تعاني الأم بعد الولادة كثيراً، إذ عليها تحمّل آلامها، وسهر الليالي مع رضيعها حديث الولادة الذي لا يعي ما يدور حوله ويبكي باستمرار، بالإضافة إلى أطفالها الآخرين. وفوق كل ذلك، قد تعاني من نقص حليب الثدي، فلا تتمكن من إرضاع طفلها ما يكفيه من الحليب، وقد تُضطر إلى اللجوء للحليب الاصطناعي.
هل رُزقتِ بطفل جديد وتعانين من هذا الموضوع؟ لا داعي للقلق، لأننا سنقدم لك في هذا المقال ما تحتاجين لمعرفته عن أسباب نقص الحليب، وأسرع طريقة لإدرار الحليب، والنظام الغذائي المناسب لك كأم مرضع، كما سنشرح لك كيف توفقين بين الرضاعة الطبيعية والصناعية إذا رغبت فيها.
متى تقولين أنك في حاجة إلى زيادة إدرار الحليب؟
غالباً ما تقول الأمهات إنهن يرغبن بزيادة إدرار الحليب لأن طفلهن لا يشبع، دون تقييم صحيح، إذ غالباً ما ينتج الثدي حليباً أكثر مما يحتاجه الرضيع بمقدار الثلث.
لذلك كي تحددي أنك في حاجة لزيادة كمية الحليب يجب مراقبة زيادة وزن الطفل عند الطبيب المختص، فإذا كان معدل نموه طبيعياً، فلا داعي لزيادة الحليب. أيضاً من المهم مراقبة عدد الحفاضات المبللة، فالطفل حديث الولادة يبلل حفاضه نحو 6 مرات، ويتبرز من 3 إلى 4 مرات في اليوم.
اقرأ أيضاً: 10 أسباب تدفع طفلك الصغير إلى البكاء
أسرع طريقة لإدرار الحليب
يوجد عدة طرق تحفّز الثدي على انتاج المزيد من الحليب، ومهما كانت الطريقة، من المهم جداً إفراغ الثديين من الحليب تماماً عدة مرات في اليوم لأن ذلك يزيد من إفراز هرمونات الإرضاع، وتلك أسرع طريقة لإدرار الحليب.
الراحة
أول ما يجب أن تبدأي به في محاولة زيادة إدرار الحليب هو أخذ قسط من الراحة والاسترخاء لمدة يوم أو يومين، وركزي على الرضاعة فقط. شجعي طفلك في هذه المدة على الرضاعة المتكررة لإفراغ الثديين، لأن يساعد ذلك على زيادة كمية الحليب.
إرضاع الطفل
أكثري من عدد مرات إرضاع طفلك، لأن إرضاعه يؤدي إلى إفراز الهرمونات التي تحفز الثدي ليفرز الحليب بشكل أكثر.
الرضاعة من الثديين
إرضاع الطفل من كلا الثديين في كل رضعة من شأنه زيادة إنتاج الحليب، ورفع نسبة الدهون في الحليب.
سحب الحليب من الثدي
في هذه الطريقة، يتم سحب الحليب من الثدي باستخدام أداة خاصة. تتم عملية السحب مرتين أو ثلاثاً في اليوم بهدف إفراغ الثدي من الحليب، وتكون كالتالي: سحب الحليب من الثدي باستخدام الأداة لمدة 20 دقيقة، تليها استراحة لمدة 10 دقائق، ثم سحب الحليب لمدة 10 دقائق أخرى، واستراحة لمدة 10 دقائق ثم السحب لـ 10 دقائق.
من غير الضروري التقيّد بهذا التوقيت، إذ يمكن التبديل بين السحب والراحة كل 5 دقائق لمدة 30 دقيقة، وتتكرر العملية 5 إلى 6 مرات في اليوم. ومن الجيد أيضاً سحب الحليب بعد الرضاعة لإفراغ الثدي، فذلك يحفز على إنتاج المزيد من الحليب، أو عندما يتأخر طفلك عن موعد رضاعته، أو عندما يتناول الحليب الصناعي.
اقرأ أيضاً: دليلك لاختيار الحليب الصناعي المناسب لطفلك
تدليك الثدي
لزيادة إدرار الحليب، من المفيد تدليك الثدي قبل الرضاعة أو قبل سحب الحليب منه بواسطة أداة السحب، ومن المفيد أكثر، تدفئة الثدي قبل ذلك.
قضاء وقت أطول مع طفلك
قضاء وقت طويل مع طفلك يؤدي بدوره إلى تدفق مشاعر المحبة، والتي بدورها تؤدي إلى تعزيز إفراز هرمونات الحليب.
شرب الماء
يتكون الحليب من نسبة كبيرة من الماء، لذلك من المهم جداً الإكثار من شرب الماء، لزيادة إفراز الحليب.
تناول أطعمة تزيد من إدرار الحليب
تزيد بعض الأطعمة من إدرار الحليب وخاصةً نبات الحلبة والشوفان والسمسم وخميرة البيرة والبابايا الخضراء والثوم والزنجبيل والشمرة والمكسرات، وبالتأكيد الأطعمة الغنية بالبروتين مثل الدجاج والبيض والمأكولات البحرية والتوفو. ومن المهم اتباع نظام غذائي متكامل خاص بالمرضع، تجدينه بالتفصيل في الفقرات القادمة.
تناول الفيتامينات
بعد الولادة، أكملي تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي كنت تتناولينها أثناء فترة الحمل، لأن جسمك يحتاج إلى العناصر الغذائية، ولأن هذه العناصر ستنتقل إلى حليب الثدي وتحسن من جودته، وستنتقل إلى طفلك في النهاية.
إذا لم تساعدك هذه الطرق على زيادة إدرار الحليب، سيكون من الأفضل مراجعة طبيب النساء الخاص بك.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب مغص الرضّع؟ وكيف يمكن معالجتها؟
أسباب قلة حليب الأم
تؤدي عدة أسباب إلى تقليل كمية حليب الأم، ومنها:
- عدم تشكل أنسجة الثدي بشكل كافي.
- التوتر والقلق المصاحبان للولادة والخوف من عدم إنتاج كميات كبيرة من الحليب.
- الولادة المبكرة.
- السمنة عند الأم.
- ارتفاع ضغط الدم الحملي.
- داء السكري المعتمد على مقاومة الإنسولين.
- تكيّس المبيض.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- إجراء جراحة سابقة في الثدي.
- تناول بعض أنواع حبوب منع الحمل.
- حمالات الصدر الضيقة.
- التدخين.
- شرب الكحول.
- بعض الأدوية، لذلك من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء خلال فترة الإرضاع.
اقرأ أيضاً: دليلك لتطوير مهارة طفلك في الإمساك بالأشياء
التنظيم بين الرضاعة الطبيعية والصناعية
يرغب بعض الآباء والأمهات بمشاركة الحليب الصناعي مع الرضاعة الطبيعية. تدفعهم لذلك عدة أسباب منها:
- عدم كفاية حليب الثدي.
- معاناة الطفل من مشكلات صحية أو الولادة المبكرة.
- اضطرار الأم للخضوع لجراحة الثدي.
- عودة الأم للعمل بعد انقضاء فترة الراحة بعد الولادة.
- ولادة الأم بتوأم، فقد لا يكفيهما حليبها.
- عدم اكتساب الطفل للوزن المناسب.
- فقدان الطفل لكثير من وزنه خلال أيامه الأولى من الحياة.
قبل البدء بإدخال الحليب الصناعي للرضيع، يوصي الأطباء باعتماده على الرضاعة الطبيعية خلال الشهر الأول من حياته. ثم البدء بإدخال الحليب الصناعي تدريجياً. يمكن بداية إرضاع الطفل طبيعياً وإنهاء الرضاعة من الزجاجة.
قدمي لطفلك زجاجة واحدة أو اثنتين من الحليب الصناعي يومياً، ولن يتأثر إدرار الحليب لديك، لكنه سيقل إذا زدتي العدد. كما قد تعانين من احتقان الثدي إذا أضفتي عدداً أكبر من الزجاجات بسرعة.
اقرأ أيضاً: حرارته مرتفعة: دليلك الشامل لخفض حرارة الطفل
نظام غذائي للمرضع لإدرار الحليب
يعتبر اتباع الأم لنظام غذائي صحي وغني بالمغذيات أهم وسيلة لزيادة إدرار الحليب، ناهيك عن أنه يعزز صحة الأم والطفل معاً لأنه يضمن حصولهما على ما يحتاج إليه جسديهما.
يحتوي حليب الأم على جميع المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل حتى عمر الستة أشهر عدا فيتامين د، إذ يحتوي على من 87% الماء، و3.8% من الدهون، و1.0% من البروتين، و7% من السكريات ويوفر 60 إلى 75 سعرة حرارية / 100 مل.
يختلف محتوى الحليب من هذه المكونات طوال فترة الرضعة الواحدة، فهو غني بالماء في البداية، ليروي عطش الطفل، ثم يزداد الحليب كثافة لأنه يصبح أغنى بالدهون والمواد الغذائية الأخرى. لهذا السبب يجب أن يُفرغ الرضيع الحليب من ثدي واحد قبل الانتقال للآخر.
لتضمني الحصول على ما يكفيك أنت وطفلك من المواد الغذائية، يجب أن يتضمن نظامك الغذائي ما يلي:
الماء
الماء هو المكون الأكبر في الحليب، لذلك يجب أن تحصلي عليه من عدة مصادر وبكميات كبيرة، لذلك أكثري من شرب الماء، وتناول الخضروات والفواكه الغنية بالماء مثل الكوسا والبطيخ، بالإضافة إلى شرب الحليب ومشتقاته، لكن يجب تجنبه إذا كان طفلك يتحسس من بروتين الحليب.
عصائر الفواكه غير المحلاة من مصادر الماء الأخرى أيضاً التي يمكن الاعتماد عليها، بعكس المشروبات الحاوية على الكافيين لأن الكافيين يؤثر على نوم الطفل.
اللحوم
تحتوي اللحوم، مهما كان مصدرها على البروتين، لذلك يجب أن تتضمن وجبة المرضع الأساسية نوعاً واحداً على الأقل من لحوم الدجاج أو البقر أو الضأن أو لحوم الأعضاء كالكبد أو الأسماك مثل السردين والسلمون.
الخضروات والفواكه
تحتوي الخضروات والفواكه على الفيتامينات اللازمة للأم ولنمو الطفل بشكل سليم، بالإضافة إلى احتواء الكثير منها على مواد تزيد إدرار الحليب. من أهمها الطماطم والبطاطا والفلفل والبروكلي والثوم والتوت.
لذلك من الجيد الإكثار من تناول السلطات وشوربة الخضار، مع الحصول على حبتين من الفواكه على الأقل يومياً.
الدهون الصحية
كي تضمني حصول طفلك على ما يكفيه من الدهون، تناولي المواد الغذائية التي تحتوي على دهون صحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند والبيض والزبادي كامل الدسم وبالتأكيد الأفوكادو، والأطعمة الغنية بدهون أوميغا 3 مثل الأسماك الدهنية أو حبوب زيت السمك.
المكسرات والبذور والحبوب الكاملة
تحتوي المكسرات كالجوز واللوز والحبوب الكاملة وخبز القمح الكامل والشوفان والعدس على العديد من الفيتامينات والمعادن مثل الحديد والزنك والكالسيوم والبروتينات والدهون الصحية.
الفيتامينات والمعادن
الفيتامينات والمعادن أيضاً من العناصر الغذائية المهمة لك ولطفلك، وهذه قائمة بأهمها مع بعض مصادرها:
- فيتامين ب 1: السمك والبذور والمكسرات.
- فيتامين ب 2: الجبن والمكسرات واللحوم الحمراء والأسماك الزيتية والبيض.
- فيتامين ب 6: الحمص والمكسرات والأسماك والدواجن والبطاطس والموز والفواكه المجففة.
- فيتامين ب 12: المأكولات البحرية والكبد والزبادي والخميرة الغذائية والبيض.
- فيتامين أ: البطاطا الحلوة والجزر والخضروات الورقية الداكنة والبيض.
- فيتامين د: زيت كبد سمك القد والأسماك الزيتية وبعض أنواع الفطر، ويوصى بإعطاء الطفل مكملات فيتامين د من اليوم الأول للولادة، لأن حليب الأم لا يحتوي على كميات كافية منه غالباً.
- السيلينيوم: المأكولات البحرية والديك الرومي والقمح الكامل والبذور.
- اليود: الأعشاب البحرية المجففة والمأكولات البحرية والحليب والملح المعالج باليود.
- حمض الفوليك: الفول والعدس والخضروات الورقية والهليون والأفوكادو.
- الكالسيوم: الحليب ومشتقاته والخضروات الورقية والبقوليات.
- الحديد: اللحوم الحمراء والدواجن والمأكولات البحرية والفاصوليا والخضروات الخضراء والفواكه المجففة.
- النحاس: المحار والحبوب الكاملة والمكسرات والفول ولحوم الأعضاء والبطاطا.
- الزنك: المحار واللحوم الحمراء والدواجن والفول والمكسرات ومنتجات الألبان.
يجب أن تُبقي في بالك أن عدم تناولك الكميات الكافية من العناصر الغذائية المطلوبة سيؤثر عليك قبل أن يؤثر على طفلك، لأنه أثناء تكون الحليب في غدد الثدي يتم سحب العناصر الضرورية واللازمة من مخزون جسدك منها، ولكي تتجنبي نقصها، يجب أن تتزودي بكافة العناصر الغذائية من أجلك ومن أجل طفلك، وتناولي المكملات الغذائية إذا لم تتمكني من الحصول على كفايتك منها من الغذاء بعد استشارة طبيبك.