تعرّف إلى قضمة الصقيع وطرق علاجها والوقاية منها

تعرّف إلى قضمة الصقيع وطرق علاجها والوقاية منها
عندما تغامر بالخروج في ظروف البرد الشديدة، يجب أن ترتدي طبقات سميكة من الملابس لتجنب الإصابة بقضمة الصقيع. لونغ لين/ أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتعرض عشاق رياضة التزلج أو مَن يحبون الاستمتاع بالثلج واللعب به لبرد شديد يتحول تدريجياً إلى ألم مزعج في الأطراف عند الإمساك بمزيد من كرات الثلج، أو القيام بجولة أخرى في حلبة التزلج.

يمكن أن يسبب تجاهل هذا الألم مضاعفات دائمة، خاصةً إذا تفاقم البرد في الأصابع أو الوجه إلى قضمة الصقيع (التثليج). في الواقع، يشكّل فقدان أجزاء من الخدين أو الأنف أو أصابع اليدين أو القدمين خطراً حقيقياً في البرد القارس، ولكن من الجيد أن لدينا بعض الوسائل التي تساعد في منع حدوث ذلك، ومعالجة إصابات البرد التي تهدد الأطراف إذا حدثت لك أو لأحد أصدقائك.

ما الذي يحدث للأصابع بعد إصابتها بقضمة الصقيع؟

تحدث الإصابة بقضمة الصقيع، وشبيهتها الأقل خطورة، لسعة البرد، عندما يتجمد الجلد والأنسجة، اللذان يتكونان بمعظمهما من الماء. ويحدث هذا عادةً عند التعرض إلى درجات حرارة منخفضة جداً، أو للرياح الشديدة البرودة. في الرياح الباردة التي تبلغ درجة حرارتها -17 درجة مئوية، يمكن أن تحدث قضمة الصقيع على الجلد المكشوف في أقل من 30 دقيقة. أكثر أجزاء الجسم عرضة للخطر، كما ذكرنا سابقاً، هي أصابع اليدين، وأصابع القدمين، وملامح الوجه مثل الوجنتين والأنف.

اقرأ أيضاً: 15 طريقة بسيطة لتدفئة منزلك في هذا الشتاء القاسي

تؤثر قضمة الصقيع على هذه المناطق لسبب واحد: انقطاع الدورة الدموية عنها. عندما يكون الجو بارداً، يستجيب الجسم تلقائياً من خلال إعادة توجيه الدم بعيداً عن الأطراف، إلى أعضاء الجسم الداخلية، حيث تشكّل العضلات والدهون والأعضاء طبقة عازلة للدم عن ظروف البرد الخارجية تمنعه من التجمد (وحيث يكون الدم هو العنصر الأهم للبقاء على قيد الحياة).

إن انخفاض درجة حرارة الدم في الأصابع، (مقارنةً بدرجة حرارته الطبيعية في الأعضاء الداخلية)، يجعل الأنسجة في تلك المناطق المعرضة للبرودة أكثر عرضة للتجمد.

توضح المسعفة، داربي ديهارت، من فريق حرّاس حلبة التزلج في منتجع برايتون بولاية يوتا، أنه عندما تتجمد الأنسجة تبدأ البلورات الجليدية في التشكّل والتوسع عندما يصبح الماء في الجلد والخلايا والدم صلباً، ثم تخترق هذه البلورات الدقيقة والحادّة الأنسجة كالخناجر.

ما أعراض قضمة الصقيع؟

لا تحدث قضمة الصقيع بالصدفة، بل لها علامات تحذيرية وأعراض تدريجية. من المحتمل أن تشعر بألم في الأطراف التي تعرضت للبرودة الشديدة، لكن حدّة هذا الألم ستخف بمجرد ارتداء قفاز أو حذاء دافئ، ولكن إذا لم تعتن بها كما يجب فمن الممكن أن تتفاقم المشكلة وتظهر أولى علامات الإصابة بقضمة الصقيع على شكل احمرار وتهيّج في الجلد، وقد تتحول المنطقة المصابة إلى اللون الأصفر أو الرمادي، كما ستشعر بالخدر والوخز فيها نتيجة للسعة البرد.

اقرأ أيضاً: 3 نصائح أساسية للاستيقاظ باكراً خلال فصل الشتاء

وإذا اشتد الألم، وأصبح الجلد أبيض ومظهره كالشمع ولا يرتد عند الضغط عليه، (أو إذا لم تستطع ثني أصابع اليدين أو أصابع القدمين)، فاعلم أن إصابتك قد تطورت إلى قضمة الصقيع، وعندها يجب اتخاذ تدابير وقائية وطلب الرعاية الطبية في أسرع وقت.

لكن من الأفضل اتخاذ التدابير الوقائية من البداية كي لا تدخل في دوامة تشخيص إصابات البرد وعلاجها.

ما التدابير الوقائية لتجنّب الإصابة بقضمة الصقيع؟

يتمثل خط الدفاع الأول ضد قضمة الصقيع في ارتداء ملابس سميكة ودافئة تغطي أصابع اليدين والقدمين وملامح الوجه تحديداً، إذ إنها لا تحتوي على دهون أو عضلات تمنع وصول البرد إلى الدم فيها. ارتدِ ملابس مبطّنة، وقفازات وجوارب من الصوف، بالإضافة إلى قبعة أو أو وشاح للرقبة أو قناع صوفي يغطي أنفك ووجنتيك. احرص على ارتداء ملابس أكثر مما تعتقد أنك بحاجة إلى ارتدائها.

إذا كان القماش وحده لا يكفي لتجنب البرد، فارتدِ جوارب حرارية وقفازات تعمل بالبطارية أو لصاقات حرارية لتدفئة يديك وقدميك. يمكن أن تكون هذه الوسائل منقذة للحياة في درجات الحرارة الشديدة البرودة، وتحافظ على دفء أجزاء الجسم الأكثر عرضة للإصابة بالبرد لساعات.

اقرأ أيضاً: إليك أفضل النصائح للاعتناء بالملابس المقاومة للماء

نصائح لعلاج قضمة الصقيع

تقول ديهارت: “إذا تطورت إصابة البرد إلى لسعة البرد أو قضمة الصقيع، يجب تدفئة المنطقة المصابة في أسرع وقت ممكن ويُفضّل أن يكون ذلك في مكان مغلق، من خلال غمر الأجزاء المصابة بماء دافئ درجة حرارته من 38 إلى 40 درجة مئوية، أي أعلى بقليل من درجة حرارة الجسم الطبيعية، إلى أن يستعيد الجلد لونه ومظهره الطبيعيين، واحذر من أن تكون درجة حرارة الماء ساخنة جداً لأنها قد تسبب مزيداً من الضرر.

وتؤكد ديهارت ضرورة ألا تدفئ المنطقة المصابة بقضمة الصقيع إلا إذا كنت متأكداً تماماً من أنها لن تتعرض للبرد من جديد. وتقول: إذا كنت خارج المنزل ولا تتوفر لديك وسائل تدفئة (في أثناء التخييم الشتوي مثلاً)، أو إذا تعرضت للإصابة في أثناء ممارسة رياضة التزلج وتنتظر المساعدة، فمن الأفضل تغطية المنطقة لحمايتها من التعرض لمزيد من البرد فحسب، ولكن من دون إعادة تدفئة المنطقة المصابة،لأن بلورات الجليد التي تثقب الأنسجة ليست نظيفة ومدببة مثل رقاقات الثلج الأسطوانية، بل غير منتظمة ومشوهة، وإذا ذابت وتجمّدت من جديد فسيتغير شكلها وتسبب ثقوباً جديدة أسوأ في الأنسجة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ضرر أكبر إذ تمزق قضمة الصقيع طبقات الجلد العميقة.

متى تطلب الرعاية الطبية؟

حالما تشعر أنك تعاني من قضمة الصقيع، توجه إلى المستشفى. كما تحذر ديهارت من أن فترة التعافي قد تسبب القلق والتوتر بناءً على شدة الإصابة، لأن معرفة مصير الطرف المصاب وتحديد ما إن كان من الضروري بتره تستغرق وقتاً. فبمجرد إعادة تدفئة الأنسجة التالفة، قد تنتفخ المناطق المصابة وتتحول إلى اللون الأرجواني أو الأسود في الأيام أو الأسابيع التالية، وهي علامة مؤكدة على ضرورة بتر العضو المصاب.

يحدث ذلك لأن الجسم يلاحظ الثقوب الدقيقة الناتجة عن تجمد الأنسجة، ويحاول التعافي عن طريق التخثر، وذلك وفقاً لديهارت يؤدي غالباً إلى قطع الدورة الدموية بالكامل، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان جزء من المنطقة المصابة.

تحاول المستشفيات التوصل إلى طرق لمنع انسداد الأوعية الدموية في الأنسجة التالفة باستخدام مضادات التخثر، والعلاج بمحلول الفبرين (fibrinolytic)، للحفاظ على قوة الدورة الدموية ومنع تكوّن الجلطات، لكن هذا العلاج لا يزال تجريبياً.

اقرأ أيضاً: 7 إجراءات هامة تجهز بها منزلك لاستقبال فصل الشتاء

تجنّب هذه الأمور عند الإصابة بقضمة الصقيع

إذا أصبتَ بقضمة الصقيع، فعليك تجنب بعض الأفعال، احذر من فقء أي بثور قد تتكون على الجلد المصاب، لأن ذلك قد يسبب مزيداً من التلف للأنسجة. وإذا ابيضّ الجلد واتخذ مظهراً شمعياً، فلا تدعكه أو تدلكه، فالأنسجة حساسة في تلك المرحلة ومن الممكن أن يؤدي تدليكها إلى نزع الجلد، وفقاً لديهارت.

من الضروري تجنب المخدرات الترفيهية والكحول، لأنها تؤثر في قدرة الجهاز العصبي المركزي على معالجة البرد، ويمكن أن تزيد من فرص معاناتك من قضمة الصقيع، لأن هذه المواد تفتح الأوعية الدموية حتى يتدفق الدم إلى الأطراف. فعلى الرغم من أن أطرافك ستشعر بالدفء لفترة وجيزة، فإن حرارة جسمك تنخفض في الواقع لأن الدم يزداد برودة عند انتقاله إلى الأطراف والعودة مرة أخرى إلى الأعضاء الداخلية، ما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة خطر انخفاض درجة حرارة الجسم؛ الكحول ليس مفيداً للتدفئة.

احرص على البقاء في مكان آمن ودافئ

إذا بدأت تشعر بألم في جزء من جسمك بسبب البرد، فلا تتجاهله ولا تؤجل الاعتناء بالعضو المصاب، لأنك إذا عانيت قضمة الصقيع أو لسعة البرد من قبل، فمن المرجح أن تصاب بها مرة أخرى. انتبه إلى جسمك، وإذا تحول البرد إلى مشكلة صحية فعالجها على الفور. تقول ديهارت: “الوقاية دائماً أفضل علاج”. إذا التزمت بهذه النصائح الوقائية، فستستمتع أكثر بقضاء وقتك في الخارج، إذا إنك لن تشعر بالألم أو الانزعاج بسبب البرد.