ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى؟

4 دقيقة
طرق بسيطة لتنظيم مواعيد النوم دون إلحاق الضرر بالجسم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ jenny on the moon

لا بُدّ أن ينام الطفل كثيراً خلال العام الأول من حياته؛ فالنوم مهم جداً لنموه وزيادة وزنه وتطور دماغه وتقوية الذاكرة والتعلم، بالإضافة إلى أن النوم يساعد على تقوية الجهاز المناعي. فكم عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى من حياته وما الخطوات التي قد تساعد في تنظيم نومه؟

اقرأ أيضاً: لماذا ينام حديثو الولادة والرضع كثيراً؟

عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى

يتمتع الأطفال حديثو الولادة بأنماط نوم مختلفة بشكل كبير، إذ يميل بعض الأطفال إلى النوم لفترات طويلة أثناء النهار، بينما قد يأخذ البعض منهم قيلولة سريعة فقط، في حين أن بعضهم الآخر قد يستيقظ عدة مرات بشكلٍ متكرر خلال الليل. وهذه الأنماط ليست ثابتة وإنما تتغير بشكل كبير خلال السنة الأولى من حياة الطفل.

ويمكن القول إن أنماط النوم هذه هي نصف المشكلة فقط، أمّا النصف الآخر فهو أسلوب نوم الأطفال والذي يسمى بالنوم النشط (Active Sleep)، وهو مختلف عن نوم البالغين الذي يسمى النوم الهادئ، فالطفل يتنفس خلال نومه بطريقة سطحية وليست عميقة كالبالغين، ويستمر بتحريك ذراعيه ورجليه ويرفرف عينيه تحت جفونه.

اقرأ أيضاً: اضطرابات النوم عند الرضع: كيف تساعد طفلك الرضيع على تجاوزها؟ 

بالإضافة إلى ذلك، فدورة نوم الطفل تكون قصيرة وتبلغ نحو 40 دقيقة فقط (تبلغ 90 دقيقة بالنسبة للشخص البالغ)، ويمكن لأي صوت أو ضوضاء خفيفة أن تسبب استيقاظ الطفل لتبدأ بعدها رحلة البكاء الطويل حتى يتمكن الطفل من النوم مجدداً. على كل الأحوال، يمكن تقسيم عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع حسب عمره إلى ما يلي:

الأطفال من عمر يوم حتى شهرين

إن عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال هذه الفترة يبلغ نحو 16-18 ساعة يومياً، موزعة بين 7-9 ساعات نوم نهاراً، ونحو 8-9 ساعات نوم ليلاً. وتعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات على الوالدين، لأن الطفل ينام خلالها لفترات متقطعة تتراوح بين ساعتين لأربع ساعات ويستيقظ فقط لتناول الطعام، بالإضافة إلى أنه يتحرك بشكل كبير أثناء نومه، وذلك بسبب عدم قدرته على التحكم وضبط ردود الأفعال الخاصة به، فتراه يبتسم أو يصدر الأصوات أو يحرك يديه ورجليه بشكلٍ غريب.

كما أن الأطفال في هذا العمر لا يعرفون كيفية الخلود للنوم بأنفسهم، لذلك يجب على الوالدين استخدام بعض الحيل مثل استخدام اللهاية أو احتضان الأطفال وأرجحتهم والغناء لهم، وكذلك يمكن للرضاعة الطبيعية أن تساعد الطفل على النوم بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: ما فوائد وأضرار استخدام اللهاية؟

الأطفال في عمر 2-4 أشهر

يبدأ نوم الطفل في هذه المرحلة بالاستقرار نوعاً ما، حيث يمكن للطفل أن ينام ست ساعات متواصلة ليلاً من أصل 16 ساعة نوم يحتاجها خلال اليوم، كما تصبح أنماط النوم أكثر انتظاماً، ويقل الارتباك بين الليل والنهار بالنسبة للطفل.

اقرأ أيضاً: ما أضرار إيقاظ الرضيع من النوم؟

الأطفال في عمر 4-6 أشهر

يحتاج الطفل خلال هذه الفترة إلى نحو 16 ساعة نوم يومياً، وما يميز هذه الفترة أن الطفل يبدأ فيها بالتقليل من الرضاعة الليلية، وبالتالي يستطيع النوم لساعات أطول ليلاً مقابل ساعات أقل نهاراً، حيث يصبح نمط النوم أكثر وضوحاً. في الواقع، يمكن القول إن 60% من الأطفال يبدؤون بالنوم لفترات طويلة ليلاً تتراوح بين 6-12 ساعة مقابل 4-5 ساعات نهاراً.

الأطفال في عمر 6-12 شهراً

عدد ساعات النوم الذي يحتاج إليها الرضيع خلال هذه الفترة نحو 13 ساعة يومياً، حيث يصبح نمط نومه مشابهاً بشكلٍ كبير لنوم الأشخاص البالغين، إذ إن 80% من الأطفال يستقر نومهم بعد أن يصلوا للشهر التاسع من حياتهم، حيث يبدأ عدد القيلولات النهارية بالانخفاض لتصبح مرتين فقط نهاراً، كما يقل استيقاظهم ليلاً لعدم حاجتهم للرضاعة.

لكن من الممكن أن يصيب الطفل بعض القلق في هذه المرحلة في حال ابتعد عن والديه إلى غرفة أخرى، ما يزيد بشكلٍ مؤقت من عدد مرات الاستيقاظ ليلاً، وينصح في هذه الحالة بتنظيم روتين النوم نهاراً ومراقبة الطفل ليلاً باستمرار حتى لا يشعر بالوحدة إلى حين استقرار نومه مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: ما إيجابيات وسلبيات مشاية الأطفال؟

بعض النصائح لمساعدة طفلك على النوم 

على الرغم من أن الأسابيع الأولى من حياة الأطفال قد تكون صعبة ومرهقة بشكل كبير للوالدين، لكنها تعتبر حجر الأساس في تحديد أنماط النوم المستقبلية للطفل، حيث يمكن القيام بالعديد من الخطوات التي من شأنها تدريب طفلك على النوم بانتظام، وهي كالتالي:

  • اختيار المكان المناسب لنوم الطفل: من المهم جداً أن يحظى المولود الجديد بسريره الخاص، ويفضل أن يتواجد السرير في غرفة والديه أو في غرفة إخوته، ولا يجوز أن ينام الطفل في السرير مع والديه، لأن ذلك قد يعرّضه لخطر الاختناق أو ما يعرف بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ (Sudden Infant Death Syndrome). بالإضافة إلى ذلك، ينبغي وضع الطفل في سريره عند رؤية علامات النعاس عليه مثل التثاؤب وفرك العينين وغيرهما، حتى يتعود أن ينام بمفرده، ما قد يساعده على العودة إلى النوم بمفرده في حال استيقظ ليلاً ودون الكثير من الاضطراب.
  • تدريب الطفل على التمييز بين الليل والنهار: وهي الخطوة الأولى والأهم في تحديد أنماط النوم عند الطفل لكي يعتاد على النوم لساعات أطول ليلاً وأقصر نهاراً. فخلال الليل، ينبغي إبقاء الأضواء مطفأة والحفاظ على الهدوء، كما يجب إعادة الطفل إلى سريره مباشرة بمجرد الانتهاء من إرضاعه أو تغيير حفاضه أو ملابسه (في حال احتاج إلى ذلك) ودون أي ضوضاء أو لعب، هذا ما سيسهم في تعليم الطفل تدريجياً أن الليل هو الوقت المناسب للنوم.
  • وضع روتين ثابت للنوم: يمكن القيام بهذه الخطوة بعد أن يبلغ الطفل أربعة أشهر، وذلك بتنفيذ مجموعة من الخطوات الروتينية التي تتكرر كل يوم، ما سيعلم الطفل بشكلٍ تدريجي أن وقت النوم قد حان، مثل الاستحمام وتغيير الملابس والحفاض وقراءة قصة ما قبل النوم وتعتيم الأضواء في الغرفة وخلق جو هادئ للنوم.

اقرأ أيضاً: تحذيرات من حالات تنفسية قد تسبب الشلل لدى الأطفال؟

ختاماً، حتى لو استطاع الوالدان فهم وتحديد عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى، واستطاعوا ترتيبها من أجل تحقيق نمط مناسب لحياتهم، فمن غير المستبعد أن يتغير كل ذلك فجأة نتيجة العديد من الأسباب أهمها القلق والتوتر والمرض. لذلك، ينبغي الاعتياد على ذلك والتذكّر أنها فترة مؤقتة وسوف تمضي.

المحتوى محمي