للعيش في المناطق الساحلية مزايا عديدة؛ من إطلالات البحر والمحيط الجميلة إلى المناخ المعتدل. ومع ذلك، ثمة جانب سلبي للحياة الساحلية وهو مستويات الرطوبة العالية التي يمكن أن يكون لها تأثير ضار في أجسامنا. فما هي هذه الآثار؟ وكيف يمكن التخفيف منها؟
اقرأ أيضاً: خلال الطقس السيئ: 4 أشياء عليك تجهيزها كخطة طوارئ
آثار الرطوبة العالية في المناطق الساحلية في الصحة
وفقاً للأستاذ المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة تكساس الأميركية، كيفن لانزا (Kevin Lanza)، لا تمثّل الرطوبة بحد ذاتها تهديداً على الصحة، لكنها عندما تترافق مع درجات الحرارة العالية كما في صيف المناطق الساحلية فإنها قد تصبح خطيرة.
لدى ارتفاع درجات الحرارة يحاول الجسم تبريد نفسه من خلال عملية التعرّق، لكن عندما تكون الرطوبة الجوية عالية (نحو 70-80%)، فإنها تمنع العرق من التبخر ما يبطئ هذه العملية؛ لذا قد يكون الإحساس بالحرارة أعلى مما هي فعلياً، بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى، مثل:
- الجفاف: الإحساس العالي بالحرارة الذي يرافق الرطوبة ينتج عنه فقدان لسوائل الجسم في محاولة لتبريده، لذا قد يُصاب الجسم بالجفاف وأعراضه، مثل التعب والدوار والارتباك، إذا لم يعوض رطوبته.
- تهيج الجلد: قد يُصاب القاطنون في المناطق الساحلية بالطفح الجلدي والعدوى الفطرية، بسبب انسداد الغدد العرقية بقطع من خلايا الجلد الميتة أو البكتيريا، كما أن الرطوبة العالية تجعل الجلد دهنياً وتزيد من فرص تطور حب الشباب.
- تشنجات العضلات: مع فقدان رطوبة الجسم، قد يخسر الجسم الكهارل، ما قد يسبب تشنجات في عضلات الجسم مثل عضلات الذراعين أو الساقين أو البطن.
- مشكلات الجهاز التنفسي: مع ارتفاع مستويات الرطوبة يصبح الهواء ثقيلاً، فتتفاقم مشكلات التنفس لدى أولئك الذين يعانون الربو أو الحساسية أو السعال المزمن.
- الإجهاد الحراري وضربة الشمس: نظراً لبطء آلية التبريد الطبيعية للجسم خلال ارتفاع الرطوبة، فإن الجسم يفقد قدرته على تنظيم درجة حرارته ويصبح معرضاً لخطر الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
مَن هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالرطوبة العالية؟
يتفاوت الأفراد في المناطق الساحلية في مدى تأثرهم بالرطوبة العالية. ومع ذلك، توجد فئات عمرية وسكانية تُعدّ الأكثر عرضة للإصابة بمخاطر الرطوبة العالية، وهم:
- الأطفال: تزداد لدى الأطفال نسبة الكتلة إلى مساحة الجسم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد الحراري.
- كبار السن: تقل قدر أجسام كبار السن على التعرّق مع التقدم في السن، ما يقلل من قدرتهم على تنظيم درجة حرارة الجسم.
- الأفراد الذين يعانون حالات طبية خاصة أو أمراضاً مزمنة: تقل قدرة المصابين ببعض الأمراض المزمنة على استشعار التغيرات في درجات الحرارة والاستجابة لها؛ مثل مرضى القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الجهاز التنفسي.
- الأفراد الذين يتناولون أدوية معينة: تتداخل بعض الأدوية مع قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، وقد تكون سبباً في زيادة خطر تعرَضه للجفاف؛ مثل مدرات البول، ومضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب.
- الأفراد الذين يعملون خارجاً: أولئك الذين تضطرهم طبيعة عملهم إلى العمل في البيئة الخارجية، دون وسائل حماية أو وقاية ممكنة، هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الرطوبة العالية؛ مثل عمال البناء والعاملين في الزراعة ومصممي المناظر الطبيعية.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للسباحة في الجو الحار
كيف تحمي نفسك من آثار الرطوبة العالية؟
لتجنب الآثار الصحية الضارة لرطوبة المناطق الساحلية العالية في الجسم، يمكنك اتباع النصائح التالية:
- قلل من التعرض للشمس أو ممارسة الرياضة في أوقات الذروة.
- حاول البقاء في بيئات باردة أو مكيفة.
- ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة الوزن، للسماح بدوران الهواء خلالها وتبريد بشرتك.
- حافظ على ترطيب جسمك بشرب كميات كبيرة من الماء طوال اليوم.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكحول أو الكافيين، لأنها قد تسهم في الإصابة بالجفاف.
- احرص على إبقاء النوافذ مفتوحة، واستخدام المراوح للسماح بدوران الهواء في المنزل ومنع ركوده.
- ازرع المزيد من النباتات المنزلية سواء في حديقة المنزل أو داخلياً، لأنها تقلل مستويات الرطوبة في الهواء.