لا بد أن ينتهي عمر القرص الصلب لديك وينهار في يومٍ من الأيام، بغض النظر عن مدى حرصك على استخدام جهاز الكمبيوتر بشكلٍ آمن. فقد تقوم بتوصيل القرص الصلب الخارجي القديم بجهاز الكمبيوتر في أحد الأمسيات، لتفاجئك رسالة تخبرك بخطأ ما أو فقدٍ للبيانات، وفي أسوأ السيناريوهات، لن يظهر شيء على الإطلاق.
ولكن لنفترض أنك محظوظ، وقمت باتخاذ احتياطاتك مسبقاً، ولن تفقد أي بياناتٍ ذات أهمية لأنك قمت بعمل نسخةٍ احتياطية منها، أو لأنك قادر على استعادتها من القرص المتهالك قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. في الواقع، من الصعب معرفة مدى تدهور حالة القرص الصلب، وما إذا كان على وشك الانهيار الكامل، أو يمكنك تسجيل بياناتك عليه واستخدامه بشكلٍ آمنٍ لبعض الوقت.
الفرق بين تلف البيانات وفشل القرص الصلب
يقول «مايكل كوب»، مدير قسم الهندسة في شركة «درايفسيفرز داتا ريكوفري» التقنية: «99% من المشكلات التي تحدث لمحركات الأقراص الصلب تعود لأسبابٍ خارجية تتسبب في تلف البيانات. وفي هذه الحالة، تبقى حالة القرص الصلب جيدة، لكن البيانات تتعرض للتلف بطريقةٍ ما. ربما تتلف البيانات بسبب انقطاع التيار الكهربائي فجأةً أثناء قيام جهاز الكمبيوتر بالكتابة على القرص، أو بسبب نزع كيبل القرص المتصل بالكمبيوتر قبل الانتهاء من عمليةٍ ما كانت تتم عليه. تحدث تلك الأمور في معظم الأوقات.
ويمكن أن تتسبب هذه الأخطاء بمشاكل أكبر، كأن تظهر لك رسالة عند وصل القرص بالحاسب تفيد بأن عليك تهيئته كي تتمكن من استخدامه. ويحدث هذا التلف عادة في سجل أو قطاع الإقلاع الرئيسي، والذي يخبر الكمبيوتر بنظام الملفات الموجود على القرص. في هذه الحالة، قد تبقى بياناتك سليمة، ولكن جهاز الكمبيوتر لا يعرف أين هي على القرص، لذلك يعتقد أن محرك الأقراص فارغ ويجب إعادة تهيئته (عمل فورمات له) لاستخدامه.
عندما يحدث ذلك، من المرجح أن محرك الأقراص لم ينهار. ربما تسببت بعض المشاكل الخارجية ببساطة في حدوث مشكلة في البيانات، ويمكن استخدام محرك الأقراص مجدداً بمجرد معالجة هذه المشكلة.
إذا كان محرك الأقراص لديك يعاني من مشكلةٍ على مستوى مكوناته المادية، فإن الأمور تصبح أسوأ وأكثر خطورة. يقول كوب: «من الصعب إلى حدٍ ما تحديد أعراض هذه المشاكل، ولكنها موجودة. على سبيل المثال، قد لا تنجح محاولة تهيئة القرص من أول مرة، أو ربما يصدر محرك الأقراص أصوات أزيز وطحن، مما يشير إلى مشكلةٍ مادية في رأس القراءة. وحتى محركات الأقراص الحديثة من نوع «SSD»، رغم أنها تدوم لفترةٍ أطول من مثيلاتها الميكانيكية «HDD»، يمكن أن تواجه عطلاً في مكوناتها المادية».
إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان محرك الأقراص قد تعرض لعطلٍ أساسي، أو أنه في طريقه إلى الانهيار التام، فتحقق من حالة «S.M.A.R.T.»، وهي خاصية مدمجة في الأقراص الصلبة تنبئك بوجود أخطاء فيها. حيث يمكنك القيام بذلك من خلال استخدام الأدوات المساعدة المضمنة في جهاز الكمبيوتر، ولكن من الأسهل استخدام برامج مثل «كريستال ديسك إنفو» بالنسبة لويندوز أو برنامج «درايف دي إكس» على نظام ماكنتوش، حيث توفر تقريراً واضحاً وسهل القراءة عن حالة القرص الصلب. إذا ظهر في تقرير حالة القرص أن هناك بعض القطاعات التالفة، فقد حان الوقت لشراء واحدٍ جديد.
قد يستمر محرك الأقراص في العمل لسنوات، ولكنه قد يفشل أيضاً عندما لا تتوقع ذلك أحياناً. في الواقع، قد لا تصبح مشكلة القطاعات التالفة مشكلةً جدية إلى أن يمتلئ القرص بالبيانات، لذلك، وكي تكون في الجانب الآمن وتتجنب المخاطرة بفقدان بياناتك، فلا تراهن كثيراً واستبدل محرك الأقراص في أقرب وقت.
إذا أظهر تقرير «S.M.A.R.T» أن حالة القرص جيدة ولكن ما زالت هناك بعض المشاكل، تفحّص الأسباب الأخرى التي قد تقف وراءها. إذا كان محرّك الأقراص خارجياً، جرب استبدال وصلة «يو إس بي»، أو قم بإدخال كبل التوصيل في منفذ «يو إس بي» آخر، إذ أن المحولات الموجودة في الأقراص الخارجية أكثر عرضة للفشل من محرك الأقراص نفسه. إذا نجح ذلك بحلّ المشكلة، فأنت بأمان ويمكنك متابعة استخدام القرص الخارجي.
ماذا تفعل إذا فقدت البيانات؟
ولكن كن حذراً. إذا أظهر التقرير فقدان بياناتٍ مهمة ولم يكن لديك نسخة احتياطية منها، فتوقف عن استخدام محرك الأقراص على الفور. إذ أن كتابة بيانات جديدة على القرص قد تؤدي إلى استبدال البيانات التي فقدتها، وبالتالي لن تتمكن من استعادتها عند محاولتك ذلك لاحقاً.
يمكنك استخدام بعض البرامج المخصصة لاستعادة الملفات المفقودة، مثل «ريكوفا»، أو «ليزسوفت ماك داتا ريكوفري»، «ديسك دريل» طالما ما زلت قادراً على نقل ملفاتك إلى قرصٍ آخر، فأنت على الأرجح في الجانب الآمن، ويجب أن لا تحاول إصلاح التلف إلا بعد الانتهاء من نقل بياناتك أو استعادتها. بمجرد الانتهاء من ذلك، يمكنك محاولة إصلاح محرك الأقراص باستخدام أدوات فحص الأخطاء المضمنة في ويندوز، أو من خلال أدواتٍ خارجية مثل أداة «ديسك تول»، وإلا فقد تمحو بياناتك كلها من غير قصد.
إذا لم تتمكن من استعادة بياناتك باستخدام البرنامج التي ذكرناها آنفاً، وكانت ملفاتك على درجةٍ كبيرة من الأهمية، فقد حان الوقت للتوجه إلى شركةٍ متخصصة في استعادة البيانات مثل «درايف سيفرز». تقوم الشركة بفحص القرص مجاناً، ولكن إذا أردت استعادة بياناتك، فقد يكلفك ذلك بين 100 إلى 2000 دولار حسب نوع محرك الأقراص، ومدى تلفه.
بمجرد استعادة بياناتك، وبعد ذلك فقط، يمكنك محاولة إصلاح التلف أو مسح محرك الأقراص والبدء من جديد.
ابدأ بنسخ بياناتك احتياطياً
يقول كوب: «بغض النظر عما قد يحدث، فمن الأفضل افتراض حدوث الأسوأ دائماً. سينهار محرك الأقراص لديك يوماً ما، وحتى لو حالفك الحظ حينها وتمكنت من إنقاذ بياناتك، فمن الأفضل أن يكون لديك خطة طوارئ في مثل هذه الحالات. عليك بالنسخ الاحتياطي دائماً وأبداً؛ إذا كانت بياناتك على درجةٍ عالية من الأهمية، فابحث عن طريقةٍ لعمل نسخةٍ احتياطية منها على قرص آخر أو حتى على المخدمات السحابية. كلما زاد عدد الأماكن التي تخزن بياناتك عليها، كان ذلك أفضل».
يمكن استخدام الأدوات المضمنة المجانية في نظام التشغيل لديك لعمل نسخةٍ احتياطية من بياناتك على قرصٍ آخر بسهولة، مثل أداة «فايل هيستوري» على نظام ويندوز، أو أداة «تايم ماشين» على نظام ماك. وهي كما ذكرنا مجانية وسهلة الاستخدام، كل ما تحتاجه في هذه الحالة هو محرك أقراصٍ خارجي. كما سيكون استخدام نظام التخزين الشبكي «ناس» أفضل في هذه الحالة، لأنه يسمح للكمبيوتر بعمل نسخةٍ احتياطية من البيانات دون الحاجة لمحرك أقراصٍ خارجي مراراً وتكراراً.
بالنسبة لعمل نسخةٍ احتياطية من البيانات على المخدمات السحابية، يوصي كوب باستخدام برنامج «باك بلاز»، وهو برنامج بسيط للغاية يقوم بتخزين بياناتك تلقائياً عبر الإنترنت وستبقى بأمان، وبإمكانك الوصول إليها في أي وقت ومكان. لكن هذه الخدمة تتطلب اشتراكاً شهرياً يبلغ 6 دولارات، لكنها تستحق ذلك بالفعل. بالنسبة إلى عائلتي، كنت أعتبر هذه النفقات غير قابلةٍ للتفاوض، لأن أشياء معينة (مثل صور أطفالي) لا يمكن تعويضها أبداً إذا فشل محرك الأقراص الصلب.
مهما كان ما اخترت أن تفعله، قم به الآن. لا يستغرق الأمر سوى بضع دقائق، وكلما أجلت ذلك، كانت بياناتك معرضة للخطر أكثر.
اقرأ أيضاً: دليلك للتخلص من أصوات الضوضاء الناتجة من أجهزة الكمبيوتر
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً