نصائح مفيدة لرحلة مريحة مع أطفالك

5 دقائق
نصائح مفيدة لرحلة مريحة مع أطفالك
إذا كانت الرحلة طويلة ومملة بالنسبة لك، تخيل كيف سيكون الأمر بالنسبة لطفلك. ماري كيرل

بغض النظر عن طول المسافة، فإن السفر من مكانٍ لآخر مع وجود طفلٍ صغير معك يمثل تحدي سفر فريداً. لقد سافرت إلى أقاصي الأرض، وعبرت 28 ولاية من الولايات الأميركية الخمسين، واستكشفت مع طفلي البالغ من العمر الآن 4 سنوات 14 دولة، ودائماً ما أقول لأصدقائي من الآباء إنه إذا كان لديك ما يلزم للتخطيط بعناية وتنفيذ نزهة عائلية ناجحة إلى حديقة في الطرف الآخر من المدينة، يمكنك تطبيق نفس الإستراتيجية على الرحلات الأطول مصطحباً معك طفلك الصغير.

تشمل هذه الرحلات التي تستغرق عدة أيام الرحلات العائلية التقليدية، والتي يمكن أن تكون مرهقةً لأنها تنطوي على التخطيط لأوقات الوجبات والنوم والأنشطة لإبقاء طفلك مستمتعاً عندما يكون بعيداً عن أجواء المنزل المريحة، ناهيك عن جميع المتغيرات التي قد تظهر فجأة أيضاً. باعتباري شخصاً قطع آلاف الأميال عبر الولايات المتحدة مع طفلي الصغير، بما في ذلك رحلة طويلة عبر البلاد، فقد تعلمت ما يلزم لإبقاء الركاب الصغار نشيطين ومشاركين. لكن النصائح القصصية المتناقلة لا يمكن أن تذهب إلا إلى حد بعيد في تناول جوانب الموضوع، لذلك طلبت أيضاً من خبراء تنمية الطفولة والصحة الدراسة والتحقيق فيما قد يحدث للطفل من الناحية العقلية والجسدية أثناء اصطحابه في رحلة طويلة بالسيارة وما يمكنك فعله لضمان بقاء الجميع سعيداً وبصحة جيدة وآمنة.

قم بتشجيع طفلك وتهيئة الأجواء التي يحبها

إذا شعرت بالتعب بعد يوم طويل خلف عجلة القيادة، ففكر كيف سيكون الحال بالنسبة لطفلك. تقول طبيبة الأطفال جين تراختنبرج، الأستاذة الإكلينيكية المساعدة لطب الأطفال في كلية إيكان للطب في نظام ماونت سيناي الصحي في مدينة نيويورك، والمتحدثة باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في هذا الصدد: «نظراً لأن الأطفال الصغار يجدون صعوبة في استيعاب مفهوم الوقت، فإن الجلوس في مقاعدهم لساعات طويلة قد يكون مملاً بصراحة ويبدو لهم "طويلاً جداً". وذلك لأنهم لا يتمتعون باهتمام كافٍ ويصعب عليهم الترفيه عن أنفسهم».

وتضيف تراختنبرج: «ستسير الرحلة بسلاسة أكبر إذا علم الطفل ما ينتظره. احرص على التحدث إليه عن المكان الذي تتجه إليه، وعن الأشياء الآمنة التي يمكنه القيام بها في السيارة وما هو غير آمن، والمدة التي ستستغرقها الرحلة مقارنةً بشيء مألوف له، مثل قراءة كتاب أو الاستماع إلى أغنية».

يمكن أن يساعد الروتين اليومي الذي اعتاد عليه الطفل في هذا الصدد، لذلك من المهم الالتزام بأوقات نوم وتناول الطعام المنتظمة لطفلك (المزيد حول ذلك أدناه) والتخطيط للكثير من الأنشطة الترفيهية التي يستمتعون بها.

تقول تراختنبرج: «الأنشطة مهمة جداً لأنها تسمح بخداع دماغ طفلك وتجعله يعتقد أن الرحلة أقصر من خلال تشتيت انتباهه عن الرحلة نفسها وإبقائه مشغولاً بأشياء مثل الألعاب والتحقق من الأشياء خارج النافذة والاستماع للموسيقى والغناء والنوم».

تتضمن الأشياء الموثوقة التي نأخذها معنا مجموعةً من الكتب المصورة والكثير من معدات الرسم والتلوين ومكعبات البناء والألعاب، ما يسمح لنا بإبقاء طفلنا مشغولاً بعنصر واحد فقط في كل مرة لزيادة حداثة وإثارة كل شكل جديد من أشكال الترفيه.

تقترح تراختنبرج تقسيم الرحلة إلى أجزاءٍ عن طريق إنشاء مخططٍ لمكافآت السفر، وتقديم هدايا محفزة إيجابية لطفلك الصغير، مثل منحه نجمةٍ ذهبية لكل 15 دقيقة من الرحلة.

التزم بروتين نوم طفلك قدر الإمكان

سيكون كل شيء أسهل وأكثر متعة عندما ينام كل فرد في أسرتنا (حتى الكبار) ليلة هانئة. لذلك نحرص على ألا نبدأ الرحلة قبل وقت الاستيقاظ المعتاد، والوصول إلى وجهتنا النهائية قبل وقت الاستحمام المعتاد لطفلنا ووقت قصة النوم والذهاب إلى السرير.

بالنسبة لعائلتنا، فإننا نأخذ أيضاً وقت القيلولة في الاعتبار، مع التأكد من أننا إما أن نصل إلى وجهتنا قبل وقت القيلولة أو تهيئة المكان لقيلولة مرضية في السيارة إذا كنا سنقود أثناء النهار.

تقول ماري شيدي كورسينكا، معلمة الطفولة ومؤلفة كتب "تربية الرضيع النشيط" و"تربية الطفل النشيط" و"الأرق في أميركا": «الحفاظ على روتين النوم أمر مهم للغاية».

وتوضح كورسينكا: «يمكن أن يتسبب تخطي القيلولة إلى إرهاق طفلك، ما يجعل من الصعب عليه النوم ليلاً. يمكن لأنماط النوم المتقطعة أن تعطل إيقاعات الساعة البيولوجية ودورة الميلاتونين وساعة الجسم عند الأطفال، وقد يؤدي ذلك إلى إصابتهم باضطراب الرحلات الطويلة الذي يؤثر على الدماغ والتأثير بالتالي على مزاج طفلك وشهيته».

لمساعدة طفلك الصغير على النوم في السيارة، توصي تراختنبرج بتشغيل موسيقى خفيفة ومهدئة واستخدام ستائر النوافذ في الخلف لحجب أشعة الشمس. احرص على الالتزام أيضاً بطقوس وقت ما قبل النوم، مثل قراءة القصص وإحضار ألعاب الحيوانات المحشوة المفضلة لدى الطفل والبطانيات طوال الرحلة.

خطط للوجبات الصحية والوجبات الخفيفة

كما هو الحال مع الحصول على قسط جيد من الراحة، نتمتع جميعاً بمزيد من المرح عندما نتغذى ونشرب بشكلٍ جيد. بالنسبة لعائلتنا، فإننا نلتزم بمواعيد وجبات أطفالنا المعتادة، أو نخطط للتوقف على الطريق لتناول الطعام أو تناول ما نحمله معنا لضمان حصول طفلنا على ما يكفي من الماء والطعام الصحي على الفطور والغداء والعشاء، بالإضافة إلى وجباتٍ خفيفة مغذية. ليس من السهل دائماً العثور على شيء آخر غير الوجبات السريعة أثناء التنقل، لذلك اعتدنا على حمل أطعمة معنا مثل الزبادي والأفوكادو والمكسرات والتفاح وكريما الجبن والمعجنات والحمص والبيض المسلوق لتعويض قلة الخيارات.

يتماشى ذلك مع ما توصي به كل من كورسينكا وتراختنبرج: «تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية والوجبات السريعة والكافيين، إذ يمكن لهذه الأطعمة التسبب بمجموعة متنوعة من المشكلات، مثل اضطراب النوم وآلام المعدة والانتفاخ والغازات. بالمقابل، يمكن أن تساعد الوجبات الخفيفة التي تحتوي على البروتينات والدهون الصحية والألياف والكربوهيدرات المعقدة على تنظيم الحالة المزاجية لطفلك ومستويات السكر في الدم».

ولكن كن يقظأً لمنع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات من تناول الطعام أثناء قيادة السيارة، ما قد يتسبب لهم بالاختناق كما تقول تراختنبرج. من العناصر التي قد تشكل خطورة عند تناولها في سيارة متحركة الفشار ورقائق البطاطس والجزر والمكسرات والبذور وزبدة الفول السوداني والمارشميلو، على سبيل المثل لا الحصر كما تقول.

حاول أن توفر أقصى راحة للأطفال

لقد اكتشفنا متأخرين الأشياء التي تجعل طفلنا معرضاً للإصابة بدوار الحركة، وهي مشكلة شائعة بين الصغار لأنهم ما يزالون في طور تعلم كيفية التأقلم مع التنافر المعرفي المتمثل في نقلهم جسدياً إلى مكان آخر ومشاهدة العالم يتحرك أثناء الجلوس بلا حراك في مقعد السيارة كما تشرح كورسينكا.

تقول كورسينكا: «تخبرنا عيوننا وأذنانا بأننا "نتحرك"، ومع ذلك نحن ما نزال جالسين في المقعد. لقد تعلم جسدك كيفية معالجة هذه التعديلات وفهمها. بينما قد لا يمتلك الأطفال هذه المهارات المعرفية بالضرورة بعد». لذلك حتى الجلوس يمكن أن يكون مرهقاً ويسبب دواراً وغثياناً لطفلك.

اقرأ أيضاً: دليل الوالدين لتنمية مهارات الأطفال الاجتماعية

تقول كل من كورسينكا وتراختنبرج إن هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك الصغير في الحفاظ على الشعور بالتوازن والمزيد من الراحة في السيارة، مثل ارتداء الطفل لنظارة شمسية واستخدام الستائر لحجب أشعة الشمس ووضع مقعده بعيداً عن أشعة الشمس وتنظيم درجة حرارة السيارة ووضع قدم طفلك على شيءٍ صلب، كوسادةٍ مثلاً، بدلاً من ترك أقدامه متدلية في الهواء.

ومع ذلك، يجب أن يكون لديك ما يكفي من أكياس القمامة والمناديل المبللة والملابس البديلة لطفلك الصغير ولأي شخص بالغ في حالة مرض طفلك وإصابته بالغثيان والقيء.

كن واقعياً بشأن ما يمكنك تحقيقه وتوقع أن تستغرق الأشياء وقتاً أطول

لا مفر من ذلك، فالقيادة مع طفل صغير ستستغرق وقتاً أطول.

وذلك لأنه يجب عليك التوقف كثيراً وأخذ فترات راحة أطول من المعتاد. توصي كورسينكا بالخروج من السيارة لمدة 10 إلى 15 دقيقة على الأقل كل 1.5 إلى 2.5 ساعة من القيادة، ليس فقط للذهاب إلى الحمام (أو تغيير الحفاضات)، ولكن أيضاً للتمدد والتحرك خلال النهار.

كما توصي بتناول الطعام في الهواء الطلق على غرار تناوله في النزهات وإحضار الألعاب التي تعزز الحركة، الأمر الذي من شأنه تحفيز طفلك على صرف طاقته.

وتقول تراختنبرج إن تغيير المشهد يعطي الجميع فرصة لتصفية رؤوسهم ويمنحهم استراحة هم في أمس الحاجة إليها، وتقترح أيضاً ممارسة تمارين القفز والسير والغناء ولعب لعبة "سيمون يقول" خلال فترات الراحة هذه.

بغض النظر عن مقدار استعدادك، فقد تشعر بعدم الرغبة بالقيادة لنفس المسافات التي تقطعها عندما تكون بمفردك أو بصحبة بالغين آخرين أو أطفالاً أكبر سناً، ولا بأس بذلك. ولكن إذا كان لديك متسع من الوقت، فإن إطالة الرحلة يمكن أن يضيف متعة إليها ويخلق المزيد من الذكريات العائلية الجميلة.

المحتوى محمي