غالباً ما تكون بعض الأعراض التي تظهر على القطط مثل العطس واحتقان الأنف والإفرازات من الأنف والعينين وغيرها دليلاً على الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي، وهي أمراض شائعة تسببها مجموعة متنوعة من الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات. وعلى الرغم من أن اللقاحات قد قللت بشكل كبير من فرص الإصابة بالأمراض التنفسية الخطيرة عند القطط، فإنها لم تقضِ على مسببات الأمراض شديدة العدوى. فما مسببات العدوى التنفسية وما الأعراض التي تسببها كل منها وكيف يمكن علاجها؟
أعراض الأمراض التنفسية بشكل عام عند القطط
قد تصيب العدوى التنفسية الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، حيث يشمل الجهاز التنفسي العلوي كلاً من الممرات الأنفية والجيوب الأنفية والبلعوم والحنجرة، في حين يشمل الجهاز التنفسي السفلي كلاً من القصبات الهوائية والشعب الهوائية والرئتين. أما الأعراض التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي فهي تختلف باختلاف سبب ومكان الإصابة، ولكن ثمة بعض العلامات السريرية الشائعة لها، وهي تشمل ما يلي:
- العطس.
- الاحتقان.
- سيلان الأنف.
- سعال.
- إفرازات من الأنف والعين.
- سيلان اللعاب.
- فقدان الشهية أو قلة الشهية.
- تقرحات الأنف والفم.
- فرك العينين.
- خمول.
- صوت أجش.
اقرأ أيضاً: كيف يتم تشخيص وعلاج ألم الأسنان عند القطط؟
في حين أن أعراض عدوى الجهاز التنفسي السفلي تشمل ما يلي:
- السعال.
- الخمول.
- فقدان الشهية.
- صعوبة أو سرعة التنفس (يجب ألا يزيد عدد مرات النفس على 35 نفساً في الدقيقة أثناء الراحة).
اقرأ أيضاً: ما أسباب التهاب الأذن عند القطط وكيف يمكن علاجه في المنزل؟
مسببات الأمراض التنفسية عند القطط والأعراض المميزة لكل منها
تعد الفيروسات المسببات الأكثر شيوعاً لعدوى الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى أنها قد تحدث بفعل البكتيريا والفطور أيضاً. بشكل عام، من مسببات الأمراض التنفسية الأكثر شيوعاً ما يلي:
- فيروس الهربس السنوري (Feline herpesvirus): يشار إلى هذه العدوى أحياناً باسم التهاب الأنف الفيروسي السنوري، وتصاب نحو 97% من القطط بهذا الفيروس خلال حياتها، وتكون القطط الصغيرة والمراهقة أكثر عرضة للإصابة. تشمل أعراض الإصابة بهذا الفيروس أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي آنفة الذكر، وقد تظهر قرحة القرنية (تآكل الطبقة الخارجية للقرنية والتي تُدعى أيضاً التهاب القرنية، والقرنية هي الطبقة الشفافة التي تغطي الجزء الأمامي من العين) والحمى.
- فيروس كاليسي السنوري (Feline calicivirus): يعد هذا الفيروس شديد العدوى وشائعاً بين القطط في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن معظم القطط المصابة بفيروس الكاليسي تعاني من أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي، فقد تنتشر العدوى إلى الجهاز التنفسي السفلي وتسبب التهاباً رئوياً، وقد يتفاقم الالتهاب الرئوي الفيروسي بسبب الالتهابات البكتيرية الثانوية في الرئتين، ما يؤدي إلى زيادة صعوبة التنفس. وفي حالات نادرة، قد تعاني القطط من التهابات أو تقرحات في الفم، أو حدوث تورم في الرأس والأطراف، وتقرحات متقشرة، وتساقط الشعر في الأنف والعينين والأذنين ووسادات القدم، كما قد يتلون الفم والأذنان بلون أصفر بسبب تلف الكبد، وقد تعاني القطط من نزيف في الجهاز الهضمي وتحت الجلد وهو ما ينتج عن فيروس كاليسي النزفي.
اقرأ أيضاً: ما أسباب التهاب الرحم عند القطط وما أعراضه وعلاجه؟
- بكتيريا المتدثرة الحثرية وتسمى أيضاً كلاميديا (Chlamydia): هي بكتيريا تتطلب اتصالاً وثيقاً بين القطط حتى تحدث العدوى، وغالباً ما تنتقل العدوى من خلال إفرازات العين. تحدث العدوى بشكل أكثر شيوعاً في القطط الصغيرة والقطط الموجودة في الملاجئ المزدحمة. الأعراض المميزة لهذه العدوى هي التهاب الملتحمة وكثرة الإفرازات من العينين التي تكون شفافة في البداية، ثم تتحول لاحقاً إلى قوام يشبه المخاط وله مظهر يشبه القيح، وبالإضافة إلى ذلك، فإن القطط المصابة نادراً ما تفقد شهيتها أو تصبح خاملة.
- الفطور (Fungus): ثمة العديد من أنواع الفطريات التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي عند القطط، وأكثرها شيوعاً هو فطر المستخفية المورّمة (Cryptococcus neoformans)، التي قد تأتي من فضلات الطيور والنباتات المتحللة. ومن الأعراض الأكثر شيوعاً لهذه العدوى وجود ورم في الأنف أو الوجه مع العطس، وإفرازات غزيرة من الأنف والتي قد تصبح دموية، كما قد تظهر في الأنف جروح لا تلتئم أو زوائد لحمية. بالإضافة إلى ذلك، قد تعاني القطط المصابة من تغيرات في نبره صوتها، مع صوت شخير أو صوت مرتفع أثناء التنفس، كما قد تصاب بفقدان الشهية وتفقد الكثير من الوزن. وفي حال انتشرت العدوى إلى الرئتين، فقد تظهر القطط صعوبة في التنفس أو تنفساً سريعاً.
اقرأ أيضاً: 8 أسباب محتملة قد تفسّر لعق القطط للإنسان
تشخيص الأمراض التنفسية عند القطط
بمجرد أن تلاحظ أعراضاً تصيب الجهاز التنفسي العلوي، عليك أن تصطحب القطة إلى الطبيب البيطري، الذي سيعاين الأعراض وقد يطلب بعض التحاليل الإضافية لتحديد نوع العدوى، مثل:
- تحاليل الدم.
- مسحات العين أو الفم.
- التصوير بالأشعة السينية.
علاج الأمراض التنفسية عند القطط
سيحدد الطبيب البيطري أفضل طريقة لعلاج القطط المريضة، وقد يشمل ذلك العزل والراحة والسوائل الوريدية والأطعمة المغذية والأدوية. ومن العلاجات التي قد يصفها الطبيب البيطري، ما يلي:
- قطرات للعين إذا كانت القطة تعاني من إفرازات قيحية.
- مزيلات احتقان الأنف أو رذاذ المحلول الملحي إذا كانت الإفرازات الأنفية غزيرة أو أصبحت الأنسجة الأنفية مؤلمة.
- فاتح شهية للقطط التي تعاني من انخفاض شديد في الشهية.
- بعض المضادات الحيوية، لأنه وعلى الرغم من أن الالتهابات الفيروسية لا تستجيب للأدوية المضادة للبكتيريا، فإنها قد توصف لمنع العدوى البكتيرية الثانوية من تعقيد المرض عند القطط.
- بعض الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج بعض أعراض الجهاز التنفسي العلوي.
- بعض الأدوية المضادة للفيروسات أو الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids) للتعامل مع الحالات المتكررة من التهاب القرنية أو التهاب الملتحمة.
- بعض الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية للتقليل من آلام الفم وخصوصاً عند الإصابة بفيروس كاليسي السنوري.
- المضادات الحيوية مثل الدوكسيسيكلين (Doxycycline) أو الأموكسيسيلين (Amoxicillin)/ حمض الكلافولانيك (Clavulanic acid) لعلاج بكتيريا الكلاميديا.
- بعض الأدوية المضادة للفطريات عند الإصابة بالفطور.
- مجموعة من اللقاحات ضد الفيروسات مثل فيروس الهربس السنوري وفيروس كاليسي وغيرها والتي يمكن أن يوصي بها الطبيب، وعلى الرغم من أن هذه اللقاحات لا تمنع الإصابة بالفيروسات، لكنها تقلل حدة الأعراض، وهذه اللقاحات تتطلب جرعات معززة بشكل منتظم.
اقرأ أيضاً: ما الأمراض الخطيرة التي قد تسببها القطط لمالكيها؟
وأثناء تعافي القطة في المنزل، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات في المنزل لمساعدتها على الشعور بالتحسن مثل:
- وضعها في مكان خاص ومريح.
- تشجيعها على تناول الطعام والترطيب الكافي، فالقطط المصابة بالأمراض التنفسية قد تفقد جزءاً من حاسة الشم لديها، لذلك قد تحتاج إلى إغرائها ببعض الروائح التي تحبها مثل رائحة السمك.
- تنظيف إفرازات العين والأنف بلطف.
- تعريض القطة لبخار ماء ساخن أو حمام ساخن إذا كان التنفس صعباً، وذلك أمرٌ قد يقترحه الطبيب.
- استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب تماماً حسب التوجيهات بدقة.
ختاماً، يشار إلى أنه وإذا لم تُعالج الأمراض التنفسية عند القطط وخصوصاً عدوى الجهاز التنفسي العلوي، قد تتحول إلى التهاب رئوي أو تسبب حدوث مضاعفات خطيرة أخرى، مثل العمى أو مشكلات التنفس المزمنة.