هذا دون ذكر المناديل المبللة وكريمات الحفاضات وجميع المستلزمات الأخرى. لذلك، قد يفكر الأهل في تقليل هذه التكاليف عبر شراء حفاضات مجهولة المصدر لأنها غالباً ما تكون أقل تكلفة، فهل هذا حقاً الخيار الأفضل؟ أو لنقل هل يدرك الآباء مقدار الأضرار الوخيمة التي يمكن أن تسببها هذه الأنواع من الحفاضات على صحة أطفالهم؟

اقرأ أيضاً: ما عدد المرات التي يتوجب فيها تبديل حفاضات حديثي الولادة يومياً؟

ما أضرار الحفاضات مجهولة المصدر؟

تعد الحفاضات المنتج الأساسي الذي يتعامل معه الأطفال يومياً خلال أول عامين من حياتهم، فالطفل يحتاج في المتوسط لنحو 4-8 حفاضات يومياً، أي أنه يحتاج أسبوعياً لنحو 28-56 قطعة من الحفاضات. والآن، تخيل العدد الهائل من الحفاضات مجهولة المصدر التي تحتك ببشرة طفلك يومياً، هذه الحفاضات التي لا تعرف شيئاً عن مكوناتها ولا مقدار جودتها وملاءمتها لبشرة طفلك، فما مقدار الضرر الذي يمكن أن تلحقه بطفلك؟ إليك أهم هذه الأضرار.

الطفح الجلدي

على الرغم من أن الطفح الجلدي الناتج عن الحفاضات شائع الحدوث كثيراً، بل إن نصف الأطفال تقريباً الذين تتراوح أعمارهم بين 4-15 شهراً يصابون بطفح الحفاض مرة واحدة على الأقل كل شهرين، فإن الحفاضات مجهولة المصدر ذات الجودة الرديئة يمكن أن تسبب تهيج جلد الأطفال أكثر من غيرها بكثير، لأن مثل هذه الأنواع لا تمتص البول أو البراز بشكل جيد، ما يسبب زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة على بشرة الطفل وإصابته بطفح الحفاض، الذي يتجلى بتورم الجلد واحمراره أو تشققه بالإضافة إلى الحكة الشديدة التي يسببها للطفل.

طفح ناتج عن تهيج الجلد بسبب الحفاض
طفح ناتج عن تهيج الجلد بسبب الحفاض. حقوق الصورة: shutterstock.com/ Igisheva Maria

اقرأ أيضاً: أسباب تسلخات الجلد عند الأطفال وطريقة علاجها

طفح الحفاض الناتج عن المبيضات

إن الطفح الجلدي ليس المشكلة الوحيدة التي تسببها الحفاضات مجهولة المصدر أو الحفاضات منخفضة الجودة، إذ غالباً ما تكون هذه الحفاضات مُغلّفة من الخارج بطبقة من النايلون الكتيم، ما يمنع دخول الهواء إلى داخل الحفاض، وهو ما يخلق بدوره بيئة دافئة ورطبة ملائمة لتكاثر البكتيريا والفطريات، التي تسبب إصابة الطفل بالعديد من الأمراض في منطقة الأرداف وحول الأعضاء التناسلية للطفل، ومن أكثرها شيوعاً هو طفح الحفاض الناتج عن خمائر المبيضات.

يختلف الطفح الناتج عن المبيضات عن الطفح العادي؛ فالطفح العادي ينتج عن تهيج الجلد، في حين ينتج النوع الثاني عن عدوى الخمائر التي تُدعى المبيضات (Candida)، وهي كائنات حية دقيقة تعيش على الجلد ويصعب السيطرة عليها عندما تنمو بشكل مفرط. لا يستجيب الطفح الناتج عن المبيضات لكريمات الحفاضات الاعتيادية ويستغرق العلاج بعض الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الطفح ناتجاً عن بكتيريا وهي حالة أكثر خطورة وتتطلب العلاج بالمضادات الحيوية للوقاية من حدوث العديد من المضاعفات.

يشار إلى أن هذه الأنواع من الطفح قد تحدث لأي طفل على اختلاف الحفاضات التي يستخدمها، لكن يزداد احتمال حدوثها عند استخدام الحفاضات مجهولة المصدر.

طفح جلدي ناتج عن عدوى المبيضات
طفح جلدي ناتج عن عدوى المبيضات. حقوق الصورة: shutterstock.com/ FotoDuets

الحساسية (Allergy) 

تتميز بشرة الأطفال بنعومتها وطراوتها الشديدة، وأيّ شيء خشن قد يضر بها. وللأسف، فإن العديد من الحفاضات مجهولة المصدر والحفاضات منخفضة الجودة تحتوي على ألياف اصطناعية أو أصباغ أو غيرها من المنتجات الكيميائية غير المناسبة، ما قد يلحق الضرر ببشرة الطفل أو يسبب ردود فعل تحسسية كبيرة.

الإصابة بنزلات البرد

إن المهمة الأساسية للحفاضات هي امتصاص الرطوبة والحفاظ على بشرة الطفل جافة خصوصاً خلال ساعات الليل أثناء نومه، لكن الحفاضات مجهولة المصدر غالباً ما تكون ذات جودة رديئة، بالتالي فهي لا تمتص البول أو البراز بالقدر المطلوب، ما يؤدي إلى تسرب هذه السوائل إلى ملابس الطفل وإصابته بنزلات البرد بسبب بقاء ملابسه مبللة لفترة طويلة.

اقرأ أيضاً: نصائح وإرشادات لتسهيل مهمة تعليم الطفل الدخول إلى الحمام

 التسمم وأمراض خطيرة أخرى

قد تحتوي بعض أنواع الحفاضات مجهولة المصدر والحفاضات منخفضة الجودة على العديد من المواد الكيميائية الخطيرة التي تنشأ كمخلفات عن عمليات التصنيع، وقد تسبب هذه المواد معاناة الأطفال مستقبلاً من العديد من الأمراض الخطيرة مثل اضطراب الغدد الصماء والعقم وأنواع عديدة من السرطان. ومن أخطر المواد الكيميائية الموجودة في الحفاضات:

  • الفورمالديهايد (Formaldehyde): مادة شديدة السمية ومسرطنة للبشر ومسببة للطفرات، كما قد تسبب تفاعلات جلدية تحسسية، وهي مادة يُحظر استخدامها  في ألعاب الأطفال والمنتجات الاستهلاكية.
  • بعض المركبات الهيدروكربونية العطرية متعددة الحلقات: وهي مواد مسرطنة وتؤدي إلى اضطرابات هرمونية.
  • بعض المركبات ثنائية الفينيل متعددة الكلور (Polychlorinated biphenyl): تُدعى اختصاراً PCBs وهي مواد كيميائية تسبب أضراراً شديدة على صحة الإنسان، مثل تأثيراتها السمية على الكبد والغدد الصماء، واضطرابات الجهاز المناعي والعصبي والاضطرابات الاستقلابية وغيرها، بالإضافة إلى كونها مادة تسبب حدوث الطفرات الجينية.
  • الديوكسينات (Dioxins): قد تحتوي بعض أنواع الحفاضات مجهولة المصدر على آثار من الديوكسينات كنتيجة لعملية التبييض بالكلور أثناء التصنيع، وهي مواد كيميائية لها تأثيرات وخيمة على الصحة، مثل تأثيراتها السامة على الكبد والجهاز المناعي والجهاز العصبي والجهاز التناسلي والغدد الصم، بالإضافة إلى كونها مادة مطفّرة ومسرطنة.
  • العطور الاصطناعية: تضيف العديد من مصانع الحفاضات موادَّ كيميائية عطرية تساعد في إخفاء الروائح الكريهة، وقد تكون لبعض هذه المواد تأثيرات جانبية كثيرة مثل التسبب بحدوث نوبات الربو أو الإكزيما أو تهيج الجلد والطفح الموضعي.
  • المركبات العضوية المتطايرة (Volatile Organic Compounds): تُدعى اختصاراً VOCs، إذ قد تحتوي بعض الحفاضات مجهولة المصدر على بعض هذه المركبات مثل التولوين (Toluene)، والزيلين (Xylene)، وإيثيل البنزن (Ethylbenzene)، و الستايرين (Styrene) وغيرها، وهي مركبات كيميائية تتطاير في الهواء بسبب خفتها ما قد يسبب تلوث الهواء عند وجودها بتراكيز عالية، وتعد العديد منها موادَّ مسرطنة، كما يمكن أن يسبب التعرض طويل الأمد لها لتلف في الجهاز العصبي والكبد والكلى.

اقرأ أيضاً: إليك ما يجب معرفته عن أنواع حفاضات الأطفال وكيفية اختيار النوع المناسب لطفلك

ختاماً، يمكن القول إن استخدام الحفاضات مجهولة المصدر قد يكون أمراً خطيراً على صحة طفلك،  لهذا قد لا يكون من الحكمة توفير المال عن طريق شراء هذا النوع من الحفاضات.

المحتوى محمي