على أمل فعل ما هو مفيد للجسم، نميل دائماً إلى اختيار كل ما هو طبيعي، بما في ذلك حجر الشبة، والذي غالباً ما يشار إليه بالخيار الطبيعي "الخالي من الألمنيوم". فهل هذا صحيح فعلاً؟ وهل من الآمن استخدام الشبة كمزيل لرائحة العرق؟
ما هي الشبة؟
الشبة هي ملح معدني يتواجد في شكل حجر بلوري شبيه بالكريستال. يتألف من مادة واحد هي شب البوتاسيوم، والمعروفة أيضاً بمسمى كبريتات الألمنيوم بوتاسيوم. انتشر استخدامه كمزيل للتعرق منذ مئات السنين. واليوم، يدخل كمستخلص في تصنيع العديد من مزيلات التعرق، وتُعرف بمزيلات العرق الكريستالية المعطرة.
تتوافر إما على شكل حجر، أو رول أو بخاخ، أو حتى في شكل هلام. وبشكل عام، تتمتع الشبة ببعض الخصائص التي تعتمد عليها الشركات المصنّعة لمنتجات العناية الشخصية مثل:
- مادة قابضة: أي تسبب تقلص الشعيرات الدموية في منطقة التطبيق وتقلص المسام.
- خواص مضادة للبكتيريا: حيث أثبت الباحثون عبد الكريم الزمر وأحمد محرم ونهلة العيسى، في بحث أجروه في جامعة ذمار اليمنية ونشرته المجلة الدوائية الدولية الحالية (International Current Pharmaceutical Journal)، أنه يمكن لشب البوتاسيوم منع نمو العديد من سلالات البكتيرية الشائعة، بما في ذلك المكورات العنقودية (Staphylococcus) والعقدية (Streptobacillus)، ما يجعله مادة حافظة طبيعية تطيل العمر الافتراضي لمنتجات التجميل التي يدخل بتكوينها.
- مضادة للتعرق: عن طريق تقليص قنوات التعرق، وتقليل البكتيريا المسببة لرائحة العرق.
- تعزيز استجابة الجهاز المناعي: وفقاً للدراسة المنشورة في دورية ظهور الميكروبات والالتهابات (Emerging Microbes & Infections).
اقرأ أيضاً: 17 طريقة لمنع صدور رائحة العرق الكريهة في الصيف
هل للشبة مخاطر صحية؟
يعود الشك في بعض المخاطر المحتملة لشبة البوتاسيوم الطبيعية، لاحتوائه على الألمنيوم في تكوينه. كما قد تحتوي مزيلات العرق الكريستالية المصنعة على مادة البارابين الحافظة في تكوينها. يمكن لكل من الألمنيوم والبارابين أن يسبب بعض المشكلات الصحية.
المخاطر الصحية للألمنيوم
يدخل الألمنيوم في تصنيع المواد المضادة للتعرق، ويعمل على سد المسام ومنع الجسم من التعرق، بالإضافة إلى قدرته على تثبيط بكتيريا الجسم التي تتغذى على العرق وتنتج الروائح الكريهة، ويتواجد بأحد الأشكال التالية:
- كلوروهيدرات الألمنيوم.
- ألمنيوم زركونيوم رباعي كلورو هيدروكسيد.
- زركونيوم الألمنيوم.
يسبب الألمنيوم مشكلتين صحيتين رئيسيتين:
تأثير الألمنيوم في الإصابة بألزهايمر
وضح البرفسور كيث فارغو (Keith Fargo)، وهو مدير البرامج العلمية والتوعية في جمعية ألزهايمر (Alzheimer’s Association)، أن الألمنيوم كان أحد المشتبه بهم الأساسين في مرض ألزهايمر التنكسي العصبي، منذ ستينيات القرن الماضي. وتصاعد هذا القلق بعد الدراسة التي أجريت عام 1985، ونُشرت في دورية آفاق الصحة البيئية (Environmental Health Perspectives)، حيث رصد الباحثون مستويات عالية من الألمنيوم في أدمغة مرضى ألزهايمر المشاركون في الدراسة.
أدت هذه النتائج إلى الشك والقلق بالمصادر اليومية للألمنيوم، من أواني ومقالي وعلب مشروبات، بالإضافة إلى مضادات التعرق.
ومع ذلك، أشار الباحثون في مركز ألزهايمر، إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد صلة مباشرة بين المرض والألمنيوم.
اقرأ أيضاً: دليل مبسّط لتصبح رائحتك منعشةً وجميلةً طوال الوقت
تأثير الألمنيوم في سرطان الثدي
ارتبط الألمنيوم مع مخاوف من الإصابة بسرطان الثدي، لعدة أسباب منها:
- قرب الإبطين من الثديين، حيث أشارت دراسة نُشرت في مجلة الكيمياء الحيوية غير العضوية (Journal of Inorganic Biochemistry)، إلى أن معظم سرطانات الثدي تتطور في الربع الخارجي العلوي من الثدي، وهو القسم الأقرب من الإبطين، حيث نطبق مضادات التعرق.
- إمكانية امتصاص الألمنيوم من قبل الجلد، أو دخوله من خلال الجروح التي تسببها شفرات الحلاقة إلى الغدد الليمفاوية، ثم انتقاله إلى الثديين.
- سد الألمنيوم لقنوات العرق، بما لا يسمح للجسم أن يتخلص من المواد المسرطنة مع العرق.
- تغيير مركبات الألمنيوم للطريقة التي تنقسم بها خلايا الثدي، حتى عند التراكيز المنخفضة، وفقاً للبحث المنشور في المجلة الدولية للسرطان (International Journal of Cancer).
المخاطر الصحية للبارابين
البارابين هو مادة حافظة تمنع نمو الفطريات والبكتيريا والخميرة على مزيلات ومضادات التعرق، وتشير جمعية السرطان الأميركية (American Cancer Society) إلى ارتباط بعض المخاوف بقدرة البارابين بالتسبب بسرطان الثدي. وفقاً للجمعية يمكن للبارابين اختراق الجلد، والتصرف في الجسم كهرمون الأستروجين الأنثوي، وهو هرمون طبيعي يحفز نمو خلايا الثدي الطبيعية والسرطانية، حيث إن التعرض الطويل للأستروجين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن لم تتمكن الدراسات من إثبات ذلك حتى الآن.
الآثار الجانبية للشبة
في حالات خاصة قد يكون للشبة بعض الآثار السلبية، ومنها:
- التسمم: قد يؤدي تناول الشبة إلى ظهور أعراض التسمم، متضمنة الغثيان والإقياء واضطراب المعدة؛ إلا أنها غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها مع الأكل والشرب. لكن إذا كان الشخص الذي تناول الشبة يعاني من ضعف في وظائف الكلى فلا بدّ من طلب المساعدة.
- التهيج: قد تنتج عن ملامسة الشبة للعين أو الجلد التهيج والحساسية. وفي حالات خاصة قد تسبب:
- تنميل.
- جفاف.
- حكة.
- الاحمرار.
- الحساسية المفرطة: وهي رد فعل تحسسي مهدد للحياة تتطور أعراضه بشكل مفاجئ وسريع لدى بعض الأفراد. وتشمل أعراضه:
- قشعريرة.
- انتفاخ الوجه أو الفم.
- تنفس سريع.
- صعوبة التنفس.
- تسارع ضربات القلب.
- دوار.
- التقيؤ.
- شفاه زرقاء أو بيضاء.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
إذاً، الشبة مكون آمن للاستخدام كمزيل للتعرق لمعظم الأشخاص، لكنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية لدى من يعاني من حالات صحية معينة، لذا يفضل الأخذ بمشورة طبيب مختص.