ما هي عيوب الزراعة المائية والمشكلات التي تواجهها؟ وما هي الحلول المناسبة لها؟

4 دقيقة
ما هي عيوب الزراعة المائية والمشكلات التي تواجهها؟ وما هي الحلول المناسبة لها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Lano Lan

الزراعة المائية هي شكل من أشكال البستنة، تتضمن زراعة نباتات صحية دون استخدام التربة واستبدالها بمحلول مغذٍ، تحصل منه النباتات على العناصر الغذائية والماء. يحصل المزارعون عند تطبيق هذه التقنية على عدة ميزات، ويواجهون بعض المشكلات أيضاً. فإذا كنت ستتبنى تقنية الزراعة المائية أو بدأت بتطبيقها بالفعل عليك أن تطلع على عيوبها وأن تعرف كيف تتخطاها.

اقرأ أيضاً: مستقبل الغذاء: تقنيات الزراعة المائية بدون تربة

إيجابيات الزراعة المائية

قبل ذكر العيوب والمشكلات التي تواجه الزراعة المائية، لا بُدّ من ذكر الإيجابيات:

  • إمكانية زراعة النباتات بتقنية الزراعة المائية مهما كانت المساحة صغيرة.
  • عدم الحاجة إلى التربة، وتجاوز عقبة عدم صلاحية التربة للزراعة في الكثير من المناطق.
  • التحكم في المناخ من حيث درجة الحرارة والرطوبة وتكثيف الضوء ومكونات الهواء.
  • زراعة النباتات على مدار السنة بغض النظر عن الموسم.
  • استهلاك كميات أقل من المياه.
  • الحد الأدنى من استخدام الأرض لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج، وعدم استنزاف التربة.
  • توفر كمية دقيقة من العناصر الغذائية والأوكسجين.
  • إنتاج نباتات صحية لعدم حاجتها للمبيدات الحشرية.
  • لا تحتاج النباتات إلى مد جذورها بحثاً عن العناصر الغذائية، ما يسمح للنبات بالتركيز على النمو.
  • تجاوز مشكلة نمو الأعشاب غير المرغوبة واستهلاكها للعناصر الغذائية.
  • التحكم في درجة الحموضة PH في محلول المغذيات.
  • تقليل إصابة النباتات ببعض الآفات والأمراض التي تنقلها التربة والطيور والجرذان.

عيوب الزراعة المائية ومشكلاتها

إن أي تقنية مهما كانت متطورة تواجه مشكلات بالتأكيد. وفيما يلي بعض المشكلات التي يواجهها المزارعون عند تطبيق تقنية الزراعة المائية.

الحاجة إلى وقت وجهد كبيرين

تتطلب الحديقة المائية اهتماماً أكبر من الزراعة العادية للحصول على نتائج مرضية، وإذا تُركت لأيام أو أسابيع سيخسرها المزارع، على عكس الزراعة العادية التي يمكن للنبات أن يحصل فيها على ما يحتاجه من التربة خلال هذه المدة.

لذلك، في الزراعة المائية يكون الاعتماد الكلي على المزارع في الاهتمام بالنباتات والمحافظة عليها، وعلى نظام الزراعة ككل.

الحاجة للخبرة والمعرفة التقنية

يتكون نظام الزراعة المائية من معدات وأجهزة تتطلب خبرة تقنية لاستخدامها على النحو الأمثل، وتتطلب النباتات أيضاً معرفة بأنواعها وكيفية العناية بكل منها لتزدهر في بيئة خالية من التربة. وأي خطأ ناتج عن عدم المعرفة سيؤدي إلى انهيار نظام الزراعة، وبالتالي خسائر كبيرة خاصة إذا كانت المزرعة ضخمة، بينما لن تكون الخسارة كبيرة إن كانت المزرعة منزلية صغيرة.

البيئة المعرضة للتغييرات السريعة

تؤدي التغييرات السريعة في محلول المغذيات أو الظروف البيئية إلى إلحاق أضرار لا رجعة فيها بالنباتات والتي يمكن أن تؤدي إلى موتها وفشل الزراعة المائية. من هذه التغيرات نقص الأوكسجين حول جذور النباتات وتغير مستويات الحموضة PH في محلول المغذيات.

اجتماع الماء والكهرباء

في أنظمة الزراعة المائية يجتمع كلٌّ من الماء والكهرباء بوفرة في مكان واحد، ما يزيد من مخاطر وجودهما معاً، لذلك تتطلب أنظمة الزراعة المائية رفع معايير الأمان، وجعل السلامة أولوية، وإجراء صيانة دورية للنظام لتخطي هذه الحوادث.

انقطاع التيار الكهربائي

تعتمد الزراعة المائية على الكهرباء بشكل كبير، فهي ضرورية لعمل النظام بأكمله، وأي انقطاع في التيار يعني توقف النظام عن العمل على الفور، وموت النباتات خلال ساعات معدودة. لذلك يجب توفير مصدر طاقة احتياطي وخطة بديلة لانقطاع التيار.

تكاليف أولية باهظة الثمن

عند البدء بإنشاء حديقة مائية، سينفق المزارع الكثير ثمناً لنظام الزراعة ومعداتها، من حاويات النباتات والإضاءة والتدفئة والمضخات والمراوح وأنظمة الري والمغذيات وغيرها. لكن ستنخفض هذه التكاليف بعد ذلك، وتقتصر على العناصر الغذائية وفواتير الكهرباء فقط. وفي حال الرغبة بإنشاء حديقة مائية منزلية صغيرة لن تكون هذه التكاليف مرتفعة جداً مقارنة بإنشاء مزرعة مائية واسعة وكبيرة على نطاق تجاري.

الأمراض والآفات والطحالب

تعتمد الزراعة المائية على الزراعة في نظام مغلق باستخدام الماء، وفي حال إصابة بعض النباتات بأحد أنواع الآفات يعني ذلك انتقال الآفة عبر نظام الماء والمغذيات بسرعة وإصابة جميع النباتات، لذلك يجب وجود خطة استباقية جيدة لإدارة المرض وذلك عبر استخدام مصادر المياه النظيفة الخالية من الأمراض، وفحص الأنظمة بشكل دوري. وفي حال إصابة النباتات بالمرض، يجب تعقيم المياه المصابة والمغذيات والنظام بأكمله بسرعة.

ويمكن أن تتكاثر الطحالب أيضاً في أنظمة الزراعة المائية. تستنزف الطحالب العناصر الغذائية، وتنمو على حساب النباتات وتسد فتحات نظام الزراعة المائية.

ارتفاع ثمن المنتجات

تعد منتجات الزراعة المائية أغلى ثمناً من منتجات الزراعة التقليدية، لذلك قد يجد مالكو المزارع المائية صعوبة في تسويق منتجاتهم.

منتجات عضوية أم غير عضوية

لم يتم تصنيف منتجات الزراعة المائية على أنها عضوية أم غير عضوية حتى الآن، وما زال النقاش محتدماً حول ذلك، لأن النباتات تنمو في بيئة خالية من الميكروبات المفيدة الموجودة في التربة عادة. في المقابل يحاجج آخرون بأنه يكفي أن نباتات الزراعة المائية تنمو دون الحاجة إلى مبيدات الحشرات والآفات.

اقرأ أيضا: كيف تزرع الطماطم في الماء؟

حلول لمشكلات الزراعة المائية 

لكل مشكلة حل، ولمشكلات الزراعة المائية حلول أيضاً، خاصة إذا تم اكتشافها منذ البداية. وتتمثل الحلول بما يلي:

المراقبة المستمرة 

لتوفير الوقت والجهد من الجيد أتمتة أنظمة المراقبة إذا كانت المزرعة كبيرة، لكن لا حاجة لذلك إن كانت المزرعة صغيرة.

المعرفة والخبرة

قبل البدء بتأسيس مزرعة مائية يجب الحصول على تدريب متخصص فيها، فذلك سيجنب الوقوع في الأخطاء، ويكسب المعرفة والخبرة اللازمين للعناية بها.

التكاليف الأولية

من الممكن عدم الاستثمار بمبالغ ضخمة لإنشاء حديقة واسعة في البداية، بل يمكن البدء بمبلغ صغير ومن ثم توسيع الحديقة من الأرباح التي تحققها من بيع المنتجات، بهذه الطريقة يتم التغلب على مشكلة التكلفة الأولية العالية.

الآفات والأمراض

إن المباعدة بين النباتات تمنع انتقال الآفات إليها بسرعة، ومن المهم تنظيف الفلاتر ونظام الترشيح بانتظام لمنع انتشار الأمراض المنقولة بالمياه والطحالب.

تغيرات البيئة السريعة

لتجنب حدوث التغيرات السريعة في محلول المغذيات، يجب منذ البداية اختيار أنظمة المراقبة الذكية الجيدة مثل عدادات الأس الهيدروجيني ومقاييس شدة الضوء ومقاييس الحرارة العائمة وما إلى ذلك. وإذا كانت المزرعة كبيرة يمكن الاستفادة من التقنيات الذكية المبرمجة لأخذ قياسات من جميع هذه المعدات ومراقبتها واتخاذ إجراءات محددة في حالات معينة. من هذه التقنيات أنظمة الري الذكية المبرمجة لتشغيل الرشاشات على فترات زمنية محددة أو مراقبة قراءات رقم الأسود الهيدروجيني والتوصيل الكهربائي من محلول المغذيات للتنبيه عند الحاجة إلى تغيير المحلول أو إضافة الماء.

انقطاع التيار الكهربائي

من المهم وجود مصدر طاقة بديل عن التيار الكهربائي في حال انقطاعه. سيفي مولد احتياطي بالغرض لكنه سيزيد النفقات إذ يتطلب الوقود والصيانة، لكن الحل الأمثل سيكون بالاستثمار بالطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية، وفي هذه الحالة لن يتوجب سوى إنفاق ثمن الألواح والصيانة الدورية لها، ولن توجد حاجة لدفع فواتير الكهرباء.

ارتفاع ثمن المنتجات 

من أجل بيع المنتجات يجب تطوير استراتيجية تسويق جيدة تؤدي إلى زيادة الطلب، بغض النظر عن السعر، وبالتالي سيزيد الإنتاج، ما قد يؤدي في النهاية إلى انخفاض الأسعار.

اقرأ أيضا: ما هي أنواع محاصيل الزراعة المائية؟

المحتوى محمي