لست مضطراً إلى انتظار الثلوج حتى تذوب لتعاود ركوب الدراجة الهوائية. كما أنك لست مضطراً إلى ممارسة التزلج إذا رغبت في أن تطوف فوق الثلوج بسرعات عالية. تساعدك الدراجات ذات الإطارات العريضة أو الدراجات "البدينة" (fat bike) على الاستمرار في ممارسة ركوب الدراجات طيلة العام، حتى في أشهر فصل الشتاء التي تسودها الثلوج.
ينطوي ركوب الدراجات الهوائية ذات الإطارات العريضة، كما يتضح من اسمها، على ركوب الدراجات على الطرق أو الدروب الثلجية (أو الرملية أحياناً) باستخدام دراجات هوائية تتمتّع بإطارات عريضة للغاية توفّر الكثير من الثبات والاستقرار على الأسطح الزلقة أو غير المستقرة. يقترح المالك الشريك لمتجر ريفولوشن سايكلز (Revolution Cycles)، وهو متجر دراجات في مدينة روسلاند في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية، تايلر ميرينغر، الذي يمارس ركوب الدراجات على الطرق الوعرة منذ أواخر الثمانينيات، ركوب الدراجات الهوائية ذات الإطارات العريضة لأنه وسيلة رائعة لقضاء الوقت خارج المنزل والاستمتاع بالشتاء، حتى إذا لم تمارس هذا النشاط من قبل، بل لهذا السبب على وجه الخصوص.
اقرأ أيضاً: نصائح احترافية لتعليم الأطفال ركوب الدراجة الهوائية
لا مشكلة إذا لم تكن لديك خبرة في ركوب الدراجات الجبلية. على الرغم من أنك ستعتقد حدسياً أن ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة ينتمي للفئة نفسها التي ينتمي إليها ركوب الدراجات الجبلية لأن النشاطين يُمارسان على الدروب غير الممهدة بدلاً من الطرق الممهدة، يقول ميرينغر إن هذا النشاط في الواقع أشبه بركوب الدراجات على الطرقات العادية ما دمت تلتزم بالدروب العريضة المهيأة. مع ذلك، إذا كنت محظوظاً بما يكفي وتعيش في مدينة تحتوي على شبكة دروب مثل تلك الموجودة في مدينة روسلاند تُستخدم فيها آلات مخصصة لتهيئة دروب الدراجات الجبلية المنفردة (أي التي لا تتسع إلا إلى دراجة واحدة في وقت واحد) التي شُقّت سابقاً، فسيكون ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة أشبه بركوب الدراجات الجبلية.
على سبيل المثال، ينطوي ركوب الدراجات الجبلية غالباً على عبور الدروب الضيقة والصخرية وغير المستوية التي تتطلب مهارات متقدمة في التعامل مع الدراجات. لكن من المرجّح أن الجزء الأصعب من ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة هو صعود المرتفعات ونزولها لأنه يتضمن القيادة على أسطح ملساء وناعمة مثل تلك التي تغطيها الثلوج. لذلك، إذا كنت معتاداً على ركوب الدراجات الهوائية، فليس هناك ما يمنعك من تجربة ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة. إحدى المزايا الأخرى لهذا النشاط هي أن السقوط عن الدراجة على الأرض خلال الشتاء مختلف تماماً عن نظيره في الدروب الترابية؛ إذ إنه أكثر شبهاً بالانحناء ببطء على طبقة ناعمة من شبهه بالسقوط لأنك ستكون محاطاً بالثلوج من الجوانب جميعها (في حال عدم وجود الأشجار بالطبع).
تجهيز المعدات
قبل التوجّه إلى الدروب، هناك بعض المعدات التي ستحتاج إليها لضمان أن تكون رحلتك آمنة وممتعة. بالطبع، ستحتاج إلى دراجة بإطارين عريضين، ويمكنك استئجار واحدة منها من أحد متاجر الدراجات المحلية على نحو متكرر. يمكنك اختيار طراز قياسي يعمل بالدواسات أو دراجة كهربائية ذات إطارين عريضين. بعد ذلك، يجب أن تستخدم معدات السلامة المعتادة للدراجات جميعها، مثل الخوذة وحقيبة الإسعافات الأولية. لا ضير أيضاً في أن تحزم المعدات الأساسية العشر في حقيبة ظهرك، ولكن يجب أن تحضر معك الماء والوجبات الخفيفة والملابس الإضافية على الأقل.
في النهاية، يجب أن ترتدي الملابس المناسبة بعدّة طبقات بما أنك ستقود دراجتك في جو بارد. يشمل ذلك طبقة أساسية ماصّة للرطوبة وطبقة وسطى دافئة مثل سترة منتفخة أو صوفية وسترة مضادة للماء، علماً أنه يمكن خلع هذه الملابس في مرحلة الإحماء عندما تقود الدراجة صعوداً على المرتفعات ثم ارتداؤها مجدداً عندما تقود نزولاً ولا تضطر إلى بذل مجهود كبير. احرص على ارتداء جوارب دافئة وأحضر معك قفازيك أيضاً، ويُفضّل أن يكونا من النوع المقاوم للرياح.
لا تحاول قيادة الدراجة مع ارتداء قفازين شتويين لأنك لن تتمكن من تغيير سرعة الدراجة أو الضغط على المكابح بكفاءة. يزوَّد بعض الدراجات ذات الإطارات العريضة أيضاً بملحقات تحمل اسم "الجيوب" (pogies)، وهي عبارة عن قفازين من مطاط النيوبرين مثبتين على المقود يتيحان الإمساك به وتشغيل مبدل السرعات والمكابح مع حماية اليدين من العوامل الجوية في الوقت نفسه. يتيح لك هذان الجيبان ارتداء قفازين أقل سماكة، لكن ميرينغر وغيره يفضلون عدم استخدامهما على الدروب المنفردة المليئة بالتضاريس لأنها تعوق الراكب إذا سقط.
يمكن أن يكون ارتداء لفافة الرقبة أو قبعة البالاكلافا (balaclava) الرقيقة مفيداً في الطقس الشديد البرودة لأنه يغطي رأسك ويضيف طبقة حماية لوجهك من الرياح عند القيادة نزولاً. أخيراً، عليك التحقق من ضغط الهواء في الإطارات قبل الانطلاق، ويجب أن يبلغ نحو 34 كيلو باسكال. يتراوح ضغط إطارات الدراجات الجبلية النموذجية بين 206 و344 كيلو باسكال في الظروف العادية. يقول ميرينغر: "يبدو ذلك غير بديهي، لكن الضغط الأقل أكثر كفاءة أحياناً لأنه يتيح للإطارات أن تتسطح أكثر على السطح المغطى بالثلج، ما يزيد مساحة سطح تلامسها مع الأرض، الذي يزيد بدوره التماسك والطفو إذا كان الثلج طرياً".
أهمية الظروف الثلجية
بالحديث عن الثلوج، يتطلّب ركوب الدراجات الهوائية ذات الإطارات العريضة مجموعة محددة من الظروف والشروط. بالتحديد، يجب أن يكون الثلج الذي تقود دراجتك عليه مناسباً تماماً لتخوض تجربة ممتعة أكثر. يقول ميرينغر إنه بما أن قوام الثلج يتفاوت كثيراً، قد يتطلب تحديد الظروف الأنسب لركوب الدراجة إجراء التجارب أو الاستعانة براكبي الدراجات الأكثر خبرة.
على سبيل المثال، يوفّر الثلج الناعم والحديث التساقط، وهو النوع الذي يسعى المتزلجون على الثلج إلى التزلج عليه، مقاومة أكبر في أثناء القيادة عبره، ما يبطئ الحركة ويجعل التدويس أصعب. تجنّب القيادة على الدروب التي ذاب الثلج عليها ثم تجمّد مجدداً لأن الدروب الجليدية الزلقة للغاية يمكن أن تكون خطيرة، خاصة للمبتدئين؛ إذ إن الإطارين لن يتمتعا بالثبات الكافي ومن المرجح أن الدراجة ستنزلق وتتحرك بمسار عرضي إلا إذا كنت تستخدم إطارين يحتويان على المسامير.
بالمثل، إذا لم تنخفض درجات الحرارة عن درجة التجمد خلال الليل على الأقل، فمن غير المرجح أن تكون الظروف ملائمة خلال النهار لأن الثلج سيكون طرياً وموحلاً للغاية. إذا انخفضت درجات الحرارة عن درجة التجمّد ليلاً ثم ارتفعت خلال النهار، وقّت الرحلة في الصباح عندما تكون درجات الحرارة أخفض بدلاً من فترة ما بعد الظهر أو المساء عندما تزيد نعومة الثلج. فاحرص على التوقف عن القيادة إذا لاحظت أن الإطارين يشكلان الأخاديد في الثلج لأن ذلك سيجعل الدروب غير صالحة للاستخدام بالنسبة للآخرين في المستقبل القريب.
اقرأ أيضاً: 7 أخطاء يرتكبها راكبو الدراجات الهوائية المبتدئون وكيفية تجنّبها
وصي ميرينغر بالانتظار بضعة أيام بعد آخر تساقط كبير للثلوج لتتوافر الظروف الملائمة. أولاً، يجب أن تفعل ذلك لمنح الثلج وقتاً كافياً ليذوب قليلاً ويتماسك بدرجة يتمتع فيها بقوام ملائم لتشكيل كرة ثلجية مثالية. إذا أمسكت بحفنة من الثلج، يجب أن يتجمع الثلج بتماسك على شكل كرة صلبة بدلاً من أن يتحول إلى مسحوق بين أصابعك. ثانياً، سيتيح ذلك الفرصة للآخرين مثل المشّائين على الثلج والمتزلجين عبر البلاد لعبور الدروب أولاً وكبس الثلج، ما سيوفر لراكبي الدراجات سطحاً أكثر صلابة. إحدى الحيل التي يشاركها ميرينغر ليساعدك على تحديد إن كانت ظروف الدرب ملائمة هي قيادة الدراجة وقطع مسافة محدودة ثم التوقف والتحقق من الأثر الذي شكّلته الدراجة. يجب أن تكون آثار الإطارين في الثلج واضحة تماماً أو غير موجودة.
العثور على الدروب
إذا لم تكن خبيراً بركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة أو غير معتاد على الدروب في منطقتك ولا تعرف أفضل المواقع لركوب الدراجات، يفضّل عادة أن تبدأ الركوب في الدروب المهيّأة في مراكز التزلّج الشمالي أو أنظمة المسارات التي يفضّلها ممارسو هذه الرياضة. إذا لم تكن هذه الخيارات متاحة، يمكنك التحقق من تطبيقات مثل تريل فوركس (Trailforks) التي تعرض الدروب المحلية مصنّفة بحسب الصعوبة. مع ذلك، تقدّم متاجر الدراجات المحلية أفضل النصائح والتوجيهات عادة. يمكن أن يخبرك الموظفون، الذين يكونون من راكبي الدراجات الهوائية غالباً، أين يمكنك العثور على أفضل الدروب التي تناسب مستوى مهارتك وظروفك في أي يوم. كما تمثّل المجموعات المحلية لركوب الدراجات الجبلية على موقع فيسبوك ثروة من المعلومات، وهي مليئة غالباً بالتحديثات والتفاصيل حول أفضل الأماكن لركوب الدراجات مع تغير الظروف. بمجرد العثور على الدرب المثالي وتحضير معداتك جميعها، ستصبح جاهزاً للتوجه إلى أحد الدروب القريبة منك.