إليك طريقة زراعة الورد في المنزل

يُقال عن الأشخاص الذين يزرعون أيّ شيء لينمو ويزدهر بأنهم ذوو أيدٍ خضراء. ومع ذلك، ليس من الضروري أن تمتلك يداً خضراء حتى تستطيع زراعة الأزهار وتوزيعها في أرجاء منزلك والاستمتاع بها، بل ينبغي مراعاة بعض النصائح وتطبيق بعض الخطوات. وإليك كيف تتم زراعة الورد في المنزل.

خطوات زراعة الورد في المنزل

ثمة مجموعة من الخطوات والنصائح التي عليك مراعاتها لزراعة الورود بشكل ناجح، وهي:

تحديد مكان الزراعة

يمكن زراعة الورود في كل مكان وهذا صحيح، ولكن، تفضّل بعض الورود أن تنمو في أماكن مظللة، في حين يفضل بعضها الآخر النمو في أماكن مشمسة. لذلك، عليك معرفة متطلبات الإضاءة التي تفضلها الورود التي تريد زراعتها، سواءً أردت زراعتها في حديقة المنزل أو في الأصص. وفي حال أردت زراعة مجموعة متنوعة منها في مكان واحد، ينبغي اختيار الأنواع ذات متطلبات الإضاءة المتشابهة بحيث تنمو بشكل جيد في نفس الموقع.

تجهيز التربة المناسبة للزراعة

تحتاج الورود إلى تربة جيدة لتنمو بشكل قوي وصحي سواء أردت زراعتها في تربة الحديقة أو في الأصص. بالنسبة لتربة الحديقة، يجب أن تكون جيدة التصريف، وتحتوي على الكثير من المواد العضوية، لذلك من الجيد تقليبها وإضافة بعض السماد العضوي والعناصر الغذائية لتحسين بنية التربة واقتلاع الأعشاب الضارة وتعريضها لأشعة الشمس قبل الزراعة بعدة أيام.

بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى أن تربة الأصص تختلف عن تربة الحديقة، فتربة الحديقة تتميز بثقلها وكثافتها بالنسبة لنباتات الأصص المنزلية، وتكون سريعة الانضغاط ما قد يؤدي لاختناق جذور النباتات. عوضاً عن ذلك، تحتاج النباتات المنزلية إلى أساس صحي أكثر ديمومة من تربة الحدائق أو تربة الزراعة، وأن تتمتع بالشروط التالية:

غنية بالعناصر الغذائية.
وزن أخف من تربة الحدائق.
جيدة التصريف.
القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة الضرورية.

في الواقع، قد تجد خلطات ترابية جاهزة لنباتات الأصص، أو يمكنك صنعها بالمكونات والنسب التي ترغب بها وبما يتلاءم مع نوع النبات، ويمكن أن يساعدك هذا المقال في هذه المهمة.

اختيار الورود المراد زراعتها

يمكنك زيارة متجر أو مشتل الورود المحلي لاختيار الأنواع المفضلة لديك. وإليك بعض النصائح التي يجب أن تضعها في اعتبارك عند اختيارها:

تحقق من مدة عيش الورود، فالنباتات تقسم من هذه الناحية إلى نباتات حولية تزهر فترة محددة في السنة ثم تنتهي دورة حياتها وينبغي إعادة زراعتها سنوياً، ونباتات معمرة تنمو بشكل مستمر عدة أعوام دون الحاجة لإعادة زراعتها.
اسأل عن حجم الوردة المكتمل، وإن كانت ستصبح كبيرة جداً أم ستبقى صغيرة نسبياً، وهل ستنمو بشكل منتصب نحو الأعلى أم ستتدلى نحو الأسفل؟ قد تساعدك هذه المعلومات في تحديد الأماكن الأفضل للزراعة.
قبل أن تختار من جميع أنواع الورود المتاحة، تحقق أولاً من النباتات المحلية التي تنمو بشكل أفضل في الظروف البيئية الموجودة في منطقة سكنك.
يمكنك زراعة الورود باستعمال البذور أو الشتلات أو البصيلات، وجميعها تتطلب نفس الإجراءات تقريباً. ومع ذلك، عندما تريد زراعة البذور، عليك أن تقرأ الإرشادات الموجودة على عبوة البذور لمعرفة العمق المناسب لزراعتها ومدى التباعد بينها.
تحقق من متطلبات الري، إذ تحتاج بعض الأنواع لري منتظم وغزير، في حين يحتاج بعضها الآخر إلى ري أقل بكثير.

تحديد الموعد المناسب للزراعة

لا تنمو معظم الورود بشكل جيد في الطقس البارد جداً أو الحار جداً، لذلك من الأفضل زراعتها في فصل الربيع، وهذا يمتد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من فبراير/ شباط إلى يونيو/ حزيران، وذلك بناءً على الطقس الموجود في منطقة سكنك. بشكل عام، يكون الموعد الأفضل لزراعة الورد في المنزل هو بعد أسبوعين على الأقل من الصقيع الأخير، مع تجنب الزراعة حتى تصبح درجات الحرارة ليلاً أعلى من درجة التجمد بشكل منتظم. أما بالنسبة للبصيلات والأزهار البرية، فيفضل زراعتها في فصل الخريف.

زراعة الورود في التربة

بعد تجهيز الموقع والتربة واختيار النبات المناسب، حان الوقت للزراعة. لزراعة الورود في حديقة المنزل اتبع الخطوات التالية:

حفر الحفرة: يختلف عمق الحفرة باختلاف شكل النبات التي تريد زراعته، فزراعة البذور تحتاج إلى حفرة بعمق 0.6 سنتيمتر فقط، ومن الأفضل كما ذكرنا سابقاً التحقق من توصيات الزراعة الخاصة بالبذور. أما في حال زراعة الشتلة الموجودة في أصيص أو في كيس بلاستيكي، فينبغي أن تكون الحفرة بعمق كرة الجذر الموجودة في الأصيص.
إخراج الشتلات من الأصيص: اسقِ الشتلة بغزارة حتى الغمر، وبعد ذلك اسحب الشتلة برفق مع إمالة الأصيص قليلاً لتسهيل العملية، ثم وباستخدام أصابعك افصل الجذور بلطف عن بعضها بعضاً، ما سيساعد الجذور على النمو في التربة بدلاً من العودة إلى كتلة محصورة.
إضافة الأسمدة: قبل وضع التراب حول الشتلة، قم بإضافة بضع ملاعق من سماد بطيء الذوبان.
إغلاق الحفرة: باستخدام يديك، املأ الفراغ الموجود حول الشتلة، وغطِّ الجزء العلوي من كرة الجذر مع تجنب إضافة الكثير من التربة إلى الجزء العلوي من الزهرة، إذ لا ينبغي أبداً أن تغطي التربة جذع الأزهار.
اسقِ الشتلات.

لزراعة الورود في الأصص، اتبع الخطوات التالية:

املأ ثلثي الأصيص بالتربة الخاصة بالأصيص.
ضع شتلات الورود في الأصيص مع فك الجذور بلطف، مع مراعاة أن تزرع على نفس العمق الذي كانت عليه في أصيصها الأصلي.
أضف التربة إلى الأصيص وثبتها بلطف بأصابعك مع عدم الضغط بقوة لئلا يكسر النبات.
اجعل سطح التربة على بعد نحو 5 سنتيمترات عن حافة الإناء لئلا ينسكب الماء عند الري.
انقل الأصيص إلى المكان المناسب، واسقه حتى يخرج الماء من فتحات التصريف.

العناية بالورود

ثمة مجموعة من الإجراءات التي عليك تنفيذها بانتظام للمحافظة على الورود الخاصة بك، ومنها:

سقاية الورود بانتظام وذلك حسب متطلبات الري الخاصة بكل نبات.
إزالة الأعشاب الضارة من المنطقة، لأنها تمتص العناصر الغذائية من التربة، وتحتل المساحة اللازمة لنمو الورود.
إزالة الأزهار القديمة والذابلة والأوراق الميتة عن النبات، ما يحفز النموات الجديدة ويزيد جمال النبات.
إضافة الأوتاد الخشبية لدعم نمو النباتات التي تصبح طويلة وثقيلة بمرور الوقت.
نقل الورود إلى أصص أكبر عندما تصبح كبيرة الحجم بالنسبة للأصص التي زرعت فيها.

ختاماً، يمكن القول إن زراعة الورد في المنزل قد لا تكون أمراً سهلاً، لكنك سوف تنسى التعب بالتأكيد عندما ترى أزهارك متفتحة ومتألقة في أرجاء المكان.