يحاول الكثيرون القيام برحلات المشي الطويلة سيراً على الأقدام لمسافات طويلة جداً في طرقٍ ذات اتجاه واحد عادةً عبر المدن والولايات وحتى عبر البلاد بأكملها؛ لكن لا ينجح الجميع بتحقيق أهدافهم، لأنهم يحملون حقيبة ظهرٍ ثقيلةً سرعان ما تصبح عبئاً كبيراً يعيق رحلتهم، لذلك يُفضل أن تكون المعدات التي تحملها خفيفةً كي تكون رحلتك أسهل وأكثر متعةً.
لكن قول ذلك أسهل من فعله، وإذا أجريت بعض البحث عبر الإنترنت؛ ستجد الكثير من المفاهيم الخاطئة حول هذا الأمر. إذا كنت ترغب في تخفيف وزن حقيبة الظهر قبل مغامرتك التالية خلال رحلات المشي الطويلة؛ إليك كيفية القيام بذلك بشكلٍ صحيح.
1. استبدل معداتك الثقيلة بأخرى خفيفة
كانت «سيبلي براون» تقوم برحلات مشيٍ طويلة على مختلف المسارات تستغرق أحياناً حتى 6 أشهر، وكان وزن كل ما تحتاجه في حقيبة الظهر للبقاء على قيد الحياة 7.5 كيلوغرام من الملابس والعتاد بالإضافة إلى الطعام والماء، وإن كان هناك من أحد يمتلك خبرةً في كيفية تخفيف وزن حقيبة الظهر، فلن يكون هناك من هو أكثر خبرةً منها.
تقول براون: «هناك الكثير من النصائح التي يقدمها المتنزهون لتخفيف وزن حقيبة الظهر؛ لكن بعضها مثير للسخرية. على سبيل المثال؛ يقترح البعض قطع فرشاة الأسنان إلى النصف لتوفير بضعة غرامات. لن يُحدث ذلك فرقاً كبيراً؛ خصوصاً عندما تتجاهل العناصر الثقيلة والأكبر حجماً في حقيبتك»، وتضيف: «إذا كنت تريد تخفيف وزن الحقيبة حقاً، فعليك التركيز على العناصر الأربعة الكبيرة؛ الخيمة ومعدات النوم (حقيبة النوم وحصيرة النوم) وأحذيتك وحقيبة الظهر».
انتقِ المعدات خفيفة الوزن من تلك العناصر لتقليل أكبر قدرٍ من الوزن. ركز على اقتناء وسادةٍ وحقيبة نومٍ خفيفتي الوزن، ولتكن حقيبة الظهر بدون إطار؛ حيث يمكن أن تكون أخف من نظيراتها بعدة كيلوغرامات. تستطيع في النهاية اقتناء خيمة وزنها 1.5 كيلوغرام، ولن تكون هناك حاجة لقطع فرشاة أسنانك لتوفر بضعة غرامات لا قيمة لها أمام وفر الوزن الذي يحققه حمل خيمة خفيفة الوزن.
ضع في اعتبارك أن المعدات غالية الثمن تميل لأن تكون أثقل وزناً وأكبر حجماً. تقول براون: «شاهدت ذات مرة أحد الرحالة يتخلّص من وسائد كبيرة الحجم وحصيرة نوم مزدوجة مدمجة بعد بضعة أيام فقط من بدء رحلته على الطريق. لست مُضطراً لأن تكون في نفس الموقف».
بعد ذلك؛ فكّر في الحذاء الذي ترتديه في رحلتك الطويلة. تقول براون: «يقتني العديد حذاء مشيٍ شديد التحمل للمسافات الطويلة؛ ولكن بعد أيام قليلة فقط من بدء الرحلة، يبدي معظمهم استعدادهم لاستبدالها بأحذيةٍ مخصصة للجري وخفيفة الوزن. قد لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لممارسي رياضة المشي عديمي الخبرة؛ ولكن بعد بضعة أيام من المشي بين التضاريس الوعرة، تبدأ بالشعور بأن الأحذية الثقيلة تُبطئ حركتك».
أخيراً؛ يجب عليك استبدال العتاد الأصغر ببدائل أخف. على سبيل المثال؛ استبدل عبوة المياه الثقيلة بأخرى أخف يمكن التخلّص منها أو بزجاجة مياهٍ قابلةٍ للطي. ضع في اعتبارك عدم اصطحاب موقدٍ معك في الأشهر الحارة لتوفر على نفسك حمل عبوات الوقود. بدلاً من ذلك؛ احمل معك وجباتٍ جاهزةً مثل التونة أو التورتيلا، والأطعمة التي يمكن نقعها في الماء البارد؛ مثل المعكرونة أو الكسكس. يمكن أن تخفف هذه التبديلات القليلة الذكية بعض الوزن في النهاية.
2. خذ ما تحتاجه فقط
بعد تقليل وزن العناصر الكبيرة، توصي براون بالتخلي عن كلّ ما قد لا تحتاجه. من المغري حمل الملابس وزجاجات المياه والفؤوس إضافية وغير ذلك من المعدات؛ ولكن إذا كانت هناك احتمالٌ لعدم استخدامها، فلا يستحق الأمر حملها على ظهرك. تقول براون في هذا الصدد: «تحديد العناصر التي تحتاجها حقاً أمرٌ بسيط. في البداية؛ اخرج في رحلةٍ تجريبية لمدة 3 أيام حاملاً معك ما تعتقد أنك بحاجةٍ إليه. بعد ذلك؛ يمكنك تقرير ما تحتاجه فعلاً في رحلتك التالية الطويلة وترك الأشياء التي لن تحتاجها وراءك».
ينطبق الشيء نفسه عندما تكون على الطريق. إذا كان هناك أي قطعة من العتاد لم تستخدمها في الأيام الثلاثة الأولى من الرحلة، فتخلى عنها في البلدة التالية التي تمر بها مثلاً؛ كما توصي براون.
الخطوة التالية هي تخفيف الوزن عن طريق التخلص من العناصر التي تحمل منها عدة قطع. ربما لا تحتاج إلى أكثر من كوبٍ أو ملعقةٍ واحدة، وبالنسبة للملابس؛ توصي براون بإحضار قطعة ملابس واحدة من كلّ نوع (تي شيرت وشورت وبنطال وجاكيت وقبعة واحدة... إلخ). لا تقلق إذا ما اتسخت أو أصبحت رائحتها كريهةً، فسيحدث هذا الأمر بغضّ النظر عن عدد المرات التي تغير فيها ملابسك، ويمكنك دائماً غسل ملابسك والعتاد في المخيم أو في البلدات التي قد تمر بها في طريقك.
ومع ذلك؛ ترى براون أنه من المفيد أن تحمل معك لباساً خفيفاً وبسيطاً كي ترتديه في البلدات التي تمر بها، ويمكن أن ترتديه أثناء غسيل ملابسك أو عند تناول طعامك في المطعم أو عند التسوق وما إلى ذلك.
إذا احتجت إلى أي شيءٍ أثناء رحلتك، فلا تقلق. على العديد من مسارات رحلات المشي الطويل، غالباً ما يمكنك الوصول بسهولة وبشكلٍ متكرر إلى المدن التي يوجد بها تجار الملابس أو الحاجيات الأخرى التي ترى أنك بحاجتها، أو يمكنك الطلب من الأصدقاء أو العائلة شحنها لك إلى هناك.
اقرأ أيضاً: خلال الرحلات الصيفية: 8 نصائح لإبعاد الحشرات والاستمتاع بوقتك
3. اختر العتاد بحكمة
لكن الأمر لا يتعلق فقط بكمية الأمتعة التي تحزمها؛ ولكن أيضاً بكيفية حزمها وما إذا كانت تلزمك في المسار الذي ستسلكه. في رحلات المشي الطويلة، عليك اختيار المعدات المناسبة لرحلتك لتجنب رمي جزء كبير منها على الطريق. على سبيل المثال، يمكن أن تكون المظلات العاكسة مفيدة جداً في المسارات الصحراوية، كما أنها تحميك من الشمس؛ ولكن إذا اتخذت مساراً مثل درب «الأبالاش» الجبلي، فلن تكون للمظلة فائدةٌ تُذكر؛ خصوصاً في الممرات الضيقة أو المغطاة بالأحراش؛ مما يجعل حمل المظلة عبئاً ثقيلاً عليك حقاً.
يمكنك أيضاً -على سبيل المثال- استخدام خيمةً مصنوعة من قماشٍ خفيف أو خيمةً مفتوحةً بدلاً من حمل خيمة ذات هيكلٍ مغلق بالكامل. سيخفف ذلك من الوزن الذي تحمله كثيراً؛ ولكن قد تُضطر إلى قضاء الليل دون نومٍ في المناطق التي يكثر فيها البعوض.
يتعلّق تخفيف وزن ما تحمل باختيار المعدات المناسبة تماماً، ولست مُضطراً لتبذير مالك إذا كنت لا ترغب في ذلك. تقول براون: «لست مضطراً لشراء سترةٍ مطرية باهظة الثمن في حين يمكنك الحصول على سترةٍ خفيفة ورخيصة وعملية. اشترِ ما تحتاجه بذكاء، واستشر الأشخاص الذين يمتلكون الخبرة في المسار الذي تنوي السير عليه في هذا الشأن قبل الانطلاق في رحلتك».
4. احمل ما يوفّر لك الراحة الشخصية
يعتقد البعض أن حقائب الظهر خفيفة الوزن غير مريحة في رحلات المشي الطويلة كما يدل عليها اسمها؛ لكن لست مضطراً لترك الأشياء التي يمكن أن تفيدك أو تحسّن مزاجك أثناء رحلتك. تقول براون: «إذا كان أي غرضٍ يمكن أن يوفر لك الراحة في رحلتك، فاجلبه معك. يتعلّق نجاح رحلتك بتوفر ما تحتاجه كفرد معك دائماً».
لا يقتصر ذلك على المعدات الرئيسية مثل معدات النوم وحسب؛ بل وعلى أشياء مثل الكتب أو التذكارات الشخصية. على سبيل المثال؛ في حين أن بعض المغامرين قد يكونون على استعداد للنوم على الأسطح الصلبة في سبيل تخفيف وزن معدات النوم، تقول براون أنها غير مستعدةٍ لتقبّل هذا الأمر، فمعدات النوم المريحة شيءٌ أساسي بالنسبة لها. وبالمثل، فبالرغم من أن الحقيبة بدون إطار قد تكون أخفّ وزناً؛ إلا أنها غالباً ما تكون غير مريحة، لذلك عليك النظر مسبقاً فيما إذا كان استبدال حقيبة الظهر الثقيلة بأخرى أخف وزناً يستحقّ العناء حقاً.
وبالنسبة لبراون أيضاً، فهي غير مستعدةٍ للتخفيف من وزن الطعام؛ إذ يمكن لوجبةٍ دافئة وكوبٍ من القهوة الساخنة وتناول وجباتها الخفيفة المفضلة أو الأطعمة الصحية أن تهون من حمل الأشياء الثقيلة لمسافاتٍ طويلة وتجعله ممتعاً أكثر.
لا تأتي الخبرة في التخفيف من الأحمال في رحلاتك من تلقاء نفسها، ولا تُكتسب بين عشيةٍ وضحاها. ستخبرك تجربتك بالعتاد الذي لا يمكنك الاستغناء عنه، وما العتاد الذي لا يلزمك، وما تحتاجه حقاً لتكون مرتاحاً وتستمتع بوقتك في الهواء الطلق.
اقرأ أيضاً: دليلك لاختيار الطرق المناسبة إذا كنت تهوى المشي لمسافات طويلة
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.