شارك
الرئيسية
عندما ترتفع درجات الحرارة عن 30 درجة مئوية، نضطر للجوء إلى حيل مختلفة للحماية من أشعة الشمس القوية بشكلٍ أفضل، بما في ذلك الواقي الشمسي والملابس، ولكن هل تعلم أن لون ملابسك يحدث فرقاً!
بينما يعتقد معظم الناس أنه لا ينصح بارتداء اللون الأسود في طقس الصيف الحار، إلا أن له في الواقع بعض الفوائد في مثل هكذا فصل. فما لون الملابس الذي يمكنه أن يؤمّن لك الحماية الأكبر من أشعة الشمس في فصل الصيف؟
الألوان التي تحمي من حرارة الشمس
على الرغم من اختلاف الطاقة الحرارية عن الضوئية، فإن كليهما يخضع لقوانين الحفظ نفسها، فطاقة الإشعاع التي لا تنعكس يتم امتصاصها وتحويلها إلى حرارة. عندما يصل ضوء الشمس إلى جسم أسود فإنه يمتص جميع الأطوال الموجية للضوء ويحوّلها إلى حرارة، فترتفع درجة حرارته ويشع حرارة. في المقابل، يعكس الجسم الأبيض جميع الأطوال الموجية، لذا لا يمكنه تحويل الطاقة الضوئية إلى حرارية، ويبقى بارداً نسبياً، أي لا يشع حرارة.
ومن الجدير بالذكر أن كمية الحرارة الممتصة تتأثر بعاملين:
- الأطوال الموجية: حيث يحتوي الضوء البنفسجي، ذو الطول الموجي الذي يتراوح ما بين 380-450 نانومتر، على طاقة أكثر من الضوء الأحمر ذي الطول الموجي الذي يتراوح ما بين 620-750 نانومتر؛ أي إذا كان لديك (رداءان) بلون أحمر وآخر بنفسجي، يمتصان عدد الفوتونات نفسها (الجسيمات الضوئية) من الضوء، فإن الجسم أو الرداء البنفسجي سيمتص حرارة أكثر من الأحمر.
- مدى تعتيم الجسم: يمتص الجسم الغامق عدداً أكبر من الفوتونات من الجسم ذي الظل الأفتح، لذا سيمتص طاقة حرارية أكبر ويصبح أكثر حرارة.
في دراسة يابانية نُشرت عام 2020 في دورية وقائع الاجتماع العام لجمعية الجغرافيين اليابانيين (Proceedings of the General Meeting of the Association of Japanese Geographers)، أجرى مؤلف الدراسة ومدير المعهد الوطني للدراسات البيئية (National Institute for Environmental Studies) في اليابان، توشياكي إشينوز (Toshiaki Ichinose)، تجربة لتحديد الألوان التي تحافظ على برودة الجسم في شمس الصيف.
قارن الباحث التغيرات الزمنية في درجات الحرارة لـ 9 قمصان بولو مختلفة اللون تحت شمس الصيف. ظلت درجة حرارة سطح القميص الأبيض قريبة من درجة حرارة الهواء حتى بعد 5 دقائق، لكن درجة حرارة القمصان السوداء والخضراء الداكنة تجاوزت 50 درجة مئوية، أي كان الفرق أكثر من 20 درجة مئوية.
أكدت الدراسة أن اللون الأبيض هو الأنسب لدرء حرارة شمس الصيف، والحفاظ على برودة الجسم، يليه الأصفر والرمادي والأحمر، بينما كان كل من الأزرق والأخضر الفاتح والداكن فالأسود هي الألوان الأكثر امتصاصاً للحرارة.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب الصيف: إليك وسائل طبيعية لإبعاد الحشرات
الألوان التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية
على الرغم من نصيحة جدتك بارتداء الألوان ذات الظلال الفاتحة في أيام الصيف المشمسة والحارة، فإن دراسة إسبانية نُشرت في دورية الجمعية الكيميائية الأميركية (American Chemical Society)، أشارت إلى أن اللون الأسود وغيره من الألوان الداكنة تمتص الأشعة فوق البنفسجية أكثر من الألوان الفاتحة. فإذا كنت ترتدي ملابس داكنة اللون، فإنها ستمتص الأشعة فوق البنفسجية وتقلل ما يمكن أن يصل إلى البشرة.
ووفقاً للدراسة، كان اللونان الأحمر والأزرق الداكن الأكثر فاعلية في منع الأشعة فوق البنفسجية من الوصول إلى الجلد، بينما كان اللون الأصفر هو الأقل فاعلية.
الآثار الضارة لأشعة الشمس
وفقاً للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية (American Academy of Dermatology)، يمكن لنحو 80% من أشعة الشمس فوق البنفسجية أن تخترق البشرة، حتى في الأيام الملبدة بالغيوم.
عندما تصل الأشعة فوق البنفسجية إلى الجلد غير المحمي، فإنها تستهدف بطاقتها العالية الحمض النووي للخلايا، وتسبب إحداث تغيرات فيه. يمكن لهذه التغيرات أن تسبب التصبغ أو فقدان المرونة أو التجاعيد، وحتى الإصابة بسرطان الجلد.
العوامل المؤثرة في حماية الملابس من أشعة الشمس
بالإضافة إلى اللون، تتأثر قيمة عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية في الملابس (UPF)؛ وهو مقدار الأشعة فوق البنفسجية التي يسمح النسيج لها بالوصول إلى البشرة بعدة عوامل، ومنها:
- كثافة النسيج: كلما كان النسيج أكثر كثافة، زاد إحكام إغلاق مسامه، وبالتالي قلت كمية الأشعة فوق البنفسجية التي يمكنها اختراقه.
- نوع النسيج: قد يكون مفاجئاً، إلا أن الأقمشة الصناعية مثل البوليستر والنايلون، أكثر حماية للجلد من الأقمشة الطبيعية مثل الحرير أو القطن.
- مرونة النسيج: يمكن أن تخترق أشعة الشمس فوق البنفسجية النسيج المرن بسهولة أكثر. في المقابل، كلما كانت الملابس فضفاضة أكثر تزداد قدرتها في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
- رطوبة النسيج: ينخفض عامل الحماية في الأنسجة المبللة.
اقرأ أيضاً: إليك أفضل النصائح للاعتناء بالملابس المقاومة للماء
إذاً، الألوان الداكنة أم الفاتحة؟ بينما قد تعوق الملابس ذات الألوان الداكنة وصول الأشعة فوق البنفسجية للجلد، فإن الألوان الفاتحة أفضل في الحماية من درجات الحرارة العالية، فإذا كنت تعيش في المناطق التي تمتاز بدرجات حرارة عالية جداً في الصيف، يُفضّل ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة، أما إذا كنت تبحث عن وقاية من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية، فقد تساعدك الملابس الداكنة.
ومع ذلك، يمكن أن يكون اللون مضللاً في بعض الأحيان، إذ يمكن للأصباغ الملونة أن تؤثر على عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. على سبيل المثال، قد تكون قيمة (UPF) لقميصك الرمادي أكبر منها لقميصك الأسود.