ما هي المؤشرات التي تدل على أنك تربي حيواناً أليفاً سعيداً؟

إذا وضعنا الكلمات جانباً كطريقة في توصيل المشاعر والأفكار، فهل نصبح عاجزين حينها عن فهم ما يشعر به الشخص الجالس أمامنا؟ لا ليس تماماً، فلغة الجسد ونبرة الصوت وتعابير الوجه تساعد على إيصال ما يعنيه الشخص ويشعر به في كثير من الأحيان، وهذا بالضبط ما تقوم به أيضاً حيواناتنا الأليفة.

إذاً، من بين آلاف الحركات التي تقوم بها قطتك أو كلبك يومياً، ما هي المؤشرات التي تدل على أنك تربي حيواناً أليفاً سعيداً؟

هل تدرك حيواناتنا الأليفة إن كنا سعداء أم لا؟

على ما يبدو، فإن حيواناتنا الأليفة تميّز مشاعرنا وتدرك إن كنا سعداء أو غاضبين، فقد توصلت دراسة منشورة في دورية "أنيمال" (Animal)، أن القطط تستطيع دمج الإشارات المرئية والسمعية الصادرة عن الإنسان المألوف للتعرف إلى المشاعر البشرية، وأنها تمتلك تصوّراً عقلياً عامّاً عن مشاعر مُربيّها من البشر، وتعدِّل سلوكها على هذا الأساس. وقد أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن القطط قد طوّرت مهارات اجتماعية تسمح لها بفهم الإشارات العاطفية البشرية، وهو عامل رئيسي في الحفاظ على العلاقات بين الأنواع وتقوية الرابطة بين الإنسان والقطط.

لا يتوقف الأمر على القطط، فقد وجدت دراسة أُخرى منشورة في دورية "كارنت بيولوجي" ("Current Biology) أن الكلاب الأليفة يمكنها أن تميّز التعبيرات العاطفية على الوجوه البشرية، وهذه القدرة قد تكون نتجت عن التفاعل المكثّف مع البشر و/أو التدجين. بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكرت الدراسة أنّ الكلاب ربما تستخدم ذكرياتها عن التعابير العاطفية للوجوه البشرية الحقيقية في إنجاز مهمة التمييز.

والآن، وبعد أن علمنا أن حيواناتنا الأليفة تستطيع إدراك مشاعرنا، فهل نفهم نحن مشاعرها؟ وكيف نعلم إن كنا نربي حيواناً سعيداً أم لا؟

ما هي المؤشرات التي تدل على أنك تربي حيواناً أليفاً سعيداً؟

غالباً ما تلجأ الحيوانات الأليفة من الثدييات للتعبير عن مشاعرها عبر تصرفات سلوكية وجسدية. لذلك، يمكن من خلال بعض المؤشرات فهم ماهية شعورها وإن كانت سعيدة أم لا. لكن، وبما أن الناس غالباً ما ينقسمون إلى محبيّ القطط ومحبيّ الكلاب، لذلك سنوّضح هذه المؤشرات عند الاثنين.

المؤشرات التي تدل على أنك تربي قطاً سعيداً

فيما يلي بعض العلامات الأكثر شيوعاً التي تدل على أن قطتك سعيدة:

الخرخرة: إن هذا الصوت الناعم الصادر عن القطط هو المؤشر الأكثر وضوحاً على أنها سعيدة ومرتاحة. تتعلم القطط الخرخرة عندما يبلغ عمرها بضعة أيام فقط، كطريقة ربما لإخبار والدتها أنها موجودة وبصحة جيدة، لكن في بعض الحالات النادرة، قد تخرخر القطة إذا شعرت بالخوف أو الألم، لذا يجب أخذ هذه الظروف في عين الاعتبار. على كل حال، إن كانت قطتك إلى جانبك وتتحرك حول يديك ووجهك وتخرخر فهي إذاً سعيدة.
تحريك مخالبها بما يشبه العجن: تحرك القطط مخالبها وفق بعض الحركات التي تبدو وكأنها تعجن بعض العجين. قد تعجن القطط بطانية ناعمة أو وسادة ناعمة أو الأشخاص المفضلين لديها، وغالباً ما تكون حينها في قمة الرضا والسعادة. ويُعتقَد أن العجن يرتبط بالأمان الذي تشعر به القطط عندما تحرك مخالبها بهذه الطريقة على أمانها.
اللعب والمرح: القطط السعيدة تحب اللعب، وخاصة القطط صغيرة السن، فإذا رأيت قطتك تهاجم ريشة في الهواء، أو تطارد كرة صغيرة أو لعبة ما، فاعلم أنها سعيدة.
سيلان اللعاب: قد لا يكون سيلان اللعاب مؤشراً واضحاً على شعور القطة، لكنّ بعض القطط يسيل لعابها بشكل كبير عند احتضانها. تجدر الإشارة إلى أن سيلان اللعاب كدليل على سعادة القطة يحدث عند تحفيزها، أما اللعاب الذي يسيل دون تحفيز فقد يكون مؤشراً على حالة مَرضية.
العادات الطبيعية والمنتظمة في الأكل والنوم والاستمالة: القطط التي تأكل جيداً وتنام جيداً وتُبقي على فرائها بحالة مرتبة ولامعة هي قطط سعيدة وسليمة.
مؤشرات جسدية: أو يمكن وصفها بأنها لغة جسد القطة السعيدة، ومن الحركات الجسدية التي تدل على سعادة القطط: تقوّس ظهرها عند مداعبتها، الذيل المستقيم في الهواء مع انحناء بسيط في نهايته على شكل إشارة استفهام، جسد مسترخ مع إظهار بطونها. بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون القطة سعيدة فإنها قد تقف بالقرب منك وتحني رأسها للأسفل وتتدحرج أمامك كاشفةً بطنها، أو تقترب منك عند عودتك إلى المنزل مع رفع رأسها والمواء.
تعابير وجه تدل على السعادة: عندما تكون القطة سعيدة غالباً ما تغمض عينيها برفق دون توتر ودون إغلاقها بإحكام، بالإضافة إلى أن آذانها تكون إلى الأعلى ومتجهة إلى الأمام.

المؤشرات التي تدل على أنك تربي كلباً سعيداً

لا يختلف الأمر كثيراً عند الكلاب التي تملك أيضاً بعض الحركات السلوكية والجسدية التي تدل على أنها سعيدة مثل:

ذيل مُوجَّه للأعلى ويهتز باستمرار: ربما تكون هذه الحركة هي العلامة الأكثر شهرة على سعادة الكلاب، فعندما يكون جسم الكلب مسترخياً ومرتاحاً ويكون ذيله مرتفعاً في الهواء ويهزه باستمرار، فهذا يعني أنه يشعر بالسعادة. بالإضافة إلى ذلك، قد يهز الكلب جسمه أيضاً بالإضافة إلى ذيله.
أذنان متجهتان للأمام ومرنتان: أي أنهما تكونان مرتخيتين على جانبيّ الرأس، أما في حال كانت الأذنان مسحوبتين للخلف ومشدودتين فهذا يدل على أن الكلاب متوترة أو خائفة.
نظرات لطيفة: عندما يكون الكلب سعيداً، تكون عيناه وجفناه مفتوحتين ومستريحتين، وترمش كثيراً مع نظرات ناعمة وكسولة، وليست نظرات ثاقبة أو محدقة.
تعابير وجه تدل على السعادة: غالباً ما تبدو الكلاب السعيدة وكأنها تبتسم، فيكون الفم مرتخياً وزوايا الفم مقلوبة للأعلى، وقد تكون بعض الأسنان مرئية وإنما ليس بطريقة عدوانية. بالإضافة إلى ذلك، قد يشير اللسان المتدلي خارج الفم أيضاً إلى أن كلبك سعيد.
تقوّس الجسد استعداداً للعب: عندما يخفض الكلب رأسه وصدره إلى الأسفل ويرفع الجزء الخلفي من جسمه في الهواء فهذا يعني أنه سعيد، وغالباً ما تكون هذه الحركة دعوة للعب.
حركات المرح: عندما يثب الكلب بحيوية من مكان إلى آخر أو يقفز أو يتمايل، فهذا يشير إلى سعادته وحماسه برؤية الأشخاص المفضلين لديه. علاوةً على ذلك، فالكلب السعيد يستمتع باللعب والمشي وركوب السيارات، فإذا بدا الكلب هادئاً بشكل غير طبيعي أو غير مهتم بالأنشطة المفضلة لديه أو كان أقل اجتماعية من المعتاد، فهذا يشير إلى مشكلة ما.
الشهية الجيدة والنوم الوفير: تتمتع الكلاب التي تشعر بالسعادة والرضا بشهية ممتازة، ويعدّ التغيير في شهية الكلب من أولى دلالات المرض أو الحزن المحتمل. من ناحية أخرى، فالكلاب البالغة التي تتمتع بصحة جيدة وتشعر بالسعادة تنام جيداً لمدة قد تصل نحو 16 ساعة يومياً.
التفاعل الكبير: إذا كان الكلب يتفاعل كثيراً أو يبقى بالقرب منك أو يميل نحو يدك عند ملاعبته فهذا يعني أنه كلب سعيد.

ختاماً، هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على أنك تربي حيواناً أليفاً سعيداً، وبشكل عام، طالما أنّ حيوانك الأليف يأكل وينام جيداً ويلعب ويستمتع بالأنشطة المعتادة، فهذا يعني أنه حيوان أليف سعيد.