كيف تزرع الفطر المحاري المفيد غذائياً في المنزل؟

كيف تزرع الفطر المحاري المفيد غذائياً في المنزل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ pada smith stockphoto

زراعة الفطر المحاري في المنزل مغامرة عملية وسهلة ولذيذة في نهاية المطاف، وهي لا تحتاج إلى معدات كثيرة أو بيئات معقدة الظروف، لكنها في المقابل عملية حساسة وتحتاج إلى نظافة عالية، لكنك ستجني مع الممارسة والصبر ثمار تعبك. وإليك في سبيل ذلك الدليل الكافي والوافي لزراعة الفطر المحاري في المنزل خطوة بخطوة.

خطوات زراعة الفطر المحاري في المنزل

1- تجهيز المواد الخاصة بالزراعة

تحتاج إلى شراء أبواغ فطرية أو مشيجة الفطر (Mushroom spawn) وهي الخيوط الفطرية المتفرعة، ووسط غذائي لنمو الفطر الذي غالباً ما يكون قشاً أو نشارة خشب، ومساحة جيدة التهوية، وزجاجة رذاذ، وحاويات النمو التي تشمل:

  • الدلاء: عبارة عن دلاء بلاستيكية مخصصة لزراعة الفطر، تحتوي على فتحات على الجوانب جميعها، ما يسمح بدخول الهواء وإنتاج الميسيليوم (خيوط الفطر) من خلالها.
  • الأكياس البلاستيكية: أكثر أنواع الحاويات شيوعاً، وهي عبارة عن أكياس معقمة وميسورة التكلفة ومقاومة للتلوث ومخصصة لزراعة الفطر المحاري.
  • المرطبانات الزجاجية: تعد وسيلة سهلة وبسيطة لزراعة الفطر. تتحمل المرطبانات درجة الحرارة العالية المستخدمة في تعقيم مادة النمو قبل الزراعة.

اقرأ أيضاً: إليك طريقة زراعة الورد في المنزل

2- تعقيم مادة النمو الأساسية

أكثر المواد استخداماً لزراعة الفطر هي القش المفروم، لكن يمكن استخدام الورق المقوى أو نشارة الخشب أو تفل القهوة، لكن بشرط تعقيم المادة قبل استخدامها من أجل القضاء على الكائنات الحية الدقيقة المنافسة. بالنسبة للقش، يجب أن يُفرم، ثم يُعقم بالبسترة عبر وضعه في أكياس مثقبة ومقاومة للحرارة وغمرها بالماء وتسخينها إلى درجة حرارة 65-80 درجة مئوية تقريباً لمدة 45-60 دقيقة، ثم يُبعد عن مصدر الحرارة ويُترك لمدة 20 ساعة، أو حتى تصل لدرجة حرارة الغرفة (نحو 24 درجة مئوية).

اقرأ أيضاً: دليلك في المنزل: تعرّف على كيفية زراعة الصبار والاستفادة منه

3- التطعيم (زراعة الفطر)

بعد أن يبرد القش إلى درجة حرارة الغرفة، ينبغي خلطه مع المشيجة الفطرية على أن تضيف كمية من المشيجة تعادل 5-10% من وزن القش الرطب المعقم، فإذا كان وزن كيس القش الرطب نحو 20 كيلوغراماً، ينبغي أن تضيف نحو كيلوغرام واحد من الأبواغ عند تطعيمه بنسبة 5%.

عموماً، تتم عملية التطعيم ضمن منطقة نظيفة عبر إفراغ القش المعقم في وعاء كبير وخلطه مع الكمية المناسبة من الأبواغ الفطرية باستخدام قفازات، ثم تعبئة الخليط ضمن الحاويات سواء كانت أكياساً أو دلاء أو غيرها، أو عبر وضع طبقة من القش ثم طبقة من المشيجة وهكذا دواليك، ثم ينبغي إغلاق الحاوية وصنع ثقوب أو شقوق صغيرة في الكيس أو الحاوية للسماح بمرور الهواء في حال لم تكن تحتوي.

اقرأ أيضاً: كيف تزرع الليمون الحامض في حديقة منزلك؟

4- التحضين

ضع الحاوية أو الأكياس في مكانٍ مظلم ودافئ (درجة الحرارة نحو 21-24 درجة مئوية) لمدة 3 أسابيع تقريباً. خلال هذه الفترة، ينبغي مراقبة درجة حرارة الأكياس الداخلية، إذ يجب ألّا ترتفع درجة الحرارة فوق الـ 30 درجة مئوية تقريباً، وإلّا فإن الخيوط الفطرية سوف تموت. في حال ارتفعت درجة حرارة الحاوية عن الحدود المقبولة، حاول تقليلها من خلال زيادة مرور تيار الهواء في الغرفة. خلال هذه الفترة سيستعمر الميسيليوم (النمو الأبيض الذي يشبه الخيوط) وسط النمو.

اقرأ أيضاً: أغلى توابل العالم: هل يمكن زراعة الزعفران بالمنزل؟

5- الإثمار والحصاد

انقل الحاويات إلى غرفة أكثر برودة (10-16 درجة مئوية)، وحافظ على رطوبة عالية من خلال رش الوسط بالماء على نحو مستمر (نحو 3 مرات يومياً)، إذ ينبغي أن تكون درجة الرطوبة نحو 85-90%. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي التأكد من تعريض الحاويات للإضاءة الخفيفة (تكفي لقراءة كتاب) لمدة 10-12 ساعة يومياً. إذ وعلى الرغم من أن الضوء ليس مهماً في مرحلة نمو الخيوط الفطرية، لكنه يصبح مهماً في مرحلة نمو الأجسام الثمرية؛ إذ يعد عاملاً حاسماً للحصول على عائد مرتفع ذي نوعية جيدة.

ستبدأ بعدها عملية الإثمار، حيث ستتشكل دبابيس صغيرة سرعان ما تكبر وتصبح فطراً ناضجاً خلال 2-3 أسابيع. استخدم سكيناً لقطع الفطر عن القاعدة.

6- تكرار الحصاد

بعد الحصاد، اترك الكيس أو الحاوية ترتاح لبضعة أسابيع لإنتاج المزيد من الفطر، واستمر بتأمين الرطوبة الكافية خلالها. غالباً ما تستمر عملية الحصاد عدة أشهر قبل أن تتوقف عملية الإثمار.

اقرأ أيضاً: إليك كيفية إنشاء نظام الزراعة المائية في المنزل

القيمة الغذائية للفطر المحاري

كوب واحد من الفطر المحاري الخام المقطع (ما يعادل 86 غراماً) يحتوي على:

إذاً، يمكن القول إن الفطر المحاري عبارة عن طعام منخفض السعرات الحرارية وقليل المحتوى بالدهون وغني بالألياف وغني بالعديد من الفيتامينات؛ حيث يوفّر الكوب الواحد ما يعادل 21% من الاستهلاك اليومي الموصى به من النياسين، ونحو 18% من المدخول اليومي الموصى به من الريبوفلافين، و11% من حمض البانتوثينيك، وكميات أقل من حمض الفوليك والبيرودوكسين والثيامين. علاوة على ذلك، يعد الفطر المحاري مصدراً غنياً بالمعادن مثل الفوسفور والبوتاسيوم والنحاس، في الواقع، يؤمّن الكوب الواحد نحو 10% من الاحتياجات اليومية الموصى بها لكل منها، كما يحتوي على كمية لا بأس بها من الحديد والمغنيزيوم والزنك والمنغنيز والسيلينيوم.

إن تجربة زراعة الفطر المحاري في المنزل قد تكون تجربة ممتعة ومجدية، خصوصاً أنه يمد الصحة بالعديد من الفوائد مثل خفض نسبة الكوليسترول، وتعزيز صحة القلب، ودعم وظيفة المناعه، وتحسين التمثيل الغذائي، وقد يقلل أيضاً خطر الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية.

المحتوى محمي