لماذا يعد نومك إلى جانب طفلك الرضيع خطيراً؟

لماذا يعد نومك إلى جانب طفلك الرضيع خطيراً؟
هناك فرق مهم بين مرتبة سرير الطفل وأي مرتبة أخرى. غوستافو كالتيفو / أنسبلاش

في بداية شهر أبريل/ نيسان، حذّر مركز كوك الطبي للأطفال (Cook Children’s Medical Center) في ولاية تكساس من احتمالية زيادة حالات وفيات الرضّع. منذ شهر يناير/ كانون الثاني في عام 2022، سجل المستشفى 30 حالة وفاة ناجمة عن حالات نوم غير آمنة. وعلى الرغم من أن سبب الوفاة قد يختلف من طفل لآخر، لكن معظم الحالات كان يشير إلى نوم الرضيع مع الوالدين في سرير واحد.

خطر مشاركة الرضع لأسرة الأبوين

تقول الممرضة الممارسة، والمشرفة على برنامج توقف التنفس عند الرضّع في مستشفى جامعة ستوني بروك ميديسن (Stony Brook Medicine) في مدينة نيويورك، سوزان كاتز (Susan Katz): "نبذل جهوداً مستمرة لتحديد أسباب الوفيات". تقول سوزان وخبراء آخرون فيما يتعلق بمشاركة الرضيع سرير والديه: "على الرغم من وجود العديد من الأسباب التي قد تدفع الآباء إلى النوم مع أطفالهم الحديثي الولادة، لكن لا يُنصح بهذه الممارسات مطلقاً".

تقول طبيبة الأطفال في مركز ميموريال كير أورانج كوست الطبي (MemorialCare Orange Coast Medical Center) في ولاية كاليفورنيا، جينا بوزنر (Gina Posner): "ألم الوالدين وحزنهما لفقدان طفلهما نتيجة مشاركة السرير نفسه أكبر بكثير من أي فوائد محتملة يمكن أن تكون مرتبطة بهذا السلوك".

اقرأ أيضاً: ما عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها الرضيع خلال السنة الأولى؟

يموت نحو 3,500 طفل في الولايات المتحدة سنوياً بسبب الحوادث المرتبطة بالنوم، التي تشمل الاختناق ومتلازمة موت الرضّع المفاجئ (SIDS)، وتزيد مشاركة السرير مع الرضّع من فرصة وقوع هذه الحوادث المؤسفة. وعلى الرغم من انخفاض عدد وفيات الرضّع المرتبطة بالنوم منذ التسعينيات، لا تزال التقارير الصادرة من مراكز الرعاية الصحية المختلفة تذكّرنا بأن علينا بذل مزيد من الجهد لتجنب هذه الحوادث.

ما سبب خطورة النوم مع الطفل الرضيع في سرير واحد؟

تقول بوزنر: "أولاً، يجب أن ينام الرضيع على سطح صلب ومستوٍ، مثل الفراش الذي يوضع في سرير الرضّع". يمكن أن يكون فراش الأشخاص البالغين الليّن ضاراً لأنه ينحني ويتكيف مع رأس الرضيع، ما يشكل فراغات حول رأسه تغطي أنفه وفمه إذا تحرك أو غيّر وضعيته في أثناء النوم. أفادت دراسة نشرت في عام 2019 في مجلة بيدياتريكس (Pediatrics) لطب الأطفال أن 14% من حالات متلازمة موت الرضّع المفاجئ كانت ناجمة عن الاختناق. واتضح أن 69% من هذه الحالات كانت ناجمة عن استخدام فُرش السرير العادية.

تقول بوزنر: "إن مشاركة الرضيع سرير والديه تعرّضه لخطر الاختناق بسهولة في حال وجود وسائد وبطانيات ليّنة". إذ تؤدي الوسائد المرتفعة قليلاً إلى رفع رأس الرضيع فتلامس ذقنه صدره في وضع غير طبيعي يمكن أن يؤدي إلى الاختناق، فهذه الوضعية تعوق تدفق الهواء بحرية إلى رئتي الرضيع وتصعّب عملية التنفس. تحذّر الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال من أن أي سطح يميل بزاوية تزيد على 10 درجات قد يعرّض الرضّع للخطر وليس آمناً بالنسبة لهم.

يتمثل الخطر الآخر على سلامة الرضيع في والديه أنفسهما. إذ يحدث الكثير من حالات الوفيات عندما ينام أحد الوالدين بجوار الرضيع، ويتحرك في أثناء نومه فيضغط بجسمه على الرضيع أو يحصره بين الحائط والسرير أو يسبب انزلاق البطانيات فوق وجه الرضيع. تقول بوزنر: "تقع هذه الحوادث حتى مع أفضل الآباء والأمهات، فبسبب إرهاقهم يستغرقون في النوم ويتسببون بخنق طفلهم من دون أن يشعروا".

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار إيقاظ الرضيع من النوم؟

هل توجد أي طريقة تجعل مشاركة السرير مع الرضيع أكثر أماناً؟

هناك عدة أسباب قد تدفع الأشخاص للنوم مع طفلهم في سرير واحد. على سبيل المثال، يجد بعض الآباء أن الأطفال الرضّع ينامون بشكل أفضل بجانبهم، تقول بوزنر: "أحياناً يكون ذلك صحيحاً بالفعل، إذ يمكن أن يكون الانتقال من داخل رحم الأم إلى العالم الخارجي صعباً على الطفل، ويحتاج إلى بعض الوقت للتكيف مع عالمه الجديد". وقد تفعل بعض الأمهات ذلك من أجل تسهيل عملية الرضاعة الطبيعية والعودة إلى النوم فوراً. أما بالنسبة للآباء الذين يعانون قلة النوم، فإن الحصول على بضع دقائق إضافية من النوم يُعد أمراً مهماً.

لكن كاتز وبوزنر تؤكدان أنه لا يمكن ضمان سلامة الرضيع كلياً عند مشاركته سرير والديه وتحذران من هذه الممارسة، على الأقل حتى يُتم الطفل عامه الأول. توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أيضاً بعدم مشاركة السرير مع الرضّع تحت أي ظرف، وتنصح بالبحث عن بدائل آمنة أخرى.

كيفية توفير بيئة نوم آمنة للرضيع

تنصح كاتز الوالدين بوضع سرير الطفل في الغرفة التي ينامان فيها، بدلاً من نومه معهما في السرير نفسه. تقول كاتز: "يمكن أن يسهل وجود الرضيع في غرفة نوم الوالدين عملية الرضاعة الطبيعية، وإذا كنتِ تفضلين إرضاع طفلك في السرير، يجب أن يكون هناك شخص آخر مستيقظ يراقب الرضيع لضمان عدم نومك في أثناء الرضاعة".

أحد الجوانب السلبية لوضع سرير الطفل في غرفة الوالدين هو أن ذلك قد يؤثر سلباً على جودة نوم الطفل ووالديه على حد سواء. وجدت دراسة أجريت في عام 2017 في مجلة بيدياتريكس (Pediatrics) أن الأطفال الذين ينامون في غرف منفصلة عن غرفة والديهم قبل أن يبلغوا 4 أشهر من العمر ينامون فترة أطول من الرضّع الذين ينامون في غرفة نوم والديهم وترضعهم أمهاتهم مرات أكثر خلال الليل بسبب الاستيقاظ المتكرر. كما تشير الدراسة إلى أن الأطفال الذين ينامون بمفردهم يحصلون على فترات نوم أطول بنحو 100 دقيقة عندما يبلغون 9 أشهر من العمر.

اقرأ أيضاً: لمَ يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم؟ وما هي طرق مساعدتهم؟

يمكن لفكرة عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم أن تجعل مشاركة الغرفة مع الرضيع خياراً غير مرغوب فيه. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاستيقاظ على صوت بكاء طفلك قد يكون ضرورياً لضمان سلامته وحمايته من خطر متلازمة موت الرضّع المفاجئ.

وجدت دراسة أجريت في عام 2014 في مجلة أكتا نيوروباثولوجيكا (Acta Neuropathologica) أن نحو 42% من الرضّع الذين ماتوا بسبب متلازمة موت الرضّع المفاجئ، التي لا تقتصر أسبابها على مشاركة السرير، كانت لديهم اضطرابات دماغية أثرت على منطقة الحُصين المسؤولة عن التحكم في التنفس ومعدل ضربات القلب في أثناء النوم. يوفر النوم في غرفة واحدة مع الرضيع، لكن في سرير منفصل، فرصة للوالدين للاطمئنان على سلامة الرضيع وضمان عدم وجود عوامل خطر قد تؤثر سلباً على تنفسه.

المحتوى محمي