العمل من أماكن مختلفة له عدد من المزايا؛ إذ إنه يتيح لك اكتشاف الأماكن الجديدة ولقاء أشخاص جدد والتخلص من رتابة المكتب الذي اعتدت عليه. لكن يجب عليك أن تأخذ اعتبارات الأمان في الحسبان عندما تعمل في مكان مختلف عن منزلك أو مكتبك.
نشر موقع تك رادار (TechRadar) تقريراً عن دراسة جديدة أجرتها شركة بيوند آيدنتيتي (Beyond Identity) توصل فيها الباحثون إلى أن 18% من العاملين عن بُعد سرقت بياناتهم في مساحة عمل مشتركة. على الرغم من أننا نرغب في أن يكون الأشخاص حولنا في المقاهي أو المكتبات صادقين، فإن الحقيقة هي أنه يجب توخي الحذر عندما يتعلق الأمر بالعمل في الأماكن العامة.
مع ذلك، يمكنك التمتّع بميزات العمل عن بُعد دون قلق بشأن سرقة بياناتك في الوقت نفسه، وذلك من خلال تقليل احتمال أن يراقب أي أحد نشاطك.
اقرأ أيضاً: كيف تنقل بياناتك جميعها من متصفح جوجل كروم إلى متصفح آخر؟
تفقّد شبكة واي فاي
في الحالة المثالية، إذا احتجت إلى الوصول إلى الإنترنت في أثناء التنقل من مكان لآخر، يجب أن تشغّل نقطة اتصال واي فاي من هاتفك. يعني ذلك أنك لا تشارك الشبكة مع أي شخص، وهو خيار أكثر أماناً بطبيعته. مع ذلك، قد لا يكون لديك اشتراك البيانات المناسب، وقد لا تكون الإشارة قوية بما يكفي.
إذا كنت بحاجة إلى استخدام شبكة واي فاي عامة، فاحرص على اختيار الشبكة الصحيحة؛ أي الشبكة التي يعلن عنها المكان الذي توجد فيه وليس الشبكة التي أعدّها أي شخص آخر في المكان نفسه. إذا لم تتأكد من الشبكة الصحيحة، يمكنك أن تسأل أحد العاملين في المكان. قد تكون هناك أيضاً لافتة معلّقة تحتوي على اسم الشبكة الخاصة بالمكان وكلمة مرورها.
احذر من الإفصاح عن كمية من المعلومات أكبر من اللازم عند الاتصال بشبكات واي فاي العامة، على الرغم من أن هذا قد يكون مستحيلاً. إذا اضطررت لتقديم بعض التفاصيل (مثل عنوان البريد الإلكتروني) للاتصال بالشبكة، فاحرص على ملء الحقول الإلزامية فقط وتذكّر أنه يمكنك إنشاء عناوين بريد إلكتروني للاستخدام المؤقت.
احرص على حماية بياناتك
الاتصال بشبكة واي فاي يستطيع الآخرون الوصول إليها أخطر من استخدام شبكة منزلية أو في المكتب بطبيعته؛ إذ إنك لن تعرف من الذي أعدّ الشبكة أو الأشخاص المتصلين بها. إذا اضطررت للاتصال بشبكة واي فاي عامة، فتجنّب تسجيل الدخول إلى أي حسابات مهمة أو حساسة بصورة خاصة، مثل حسابات الصيرفة عبر الإنترنت.
الخيار الأفضل هو تشغيل شبكة افتراضية خاصة (في بي إن) على جهاز الكمبيوتر المحمول. تمثّل هذه الشبكات الافتراضية الخاصة وسيلة حماية إضافية لنشاطك على الإنترنت، ما يجعل مراقبة ما تفعله صعباً بالنسبة لأي شخص آخر متصل بالشبكة نفسها أو للأشخاص الذين أعدّوا الشبكة أو الذين يديرونها.
إن لم تتمكن من استخدام شبكة افتراضية خاصة، فاحرص على استخدام النسخة الأحدث من المتصفح ونظام تشغيل الكمبيوتر وتجنّب الاتصال بالمواقع التي لا تحتوي على مصادقة بروتوكول نقل النص التشعبي المحمي (HTTPS)، ويفترض أن يُعرض لك تحذير إن لم تكن هذه المصادقة موجودة. استخدام شبكة افتراضية خاصة هو الخيار الأفضل، ولكن زُوّدت الأنظمة مثل ويندوز وماك أو إس ومتصفحات الويب الحديثة بالكثير من أدوات الحماية المدمجة أيضاً، ويصح ذلك ما دمت تستخدم أحدث الإصدارات منها.
اقرأ أيضاً: كيف تكشف المواقع التي شاركت بياناتك مع منصة إنستغرام؟
افترض أنك تحت المراقبة
قد يبدو الناس من حولك أبرياء تماماً، لكنك لست متأكداً من ذلك، أليس كذلك؟ افترض دائماً أن هناك شخصاً ما يراقبك عندما تعمل في مكان عام، ما يعني أنه عليك توخي الحذر بصورة خاصة عند كتابة كلمات المرور أو العناوين أو أرقام بطاقات الائتمان. يجب عليك أيضاً توخي الحذر فيما يتعلق بالتفاصيل التي تكشفها عن نفسك أو عن الشركة التي تعمل فيها في رسائل البريد الإلكتروني ومكالمات الفيديو.
كما يجب عليك ألا تترك جهاز الكمبيوتر المحمول دون مراقبة، ولكن إذا ابتعدت عنه، فاقفل حساب المستخدم بطريقة تجبرك على استخدام كلمة مرور للدخول إليه مجدداً. يمكنك استخدام اختصار "Win+L" في أجهزة ويندوز، واختصار "Cmd+Q" في أجهزة ماك أو إس لقفل الجهاز. بذلك، لن يتمكن أي شخص آخر من الدخول إلى الجهاز إذا فُقد أو سُرق.
اقرأ أيضاً: بعيداً عن أعين المتطفلين: 4 وسائل تحافظ على خصوصية سجلّ البحث عبر الإنترنت
تبقى قواعد الأمان المعتادة جميعها سارية أيضاً؛ إذ عليك أن تفعّل المصادقة الثنائية على الحسابات جميعها التي تكون هذه الميزة متاحة فيها، كما يجب أن تنتبه لأي نشاط مشبوه في الحساب وتتأكد من أنك تستخدم كلمات مرور فريدة وقوية لكل عملية من عمليات تسجيل الدخول (قد يناسبك أيضاً استخدام برنامج لإدارة كلمات المرور).