كيف تطوّر مهارة القراءة السريعة لتقرأ أكثر في وقت أقصر؟

3 دقيقة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Roman Samborskyi

على الرغم من انتشار الفيديوهات وبرامج البودكاست انتشاراً كبيراً في عالم اليوم، تظل القراءة من أقدم وسائل اكتساب المعرفة عبر العصور. لكن في ظل التسارع العلمي ووجود غزارة من المعلومات، فإن المعلمين والطلاب وكل من يعمل في مجال الصحافة أو العلوم وكل من يتطلب عمله القراءة يومياً يحتاجون إلى تطوير مهارة القراءة السريعة التي تساعد الأفراد على القراءة بسرعة أكبر مع الحفاظ على فهم المحتوى. فما هي أبرز تقنيات القراءة السريعة وكيف يمكن تطوير هذه المهارة للاستفادة منها؟

اقرأ أيضاً: هل تعاني عدم القدرة على إنهاء قراءة الكتب؟ إليك الحلول العملية

تقنيات القراءة السريعة 

يمكن تطوير مهارة القراءة السريعة باتباع النصائح التالية: 

1. مسح النص سريعاً

تقوم هذه الطريقة على مسح النص بسرعة للحصول على نظرة عامة وتحديد النقاط الرئيسية، وذلك من خلال التركيز على العناوين والعناوين الفرعية والكلمات المكتوبة بالخط العريض أو التي تحتها خط أو بين قوسين. تفيد هذه الطريقة بتحديد الأفكار الرئيسية والمقاطع التي تستحق القراءة بعمق أكبر، وهي الخطوة الأولية في القراءة السريعة، لكنها لا تغني عن القراءة الشاملة للتفاصيل.

2. التصفح البصري 

تشمل المعاينة أو التصفح البصري مراجعة سريعة للمادة قبل قراءتها بالكامل، أي النظر إلى العناوين والعناوين الفرعية والوسائل البصرية مثل المخططات أو الرسوم البيانية. تساعد القارئ على فهم البنية العامة للنص، ما يسمح له بمعالجة المعلومات والاحتفاظ بها على نحو أكثر فعالية في أثناء القراءة.

اقرأ أيضاً: كيف تقرأ كتاباً بلغة أجنبية؟

3. تقسيم مقاطع القراءة 

يساعد تقسيم النص إلى مقاطع أصغر على التركيز في القراءة على قسم واحد في كل مرة، تسهم هذه الطريقة في معالجة المعلومات بكفاءة أكبر وتحسين الفهم، إذ تخفف عبء قراءة كتل ضخمة من النص بتركيز، ما يسمح للدماغ بالراحة ومعالجة المعلومات دون تعب. يمكن التقسيم باستخدام العناوين والعناوين الفرعية والوسائل البصرية مثل الرسوم والصور. 

4. تحديد سرعة القراءة وقياسها بشكل دوري

لتحديد سرعة قراءتك النصوص، استخدم إحدى أدوات قياس سرعة القراءة مثل "آوت ريد" Outreadt)، وهي أداة مجانية لتحديد سرعتك في قراءة الكلمات، حيث تحسب عدد الكلمات المقروءة في فترة زمنية محددة. أو يمكنك حساب سرعة قراءتك يدوياً من خلال قراءة صفحة عدد كلماتها معروف، وحساب المدة التي تستغرقها لقراءتها بالثواني، ثم قسِّم عدد الكلمات في الصفحة على عدد الثواني واضربه في 60، سيظهر لديك عدد الكلمات التي تستطيع قراءتها في الدقيقة.

يجب قياس سرعة قراءة الكلمات لديك دورياً لمتابعة تقدمك في اكتساب مهارة القراءة السريعة ومعرفة فاعلية التقنيات التي تستخدمها، ويمكن تصنيف سرعة القراءة من خلال القيم التالية:

  • قراءة 200-250 كلمة في الدقيقة: بطيئة.
  • قراءة 250-280 كلمة في الدقيقة: متوسطة.
  • قراءة 280-300 كلمة في الدقيقة: سرعة أعلى من المتوسطة.
  • قراءة 300-400 كلمة في الدقيقة: قراءة سريعة. 

اقرأ أيضاً: ما فوائد القراءة بصوت عالٍ للذاكرة وتعلم اللغات؟

5. تخطي المقاطع غير المهمة

تتضمن هذه المهارة تجاهل أو تخطي أجزاء معينة من النص، مثل التفاصيل غير الضرورية أو المعلومات المكررة، وهي تساعد القارئ في التركيز على المعلومات الأهم وتقليل الوقت الذي يقضيه في القراءة، ومن أبرز هذه الفقرات المقاطع السردية التي تصف مكاناً معيناً في الروايات فتقول بأن الفصل كان خريفاً والأوراق تتساقط من على الأشجار أو ما شابه، أما بالنسبة للنصوص العلمية فيمكن تخطي المقاطع التي تذكر معلومات بديهية وسابقة مثل آثار الأشعة فوق البنفسجية المعروفة أو شرح عن أعراض مرض باركنسون، حيث يضعها الكتاب في المقالات والكتب لتأمين السياق لمن ليسوا على دراية بالموضوع المكتوب عنه. من المهم توخي الحذر عند استخدام هذه التقنية، فمن السهل تجاهل المعلومات المهمة إن لم يكن الشخص متمكناً من هذه المهارة.

6. القراءة العكسية

تعطي هذه التقنية القارئ فكرة عن النتيجة التي سيتوصل إليها، ما يجعل من السهل عليه ربط الأفكار الموجودة في بداية النص ومتنه وفهمها دون الحاجة لقراءتها بشكل متمعِّق. قد لا تكون هذه الطريقة مناسبة للمواد المكتوبة جميعها، لكنها تفيد في الكتابات العلمية والروايات والأخبار ومقالات التحليل.

7. استخدام الإصبع أو القلم لتتبع القراءة

يسهم استخدام الإصبع أو القلم دليلاً لتتبع الكلمات التي تقرؤها في زيادة التركيز وسرعة القراءة وتذكُّر الموقع الذي وصلت له دون الالتفات لما سبق من الكلمات. هذه التقنية مفيدة على نحو خاص للأفراد الذين لديهم ميل لإعادة قراءة الكلمات أو من يعانون تشتت الانتباه في أثناء القراءة. يمكن زيادة سرعة وتيرة تحريك القلم للتمرُّن على زيادة سرعة القراءة.

8. استخدام أدوات التدريب على القراءة السريعة عبر الإنترنت

تتوفر أدوات وبرامج عديدة متاحة عبر الإنترنت للمساعدة على تحسين سرعة القراءة، ومن أبرزها "سبريدر" (Spreeder). تسمح هذه الأدوات بعرض كل كلمة من النص وحدها، الواحدة تلو الأخرى، بسرعة معينة للتدريب على القراءة بسرعة، بدل عرض الجمل كاملة.

9. قراءة أجزاء من الكلمات

تتضمن هذه التقنية قراءة أجزاء من الكلمات بدلاً من قراءة الكلمات كاملة، أي قراءة الحروف الأولى واستنتاج الكلمة اعتماداً على السياق، وتهدف لتقليل عدد وقفات العينين في أثناء القراءة، وتفيد هذه المهارة في قراءة النصوص على شكل مقاطع وجمل وليس كلمات متفرقة.

10 عدم لفظ الكلمات 

القراءة الذهنية أسرع من القراءة التي تحتاج إلى لفظ شفهي للكلمات، لذا من الأفضل القراءة ذهنياً والمرور على الكلمات سريعاً دون التركيز على حروفها.

اقرأ أيضاً: القراءة ضرورية للدماغ: تقنيات بسيطة تساعدك على القراءة

يشارك المؤثر السعودي المهتم بنشر المعرفة الرقمية وتبسيطها، عبد العزيز الحمادي، عبر منصة إكس فيديو يشرح فيه كيفية استعمال أداة "سبريدر" للتمرن على القراءة السريعة.

المحتوى محمي