احذر هذه المادة القاتلة التي يُروَّج لفوائدها على تطبيق تيك توك

مقاطع فيديو متداولة على تطبيق تيك توك تروّج لمادة قاتلة
تعمل مساحيق التنظيف هذه بصورة رائعة على الملابس، لكن لا يمكن استخدامها لتنظيف جسم الإنسان. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُستخدم مادة البوراكس في الأصل لغسل الملابس، لكن يحاول بعض الأشخاص استخدامها لأغراض أخرى. في عام 2018، انتشرت ظاهرة مضغ كبسولات تايد (Tide Pods) بين المراهقين لكسب الانتشار والشهرة عبر الإنترنت. أدى ذلك إلى تسمم مئات المراهقين ووفاة 10 أشخاص على الأقل بسبب تناولهم هذه الأكياس التي تحتوي على سائل التنظيف. تنتشر حالياً على تطبيق تيك توك ظاهرة أخرى مستوحاة من عملية غسل الملابس، وتتمثل في الترويج لاستخدام مادة البوراكس بسبب فوائدها الصحية المزعومة، لكنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة.

يتضمن أحد الأمثلة على تلك الاستخدامات إضافة القليل من مادة البوراكس إلى كوب من مياه الشرب. يزعم مستخدمو تطبيق تيك توك أن هذه المادة تساعد في تخفيف آلام المفاصل وتعالج العديد من الحالات الصحية، مثل حصوات الكلى وضعف الانتصاب. وانتشر على منصة التواصل الاجتماعي هذه مقطع فيديو آخر لشخص يزعم أنه طبيب، يدعو من خلاله إلى استخدام مادة البوراكس لتنظيف المهبل (حُذف هذا المقطع لاحقاً). كما اتجه بعض الأشخاص إلى خلط هذا المركب المعدني مع مياه الاستحمام بهدف تنقية البشرة وإزالة السموم.

اقرأ أيضاً: احذر خلط المنظفات مع بعضها لأن نتائجها قد تكون مميتة

تقول عالمة السموم الطبية والمديرة الطبية المساعدة في مركز السموم في العاصمة الوطنية (National Capital Poison Center)، كيلي جونسون أربور (Kelly Johnson-Arbor): “يمكن أن يسبب استخدام مادة البوراكس الغثيان والقيء وآلام البطن والطفح الجلدي وتقشير الجلد، كما يمكن أن يؤدي استخدامها على المدى الطويل إلى حدوث نوبات الصرع، بالإضافة إلى الإصابة بفقر الدم“.

بغض النظر عما تقرؤه أو تشاهده على الإنترنت، لا يوجد سبب يدعو لاستخدام مادة البوراكس لأي غرض آخر سوى غسل الملابس. في الواقع، يشير الخبراء الطبيون إلى وجود التباس في فهم الفرق بين مادة البوراكس وعنصر البورون النزر، ما يُعد سبباً لكثير من هذه الادّعاءات الصحية.

مقارنة بين البوراكس والبورون

يُعد البورون عنصراً أساسياً في تكوين جدران الخلايا النباتية، لذلك فهو يوجد في العديد من الفواكه والخضروات التي نتناولها يومياً. وفقاً للمعهد الوطني للصحة، لا يُعد البورون من العناصر الغذائية الأساسية للجسم، وذلك لعدم وجود فهم واضح لكيفية تأثيره في صحة الإنسان. يشير بعض الدراسات الطبية إلى أن المكمّلات الغذائية التي تحتوي على عنصر البورون يمكن أن تساعد في علاج التهاب المفاصل أو هشاشة العظام، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات وسرطان الرئة.

تقول أربور: “يمكن أن يؤثر عنصر البورون في صحة العظام والهرمونات ووظائف الدماغ، على الرغم من عدم تحديد العلاقة الدقيقة بين البورون وهذه الوظائف الصحية تحديداً كاملاً”.

إجمالاً، يُعد عنصر البورون آمناً للاستهلاك البشري: يستخدم بعض الدول الأوروبية مركّبات تحتوي على عنصر البورون بوصفها مواد حافظة للأغذية، لكن وفقاً للدكتورة أربور، تكون هذه الجرعات منظمة للغاية لضمان عدم وصولها إلى مستويات سامة.

لا توجد بيانات كافية تدعم استخدام المنتجات التي تحتوي على البورون، مثل البوراكس، لتحسين الصحة. تقول أربور: “يدّعي بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأطباء لا يوصون باستخدام مادة البوراكس بوصفه مكملاً صحياً بسبب رغبتهم في الترويج لمنتجات الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، لكنّ هذا ليس صحيحاً؛ إذ لا يروّج الأطباء لعنصر البوراكس لأنه لا يتمتع بفوائد صحية مؤكدة لدى البشر، بالإضافة إلى تأثيراته السامة المعروفة عند تناوله”.

لهذا السبب، تحتوي عبوات المنتجات، التي تدخل مادة البوراكس في صناعتها، على تحذير بشأن عدم استخدامها بوصفها دواء أو عدم صلاحيتها للاستهلاك البشري. على الرغم من ذلك، يجب على الشركات المُصنعة تحديث هذه التحذيرات لتشمل عدم استخدام البوراكس داخل الجسم بأي شكل.

اقرأ أيضاً: دليلك في المنزل: اصنع عجينة «سلايم» لتنظيف أدواتك

لماذا تُعد مادة البوراكس سامة؟

أحد الاستخدامات الخطيرة لمادة البوراكس هو استخدامها لغسل المهبل؛ إذ تقول طبيبة أمراض النساء والتوليد والمديرة الطبية في مجموعة بيدياتريكس الطبية (Pediatrix Medical Group) في مدينة أتلانتا، جيل بوردي (Jill Purdie): “يجب ألا توضع مادة البوراكس داخل المهبل”. ولا يقتصر هذا التحذير على مساحيق التنظيف السامة، إذ يمكن أن يؤثر استخدام أي منتج لغسل المهبل سلباً على البكتيريا المفيدة في البيئة الميكروبية للمهبل. تقول بوردي: “إن استخدام هذه المنتجات لغسل المهبل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض وانبعاث الروائح غير المرغوب فيها، ويشمل ذلك الأمراض المنقولة جنسياً”.

من المحتمل أن تكون فكرة استخدام مادة البوراكس لغسل المهبل ناتجة عن الالتباس والخلط بينها وبين تحاميل حمض البوريك. على الرغم من أنها تبدو متشابهة في الاسم، لكن تحاميل حمض البوريك تمتلك تركيبة كيميائية مختلفة قليلاً، وتُستخدم لعلاج الخمائر المقاومة لمضادات الفطريات أو الالتهابات البكتيرية المتكررة في المهبل. تقول بوردي: “لا تُعد التحاميل أمراً ضرورياً للحفاظ على صحة المهبل أو تنظيفه؛ إذ يجب استخدامها بطريقة معينة ولفترة زمنية محدودة وتحت إشراف الطبيب”.

يمكن أن تسبب مادة البوراكس طفحاً جلدياً وتهيجاً وتقشيراً عند وضعها على البشرة. كما يجب توخي الحذر لتجنب شرب الماء الذي يحتوي على مادة البوراكس عن طريق الخطأ. تقول أربور: “حتى عند تخفيف هذا المركب في مياه الاستحمام، يمكن أن يسبب الألم أو الإزعاج إذا لامس جلد الإنسان”. لا يوجد دليل علمي يدعم استخدام منتجات مساحيق الغسيل، التي تحتوي على مادة البوراكس، للتخلص من السموم وفقدان الوزن أو لتأثيرها المضاد للطفيليات.

إذا تناولت أنت أو أي شخص آخر مادة البوراكس، فاتصل فوراً بأقرب نقطة طبية أو مركز إسعاف