هل تعاني عدم القدرة على إنهاء قراءة الكتب؟ إليك الحلول العملية

ملخص: أصبحت قراءة الكتب وإنهاؤها تحدياً صعباً في عصرنا الحالي، إذ من النادر أن تجد شاباً أو فتاة من جيل الألفية أو التسعينيات مداوماً على القراءة، وقد يواجه كلٌّ منا صعوبة في إكمال الكتاب ويتركه في منتصفه بسبب الملل أو الانشغال نتيجة نمط الحياة المتسارع ودخول التكنولوجيا والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي الجذابة لحياتنا بما يتوفر عليها من مقاطع فيديو قصيرة توفّر لنا معلومات موجزة بوقت قصير، أو بسبب عدم فهمنا أسلوب الكاتب والترجمة الركيكة للكتب أو عدم ارتباطنا بالشخصيات في الرواية أو شعورنا بالتكرارية. لكن يمكن إنهاء الكتب التي تتركها في منتصفها وزيادة عدد الكتب التي تقرؤها من خلال عدة أساليب منها المشاركة في نوادي القراءة ومحاولة تلخيص الكتب وتقسيم فترات القراءة لمحطات سهلة يمكن إنجازها بوقتٍ مناسب واختيار الكتب التي تُثير اهتمامك.

إن سألت شاباً أو فتاة في العشرينيات من أعمارهم حالياً عن الكتب، يمكن أن يجيبوك بالقول: "أصبحت الكتب مملة ويمكن الاستغناء عنها من خلال المقالات المتوفرة على الإنترنت". فقد أصبحت قراءة الكتب أو عدم القدرة على إكمالها ظاهرة يتميز بها عصر التكنولوجيا حتى عند البالغين، وكثيرون يجدون صعوبة في إنهاء الكتب التي يبدؤون قراءتها، فكيف يمكنك تشجيع نفسك على قراءة الكتب وإكمالها؟

كيف يمكنك إنهاء الكتاب الذي تتركه من منتصفه؟

لا يمكنك بسهولة إنهاء الكتاب الذي تتركه من منتصفه، ولكن قد تساعدك عدة نصائح مثل اختيار نوع الكتاب المناسب وتطوير روتين معين للقراءة في إنهاء الكتب الطويلة، ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:

1. اختر كتاباً يُثير اهتمامك

تُعدّ هذه الخطوة الاستباقية مهمة، فعندما تبدأ قراءة كتاب لا يُثير اهتمامك ستتحول القراءة لمهمة مملة ومزعجة بالنسبة لك. لذلك اختر الكتاب الذي يُثير فضولك ويشجّعك على أن تستمر في القراءة، وإن لم تحدد ما هو نوع الكتب الذي يناسبك، يمكنك بكل بساطة تجربة عدة كتب قصيرة واختيار أكثر الكتب التي استمتعت بها.

2. اقرأ الكتب التي تمتلكها

تساعدك الكتب الخاصة بك على تحويل الكتاب إلى وسيلة لتوثيق أفكارك والاحتفاظ بها، أمّا إن كان الكتاب مستأجَراً أو مستعاراً من أحد، لن تتمكن من الكتابة على الهامش أو ثني الصفحة وإمساك الكتاب كما يحلو لك. ففي حال كان الكتاب ملكاً لك، يمكنك وضع خط تحت الاقتباسات التي تعجبك وتكتب في الهوامش بعض الملاحظات أو تحدد باستخدام أقلام التلوين بعض النقاط التي أثارت فضولك. كل هذه الأمور ستشجّعك على إكمال القراءة وستشعر بالإنجاز عندما تنهي الكتاب.

3. حدِّد مكاناً مخصصاً للقراءة وأطفئ هاتفك المحمول

تحتاج القراءة إلى جو هادئ ومريح، لذا لن تشعر برغبة في الاستمرار بقراءة كتابك عندما يكون حولك العديد من المشتِّتات ومصادر الضجيج أو إشعارات الهاتف، فمن المهم اختيار مكان هادئ تلجأ إليه للقراءة واختيار مكان جلوس مريح ساعة أو ساعتين متواصلتين مع تفعيل الوضع الصامت للهاتف.

تأكد من وجود إضاءة جيدة مثل ضوء الشمس، وإن كنت تفضّل الموسيقى عند القراءة، بإمكانك تشغيل موسيقى هادئة تساعدك على التركيز في كتابك، واحتسِ القليل من القهوة أو الشاي لكي تستمتع بوقتك في القراءة.

4. خصِّص وقتاً للقراءة ولا تترك الكتاب لوقت الفراغ

من المهم أن تعوّد نفسك على الاستمرارية والروتين في القراءة، وهذا يصبح ممكناً عندما تخصص وقتاً ثابتاً للقراءة، مثل الفترة قبل النوم أو عند الاستيقاظ أو عند أخذك مواصلات طويلة للعمل، ولا تجعل من القراءة هواية لوقت الفراغ، فهذا سيجعلك تُهِمل القراءة عند وجود أي انشغال آخر في وقت فراغك.

عند وجود مهمة أو انشغال يمنعك عن القراءة، يمكنك أن تقلل وقت القراءة من ساعة إلى 15 دقيقة في اليوم، لكن دون أن تفوّت وقت القراءة فالروتين بحاجة إلى استمرارية يومية، حينئذ ستصبح القراءة جزءاً من يومك وسترغب في المتابعة بها.

5. قسِّم قراءة الكتاب لعدة أجزاء

لا تتعامل مع الكتاب في القراءة كأنه كتلة واحدة، بل حدد عدد صفحات أو فصولاً لإنهائها كل جلسة، ويمكنك وضع أوراق ملونة عند كل محطة تحددها لإنهائها في كل جلسة قراءة. مثلاً، عندما يكون لديك كتاب مكون من 300 صفحة، تستطيع قراءة 10 صفحات كل مرة، هكذا ستنهي الكتاب خلال شهر.

6. حاول الانضمام لنادي قراءة

يساعدك نادي القراءة على إنهاء الكتاب لمناقشته مع مجموعة من الأقران الذي يطالعون الكتاب نفسه، هكذا سيصبح لديك دافع يسمح لك بمتابعة ومناقشة أفكار الكتاب مع الآخرين وسماع آرائهم حوله. بهذه الطريقة سيصبح الكتاب وسيلة لتقوية علاقاتك الاجتماعية أيضاً.

7. حاول الاندماج مع الكتاب

يمكن للكتب أن تحفّز مخيلتك، إذ تستطيع تخيّل نفسك كشخصية من الشخصيات في رواية أو كأنك جزء من هذا الكتاب أو أن تحاول تخيّل كيف كنت ستكتب هذه الفقرة من الكتاب بأسلوبك لو كنت أنت الكاتب، وتفيد هذه الطريقة في زيادة اهتمامك بالكتاب وانخراطك في تفاصيله.

8. استخدم التكنولوجيا لمساعدتك على إنهاء الكتاب

يمكنك اللجوء لوسائل تكنولوجية مثل سماع الكتاب الصوتي أو قراءة الكتاب من جهازك اللوحي وتظليلك بالألوان للأقسام التي قرأتها، تساعدك هذه الطريقة على الوصول لكتابك دون الحاجة للكتاب المادي طوال الوقت، وهناك عدة تطبيقات مجانية تساعدك على القيام بذلك.

9. اهتم بتفاصيل راحتك في القراءة

أي اختر الكتب التي لديها خط كبير وواضح لا يشكِّل صعوبة بالنسبة لك في القراءة، وتجنّب الكتب القديمة ذات الصفحات الصفراء أو المجلّدة بشكل ضعيف وذات الطباعة غير الواضحة، إذ تسبب هذه العوامل إزعاجك من الكتاب وعدم الراحة في إمساكه وقراءته.

10. طوّر مهارات القراءة السريعة لديك

تعتبر القراءة السريعة وسيلة مساعدة على إنهاء الكتب بوقتٍ أسرع دون المساس باستيعابك للكتب والأفكار المهمة منها، ويمكن زيادة سرعة قراءتك للكتب من خلال عدة استراتيجيات من أبرزها تَتَبُّع إصبعك الذي يتحرك على النص عند القراءة بوتيرة سريعة دون توقف، ما يجعلك مضطراً للحاق بإصبعك وإنهاء الجملة التي تقرأها بسرعة.

لماذا لا يكمل الناس قراءة الكتب التي يبدؤون بها؟

من أبرز أسباب عدم إكمال الناس لقراءة الكتب ما يلي:

1. توفر المعلومات البصرية السريعة وقلة الصبر

أصبحت مشاهدة مقاطع الفيديو القصيرة أو الريلز (Reels) شائعة بين الكبار والصغار، وبغض النظر عن محتواها الجذاب فهي قد توفّر معلومة متكاملة في أقل من 30 ثانية. هذا النمط من السرعة في تغيير المواضيع والوصول إلى الخلاصة يجعل من الصعب أن تلتزم بصبر لقراءة كتاب قد لا تجد فيه الخلاصة إلّا بعد قراءة عشرات الصفحات.

2. عدم انسجامك مع موضوع الكتاب

يمكن أن تتلقى كتاباً كهدية من أصدقائك أو عائلتك، لكن قد يكون نمط هذا الكتاب بعيداً عن اهتماماتك، إذ من المحتمل أن تتلقى كتاباً علمياً بينما أنت تميلُ للجانب الأدبي والروائي، في هذا الحالة سيكون من الصعب عليك إنهاء الكتاب.

3. عدم فهمك أسلوب الكتابة

هناك عدة أنواع من فنون الكتابة، ومنها الروايات الكلاسيكية والروايات الغامضة، ويتفنن بعض الكتاب بإخفاء تفاصيل وسرد حبكة متفرعة بعدة جهات لإغراق القارئ بالقصة من عدة جوانب أو أحياناً لملء الصفحات. في هذه الحالة قد لا ينفعك إنهاء الكتاب.

4. عدم ارتباطك بالشخصيات والشعور بالتكرارية

كلما كانت الشخصيات في الرواية مختلفة عنا، زادت احتمالية عدم تعاطفنا معها وعدم رغبتنا في معرفة المزيد عنها، وذلك ينطبق على الكتب من النمط العلمي التي تكون أفكارها مجردة ومعقدة ولا تشعر بالارتباط بها عند قراءتها.

5. الترجمة غير الموفقة في إيصال الأفكار

في بعض المرات يكون الكتاب حائزاً عدة جوائز ونال آلاف التقييمات الإيجابية، لكن عند قراءته تشعر بأنه معقد أو غير مفهوم، وغالباً ما يكون السبب هو الترجمة الركيكة للكتاب والتعابير الحرفية التي لا تنسجم مع طبيعة القارئ باللغة العربية.

يمكن لقراءة الكتب أن تنمي لديك الصبر وضبط النفس عدا عن فوائدها المعرفية، وتفيدك هذه العادة في التروّي في التفكير بالأمور واتخاذ قرارات أكثر حكمة دون التسرع، وتُعدّ هذه الميزة مفيدة في عالم اليوم المتسارع والذي يميلُ لفقدان القدرة على الصبر في الكثير من الأحيان، ومن المهم اكتساب هذه العادة في عمر مبكر وتشجيع الصغار عليها، وهذا ما يؤكده الكاتب الصحفي والروائي بدر الفيلكاوي، والحائز ماجستير باللغويات اليابانية، في تغريدة عبر منصة إكس يتحدث فيها عن دور القراءة في نمو الذات والتغييرات الإيجابية التي تحدثها القراءة داخل كل إنسان قارئ.

ورد في كتاب ياباني يتكلم عن تربية أطفال المجتمع الياباني:

"قراءة الكتب هي مهمة فردية،لا يوجد فيها منافسة، وبمقارنتها مع المكياج الذي يجعل المظهر الخارجي فقط جميل، لا يعرف أحد بأنك قرأت كتاب،لكن هذا يجعلك جميل من الداخل،وتستطيع أن تفتخر فيه في سرك."

مفهوم جميل لتلقينه للأطفال شاهد على إكس

— بدر الفيلكاوي 🌐 (@Tab6_khayran) May 5, 2022