هل زراعة البرسيم في حديقة المنزل فكرة جيدة؟

3 دقيقة
يجذب البرسيم الكثير من النحل إلى حديقة المنزل.

ملخص: تجنّب الكثيرون زراعة نبات البرسيم باعتباره عشباً ضاراً، لكن زراعته تلاقي رواجاً حالياً بسبب فوائده العديدة، واعتباره أحد حلول الاستدامة التي لا تتطلب الكثير من الموارد، وإيجابيات زراعته الكثيرة، فهو نبات يتحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، كما لا يتطلب الكثير من الرعاية، وهو يجذب الملقحات، ومن النباتات التي تثبت نيتروجين الهواء في التربة، أي يعمل كسماد نيتروجيني. لكن هناك اعتبارات كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار قبل زراعته في حديقتك، فهو يجذب النحل، الأمر الذي قد يكون ضاراً إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني حساسية النحل، وهو سريع الانتشار، ويمكن أن يسيطر على المساحة الخضراء في حديقتك، إضافةً إلى أنه قد لا يتحمل الحركة الكثيرة عليه كما في بعض أنواع العشب التقليدي، لذا يجب تحديد أولوياتك جيداً قبل اختيار البرسيم كعشب للحديقة.

مع تزايد انتشار الحلول المستدامة التي لا تتطلب الكثير من الرعاية فيما يتعلق بحدائق المنازل، يلجأ الكثير من الأشخاص إلى زراعة نبات البرسيم. تجنّب الكثيرون هذا النبات في السابق باعتباره عشباً ضاراً، ولكنه يحظى الآن بالإشادة بسبب فوائده؛ إذ إنه يضفي طابعاً نابضاً بالحياة على المساحات الطبيعية كما أنه صديق للبيئة. مع ذلك، تترافق زراعة البرسيم بتحدياتها الخاصة. يجب أخذ العديد من العوامل في الاعتبار قبل أن تقرر إن كان عشب البرسيم مناسباً للمساحات الخارجية في منزلك.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نباتاتك المنزلية من الموت في فصلي الخريف والشتاء؟

ما هي أرضيات حدائق البرسيم المنزلية؟

تتألف أرضيات حدائق البرسيم المنزلية في المقام الأول من نباتات البرسيم البقوليّة، إما بمفردها وإما إلى جانب الأعشاب التقليدية. من أكثر أنواع البرسيم المستخدمة في الحدائق المنزلية شيوعاً البرسيم الهولندي الأبيض (Trifolium repens) والبرسيم الصغير (Trifolium repens var. Pipolina). تشتهر نباتات البرسيم بقدرتها العالية على التحمّل؛ إذ إنها قادرة على النمو في تربة ذات ظروف مختلفة وتحمّل الأعشاب الضارة والجفاف بدرجة أكبر من الأعشاب التقليدية.

إيجابيات زراعة البرسيم في حديقة المنزل

تحمّل الجفاف

قدرة البرسيم على تحمل الجفاف هي من أهم ميزات زراعته في الحدائق المنزلية. يتمتع البرسيم بجذور عميقة تتيح له الوصول إلى الماء بكفاءة أكبر من العشب التقليدي، ما يعني أنه يتطلب الري بتواتر أخفض. وهذا يجعله خياراً ممتازاً لأصحاب المنازل الذين يتطلعون إلى توفير المياه في المناطق المعرضة للجفاف.

تحمّل الحرارة

يستطيع البرسيم تحمّل درجات الحرارة المرتفعة بكفاءة أكبر من العديد من أنواع الأعشاب. يميل هذا النبات إلى البقاء أخضر فترة أطول طوال موسم النمو مقارنة بالأعشاب التقليدية. في حين أن العشب يكون في أفضل حالاته خلال الربيع وأوائل الصيف، يحافظ البرسيم على لونه النابض بالحياة من أوائل الربيع إلى أواخر الخريف، ما يجعل حديقة المنزل تبدو أجمل فترة أطول.

الرعاية المنخفضة

تتطلب أرضيات حدائق البرسيم المنزلية درجة أقل من الرعاية مقارنة بحدائق العشب؛ إذ إنها لا تتطلب القص بالدرجة نفسها لأن البرسيم ينمو لارتفاع أخفض عن الأرض ولا ينمو بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، البرسيم نبات مثبّت للنيتروجين، وهو يُثري التربة بطبيعته من خلال تحويل نيتروجين الغلاف الجوي إلى شكل تستطيع النباتات استهلاكه. يقلل ذلك الحاجة إلى استخدام الأسمدة الكيماوية أو يلغيها تماماً.

جذب الملقِّحات

نبات البرسيم مفيد للغاية للملقحات لأن أزهاره وفيرة والوصول إليها سهل، وهي توفر مصدراً غنياً بالرحيق وحبوب اللقاح. يؤدي ذلك إلى جذب العديد من الملقحات مثل النحل والفراشات والحشرات الأخرى. يُزهر البرسيم على نحو مستمر طوال موسم النمو، ما يجعله مصدراً متسقاً للغذاء للملقحات. يعزز وجود البرسيم في الحدائق المنزلية وجود جماعات الملقحات الصحية، ما يسهم في صحة النظام البيئي عموماً.

اقرأ أيضاً: 6 أشياء يجب معرفتها قبل البدء بتربية الدجاج في حديقة المنزل

سلبيات زراعة البرسيم في الحدائق المنزلية

جذب النحل

على الرغم من أن جذب النحل مفيد للتلقيح، فإنه قد يكون سلبياً إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني الحساسية تجاه لسعات النحل. قد يدفع وجود النحل في حديقة المنزل الأسر التي لديها أطفال صغار يلعبون في الخارج على نحو متكرر لتجنّب الحديقة.

الغزو

يمكن أن يكون البرسيم نباتاً غازياً؛ إذ إنه ينتشر بسرعة في أحواض الحدائق والمناطق الأخرى التي قد لا يكون مرغوباً به فيها. قد يصعّب ذلك إدارة هذا النبات والتحكم فيه، خاصة إذا أردت إنشاء مساحات معزولة في الحديقة والحفاظ عليها.

المناطق المزدحمة

نبات البرسيم أقل قدرة على التحمّل مقارنة ببعض أنواع العشب فيما يتعلق بحركة الأشخاص في مكان زرعه. إذا كانت حديقة منزلك مكاناً للتجمعات والنشاطات المتكررة، فقد لا يتحمل البرسيم ذلك كما يفعل العشب التقليدي.

تجب عليك مراعاة احتياجاتك وظروفك الخاصة عند اتخاذ قرارك بشأن زراعة البرسيم في حديقة المنزل. هذا النبات خيار ممتاز إذا كانت العوامل مثل الاستدامة والرعاية المنخفضة والحصول على أرضية خضراء وطويلة الأمد لحديقة المنزل مهمة بالنسبة لك. مع ذلك، إذا كان لديك أطفال صغار أو كان الأشخاص يتحركون بكثافة في حديقة منزلك، أو إذا كنت تعاني حساسية تجاه النحل، فعليك أن تأخذ هذه العوامل في الاعتبار بحذر قبل اتخاذ القرار.