نصائح احترافية لشراء الأثاث العالي الجودة والحفاظ عليه

نصائح للتعامل مع الأثاث بطريقة أكثر اقتصادية غيتي إميدجيز

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

عندما تحتاج إلى شراء قطعة أثاث جديدة، فإن أول ما قد تفكّر فيه هو الذهاب إلى أحد متاجر إيكيا؛ لكن شراء الأثاث المستعمل هو خيار مستدام وأسعاره معقولة ويتمتّع بالعصرية. لن تقلل كمية الأثاث في مكبات النفايات بهذه الطريقة فحسب؛ بل ستوفر الموارد والطاقة المتطلبين لتصنيع الأثاث الجديد أيضاً. أُنتج نحو 12.1 مليون طن من نفايات الأثاث والمفروشات الصلبة من المدن في عام 2018.

قبل شراء الأثاث من متاجر المنتجات المستعملة أو المتاجر الخيرية، احرص على فحصه بحثاً عن التلف الهيكلي وتأكّد أنه قابل للإصلاح، وخذ في الاعتبار أي تعديلات مستقبلية قد ترغب في إجرائها. في النهاية، يجب عليك شراء القطع التي لن تضطر لاستبدال أخرى بها مباشرة.

التحقق من علامات التلف الهيكلي

أول ما عليك فعله عند شراء الأثاث المستعمل هو التحقق من وجود التلف. يجب عليك أن تتأكد أن أجزاءه المختلفة متماسكة وتؤدي وظائفها على نحو سليم، ويمكن أن تتحمل الوزن الذي ستتعرض له.

تقول مصممة الأثاث ومؤسسة استوديو مينو (MENO)؛ وهو استوديو متخصص بالتصميم وصالة عرض في مدينة دنفر، جيري هوبدي: “إن إجراء فحص شامل سيساعدك على ضمان ألا تشتري الأثاث الحسن المظهر ولكن الذي لا يخدم غرضه”. وتضيف: “إن الشعور بأنك مجبر على الاحتفاظ بقطعة ما على الرغم من أنك تريد التخلّص منها يؤدي إلى وضعها خارج المنزل ووصولها في النهاية إلى مكب النفايات”.

على سبيل المثال؛ إذا أردت شراء خزانة عادية أو خزانة ملابس، تحقق مما إذا كانت الأدراج جميعها تفتح على نحو سليم. تفحّص المقابض للتأكد من أنها ثابتة في مكانها. أما إذا أردت شراء الكراسي ذات الذراعين أو الأرائك، تأكّد من عدم وجود أرجل مفقودة أو نوابض مكسورة، وأن القطعة قادرة على تحمّل وزنك بسهولة. جرب الاستناد على الطاولات من جوانب مختلفة لتتأكّد من توازنها. عند شراء القطع المغطاة بالقماش مثل الأرائك والكراسي، افحص الزوايا المخفية ومرر بطاقة عبر التجاعيد الموجودة على السطح للتحقق من وجود بق الفِراش أو بيوضه.

إذا أُعجبت بقطعة ما ولكنها تعاني بعض المشكلات، قدّر ما إذا كانت الإصلاحات المطلوبة سهلة وغير مكلفة للغاية. يبدو التحقق من التلف بديهياً؛ ولكن تقول هوبدي إنه: “في بعض الأحيان، يمكن لجاذبية القطع الفريدة أو المواكبة للموضة أن تشتت الانتباه عن كيفية استخدامنا اليومي للقطعة”.

تحديد المواد التي صنع منها الأثاث

إن العناية السليمة بالأثاث تقي المواد من التلف المبكّر الناجم عن العوامل الجوية وتحافظ على السمات الجمالية؛ ما يتيح تناقل قطع الأثاث بين الأجيال لعقود من الزمن. إذا أردت أن تدوم قطع الأثاث المستعملة التي تريد شراءها، عليك أن تعرف ما المواد المصنوعة منها بالضبط. بخلاف ذلك، قد لا تعرف كيفية الاعتناء بها على نحو سليم؛ ما قد يقصّر عمرها.

على سبيل المثال؛ تجنّب استخدام المواد الكيميائية ذات التأثير الشديد مثل المنظفات التي تحتوي على الأمونيا على الخشب الرقائقي لأنها قد تتلف التشطيبات على نحو لا يمكن إصلاحه. عند تنظيف البقع على المفروشات المنجّدة التي تحتوي على الألياف الدقيقة، استخدم الكحول المحمّر بدلاً من الماء لتجنّب تشكّل العلامات المائية والبقع عند جفاف الماء.

وفقاً لهوبدي؛ يمثّل تحديد المواد التي صُنعت منها قطع الأثاث بدقة، أحد التحديات عند شراء هذه القطع لأنها لا تحتوي دائماً على وسوم تبيّن ماهية المواد المستخدمة مثل تلك التي نراها على الملابس. تقول هوبدي: “لا يحصل المستهلكون معظمهم على تفاصيل دقيقة متعلقة بالمواد في قطع الأثاث حتى عند شراء القطع الجديدة. لذلك؛ فإن العثور على تفاصيل حول مواد القطع المستعملة أصعب”.

اسأل بائع التجزئة أولاً عما إذا كانت لديه أي معلومات حول مواد قطع الأثاث التي تشتريها. يمكنك أيضاً البحث عن القطع على الإنترنت للعثور على المزيد من المعلومات حول المواد المصنوعة منها. يمكنك تمييز المواد الحقيقية عن المواد المقلدة من خلال فحص الأثاث عن كثب. وعلى عكس الجلد المقلّد أو المستخدَم للتنجيد، يتمتع الجلد الأصلي بعلامات جلدية طبيعية، ناهيك بأن سطحه ليس متجانساً ولا يتمتع بنمط موحّد تماماً. من ناحية أخرى، يتمتّع الخشب الصلب عادة بتفاصيل محفورة ونمط حبيبي متنوّع، وهي سمات غير موجودة في الخشب المصفّح أو الرقائقي.

تقول خبيرة استراتيجيات أبحاث التصميم التعاطفي وأستاذة التصميم الصناعي في جامعة إلينوي أوربانا-شامبين، دينا ماكدونا، إن شراء القطع التي تحتوي على المواد المتينة التي تعيش طويلاً؛ مثل الخشب الطبيعي والجلد، هو الخيار الأفضل إذا كنت تخطط لاستخدام قطع الأثاث لسنوات.

تقييم قابلية الإصلاح

إن قابلية الإصلاح هي سمة مهمة للغاية للأثاث، سواءً كانت القطع قديمة أو مصنعة حديثاً. إذا كان إصلاح قطعة الأثاث سهلاً، يعني ذلك أنك لن تضطر إلى التخلص منها حتى لو انكسرت.

تقول هوبدي: “الطريقة الأكثر كفاءة لتقليل كمية النفايات في قطاع الأثاث هي صنع المزيد من المنتجات الدائرية وإعادة استخدام الأثاث لتجنّب إرسال القطع الكاملة إلى مكبات النفايات. كلما ازدادت قابلية قطعة ما للإصلاح، يزداد احتمال إصلاحها ويقل احتمال تحولها إلى نفايات”.

لتقييم ما إذا كانت قطعة من الأثاث قابلة للإصلاح، تحقّق من المواد المصنوعة منها والتشطيبات والأقمشة ومكوناتها المختلفة. تقول هوبدي إننا لا نبدي اهتماماً عادة بالأدوات والجهد والمواد المتخصصة اللازمة لإصلاح الأثاث. الخشب الصلب والجلد الطبيعي قابلان للإصلاح عادة.

من ناحية أخرى، الجلد الاصطناعي ليس قابلاً للإصلاح بدرجة عالية، وحلول المشكلات مثل التقشير والتشقق لا تدوم عادة. ويمكن إصلاح القطع المصنوعة من نخيل الرتان التي تعرضت للكسر؛ ولكن العملية قد تتطلب الجهد أو خبرة المتخصصين. قد يكون إصلاح مقابض الخزائن القديمة أو استبدال أخرى بها صعباً؛ لذا عليك أن تتحقق منها بحذر وتحدد ما إذا كان بإمكانك العثور على مقبض يتوافق مع فتحات المسامير في القطعة بسهولة نسبياً.

تكوين رؤية واضحة

بصرف النظر عن التحقق من جودة المواد وتصنيع الأثاث المستعمل، يجب أن تفكر أيضاً في ملاءمة قطع الأثاث لمنزلك.

إذا لفتت انتباهك قطعة أثاث ولكنك غير متأكد من مدى ملاءمتها لمساحة ما في منزلك أو ما إذا كانت ستؤدي وظيفية حقيقية بالفعل، قد يكون الخيار الأفضل هو الامتناع عن شرائها. اشترِ الأثاث بطريقة هادفة لتضمن ألا تضطر إلى التخلّص من القطع المستعملة التي تريد شراءها، أو القطع الموجودة في منزلك بالفعل، دون داعٍ.

تقول ماكدونا إنه يجب عليك أيضاً أخذ الأحداث المتوقعة في الاعتبار؛ مثل ما إذا كنت تخطط لتبنّي حيوان أليف أو إنجاب طفل، أو إذا كنت على وشك الانتقال من منزلك. ستساعدك هذه العوامل على تحديد ما إذا كانت قطعة الأثاث مناسبة لنمط حياتك. وإذا كانت مناسبة، على الأرجح أن تستخدمها لفترة طويلة.

تقول ماكدونا: “سيخدمك الأثاث على نحو أفضل إذا اعتنيت به بالطريقة الملائمة. يجب عليك التعامل مع قطع الأثاث دائماً على أنها جزء من عائلتك، ففي النهاية، أنت تستخدم هذه القطع على نحو دائم”.