وحدات التخزين والذاكرة جزءان مهمان من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة الأخرى. يخلط الكثيرون بين هذين المفهومين غالباً، وعلى الرغم من أنهما يبدوان متشابهين ويقاسان بالواحدة نفسها (الغيغابايت) غالباً، فإنهما يعبّران عن مكوّنين مختلفين. يشير تعبير وحدات التخزين في الكمبيوتر إلى محرك الأقراص الصلبة أو وسيط التخزين ذو الحالة الثابتة أو الذاكرة الوميضية، حيث يخزّن الكمبيوتر المعلومات على المدى الطويل. بينما الذاكرة، أو ذاكرة الوصول العشوائي، هي وحدة التخزين القصير المدى التي تؤدي دوراً مهماً في الأداء العالي السرعة.
لذلك، إذا كنت تخطط لشراء هاتف آيفون جديد في سبتمبر/ أيلول المقبل، أو كمبيوتر جديد في أي وقت، إليك كيفية التمييز بين وحدات الذاكرة والتخزين.
اقرأ أيضاً: 10 أشياء عليك القيام بها قبل بيع هاتفك الذكي
ما هي الذاكرة؟
وحدة الذاكرة، أو ذاكرة الوصول العشوائي، هي الموقع الذي يحتفظ فيه جهاز الكمبيوتر بالمعلومات التي يستخدمها حالياً. صُممت هذه الذاكرة لتتيح للمعالج، أو وحدة المعالجة المركزية، إمكانية الوصول شبه الفوري إلى المعلومات الموجودة فيها جميعها، بغض النظر عن مكان تخزينها الفعلي.
ذاكرة الوصول العشوائي هي أحد المكونات المهمة التي تجعل الكمبيوتر أو الهاتف الذكي يعمل بسرعة. إذا كنت تتصفح الويب أو تعدّل صورة أو تنشئ مستنداً على برنامج وورد (Word)، فأنت تُخزّن البيانات التي تستخدمها جميعها في ذاكرة الوصول العشوائي حتى تتمكن وحدة المعالجة المركزية من الوصول إليها بسرعة عندما تحتاج إليها. إذا احتوى الكمبيوتر الذي تستخدمه على ذاكرة وصول عشوائي سريعة وكبيرة، فسيتمتّع بالقدرة على استخدام الكثير من البيانات بسرعة، ما سيساعدك على التبديل بين المهام المختلفة بسرعة. إذا لم يحتوِ جهازك على ذاكرة وصول عشوائي كافية، فسيضطر إلى أخذ المعلومات من محركات أقراص التخزين التي تكون أبطأ.
تُقاس ذاكرة الوصول العشوائي عادة بالغيغابايت. بثبات المتغيرات الأخرى، يكون الجهاز الذي يحتوي على ذاكرة الوصول العشوائي الأكثر سعة أفضل عموماً، وذلك لأن كمية المعلومات التي يمكن الوصول إليها بسرعة تكون أكبر. إذا أصبح الكمبيوتر بطيئاً في إجراء العمليات بسبب فتح عدد كبير جداً من علامات التبويب في متصفح جوجل كروم (Google Chrome) مثلاً، أو خلال تعديل مقطع فيديو كبير، فسبب ذلك على الأرجح هو أنك استهلكت الحد الأقصى من الذاكرة المتاحة.
لكن الوضع يختلف قليلاً في حالة الهواتف الذكية. يمكن أن تحتوي أحدث الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد على ذاكرة الوصول العشوائي (رام) التي تصل سعتها إلى 12 غيغابايت، وعلى الرغم من أن شركة آبل لا تصرح بسعة ذاكرة الوصول العشوائي في أجهزة آيفون، فإن أحدث الطرازات تحتوي جميعها على ذاكرة بسعة 6 غيغابايت. لا يعني هذا بالضرورة أن الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد أفضل من أجهزة آيفون؛ إذ إن أنظمة التشغيل التي تعمل وفقها محسّنة بطريقة مختلفة لا أكثر. تكون أجهزة بيكسل 7 برو من شركة جوجل التي تحتوي على ذاكرة بسعة 12 غيغابايت أسرع غالباً من أجهزة أندرويد البسيطة التي تتمتع بذاكرة سعتها 4 غيغابايت، ولكنها ليست أسرع من هاتف آيفون 14 بالضرورة.
يتمثّل أحد الاختلافات الرئيسية بين الذاكرة وسعة التخزين في أن ذاكرة الوصول العشوائي غير مستقرّة إذا إنها قادرة على تخزين المعلومات في أثناء تشغيل الكمبيوتر (أو في وضع السكون) فقط. إذا أوقفت تشغيل الكمبيوتر أو الهاتف الذكي بالكامل، ستُحذف المعلومات الموجودة في ذاكرة الوصول العشوائي جميعها في تلك اللحظة.
اقرأ أيضاً: 4 تعديلات خفيّة لتسريع نظام ويندوز
ما هي وحدات التخزين؟
وحدات التخزين هي المواقع التي يُخزّن فيها الكمبيوتر أو الهاتف الذكي المعلومات على نحو دائم. ووحدات التخزين مستقرّة. لذلك، ستبقى المعلومات مخزّنة فيها بأمان حتى عند إيقاف تشغيل الجهاز. هذه الوحدات هي التي تمكّنك من الاحتفاظ بالصور والموسيقى والرسائل النصية على هاتفك الذكي بطريقة تجعلها قابلة للاستخدام دائماً.
تحتوي الهواتف الذكية وأغلبية أجهزة الكمبيوتر على وسائط التخزين ذات الحالة الثابتة (إس إس دي)، بينما قد يحتوي بعض أجهزة الكمبيوتر الأقدم على محركات الأقراص الصلبة (HDD). تُخزّن وسائط التخزين (SSD) المعلومات باستخدام الترانزستورات التي يمكنها الاحتفاظ بالشحنات الكهربائية حتى عند إيقاف تشغيلها، بينما تحتوي محركات الأقراص الثابتة (HDD) على قرص ماديّ تُخزَّن المعلومات فيه. عموماً، وسائط التخزين ذات الحالة الثابتة أسرع من محركات الأقراص الصلبة لأنها لا تحتوي على أي أجزاء متحرّكة. إذا كنت تستخدم جهاز كمبيوتر يحتوي على محرك أقراص صلبة، فإن تزويده بوسيط التخزين ذي الحالة الثابتة يمكن أن يحسّن أداءه فورياً.
تُقاس سعة التخزين بالغيغابايت أو حتى التيرابايت (ويساوي 1 تيرابايت ألف غيغابايت).
اقرأ أيضاً: 7 مهام مفيدة يستطيع هاتفك إنجازها بشكل آليّ
على الرغم من أن سعة تخزين الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لا تؤثر في أدائه بقدر تأثير ذاكرة الوصول العشوائي، فهي تعد مهمة. إذا أردت إنشاء مكتبة صور كبيرة أو حفظ عدد كبير من مقاطع الفيديو التي تريد مشاهدتها من دون الحاجة للاتصال بالإنترنت، أو حتى إذا أردت الاحتفاظ بالعديد من ألعاب الفيديو أو التطبيقات التي حمّلتها، ستحتاج إلى سعة تخزين كبيرة. بخلاف ذلك، ستضطر إلى حذف البيانات.
لذلك، إذا قلت من قبل إن هاتفك الذكي يحتوي على ذاكرة بسعة 64 غيغابايت، فقد ارتكبت خطأً شائعاً لا تُلام عليه. يحتوي هاتفك في الواقع على قرص صلب بسعة تخزين تساوي 64 غيغابايت، وعلى ذاكرة وصول عشوائي بسعة بعض الغيغابايتات. إذا كنت تخطط لشراء هاتف ذكي جديد هذا العام، تذكّر أنّ عليك اختيار سعة التخزين التي تناسبك.