تعد الكمامات طريقة فعالة وسهلة لحماية أنفسنا والآخرين من جائحة كوفيد-19، وارتدائها في الخارج هو أمر مهم جداً لمكافحة العدوى، ولكنها قد تؤثر على جمال وجهك؛ وذلك لأنها تلتصق بالبشرة.حسناً، لنتحدث عن «حبوب الوجه بسبب الكمامة».
تؤثر هذه الحالة الجلدية، والتي تنتج عن الجمع بين حبوب الوجه بسبب الكمامة، على الناس بكافة الأعمار وأنواع البشرة، سواء كانوا يعانون من المشاكل الجلدية في السابق أم لا، ولا يهم إن كنت ترتدي الكمامة لساعات متواصلة أو بضعة دقائق في اليوم، ظهور حبوب الوجه بسبب الكمامة ليس سبباً للامتناع عن ارتداء الكمامة عندما لا تكون بمعزل عن الآخرين، ولكنه قد يسبب عدم الراحة ويترك العلامات على بشرتك.
إن فهم كيفية تفادي وعلاج هذه المشكلة، والسيطرة على الظروف التي تزيدها، كالجو البارد، سيساعدك على حماية وجهك من أن يصبح تجسيداً لفوضى عام 2020.
حبوب الوجه بسبب الكمامة
تتشكل الحبوب عند انسداد المسام بخلايا الجلد الميتة أو الزيوت الطبيعية التي تنتجها البشرة، أو البكتيريا؛ مما يسبب الرؤوس السوداء، الحبوب ذات الرؤوس البيضاء، البثورات، توجد أنواع مختلفة من الحبوب، وتصنف تبعاً لسبب تفشيها، فقد تكون جينية، هرمونية، أو متعلقة بالتوتر، وتندرج حبوب الكمامة تحت نوع الحبوب الاحتكاكية، والتي تحدث نتيجة الاحتكاك والضغط.
تقول الأستاذة المساعدة في كلية الطب التابعة لجامعة ييل؛ الدكتورة مونا جوهارا: «ينتشر هذا النوع بين الرياضيين؛ لاعبي كرة القدم أو أي نوع من الرياضة التي تتطلب ارتداء الكمامات».
ينتج الجلد عادة الزيوت والخلايا الميتة، إلا أن الاحتكاك الدائم بين الكمامة وجلدك، يمنع التخلص من الإفرازات، بل إنه يلوث بها أنحاء وجهك ويملأ بها مسامك، وقد يثير الاحتكاك المستمر الجلد ويسبب الحساسية، خصيصاً في الجلد الجاف أو الحساس، وتزول نتيجة ذلك طبقة الزيوت الطبيعية التي تشكل حاجزاً لحماية الجلد، مما يجعله أكثر عرضة لانسداد المسام، والمناخ المحدد والاستوائي الذي تخلقه الكمامة، لا يساعد على حل المشكلة.
تقول جاهورا: «إن بيئة البلل، احتجاز الفضلات والعرق واللعاب والرطوبة، هو ما يشجع الحبوب على الانتشار، كما أن اجتماع هذه العوامل؛ وليس وجود أحدها فقط، هو ما يظهر حبوب الكمامة».
تجنب حبوب الوجه بسبب الكمامة
إن كنت قد عانيت من تفشيها من قبل، فأنت تعلم أن معالجتها تتطلب وقتاً وجهداً، أسهل طريقة لمحاربة حبوب الكمامة هي تفاديها.
اختر الكمامة المناسبة
القناع المناسب هو الذي يلائم وجهك، والذي يسمح غشاؤه لك ولجلدك بالتنفس، بينما يلتقط القطرات التي قد تحمل فيروس كوفيد-19.
تنصح جاهورا بالأقمشة الطبيعية المحاكة بكثافة، والقطن بنسبة 100% أو الحرير، لتفادي الحب، كما يساعد الأخير على منع تقشف الجلد الحساس.
لا توجد حتى الآن أية دراسات تدعم الافتراض القائل إن ارتداء الأقمشة الطبيعية له أي تأثير على ظهور بثور الكمامة، ولكن الدكتورة كارولين جايكوب، وهي مؤسسة ومديرة مركز شيكاغو للجراحة التجميلية والجلد، تقول إنها تفضل الخيار الآمن وتنصح كذلك بارتداء الأقنعة المصنوعة من هذا النوع من المواد.
تفادى الخيوط الصناعية لأنها لا تسمح بعبور الهواء كغيره، وفي حال كانت مطاطية، فإنها لن تكون بالفعالية الكافية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
اغسل كمامتك ووجهك
يجب أن تغسل يديك باستمرار وبشكل دقيق، وعليك اتباع ذلك بالنسبة لوجهك أيضاً، وذلك قبل وبعد ارتداء الكمامة، ولكن رجاء، لا تستعمل نفس نوع الصابون، لأن جلد اليدين أكثر سماكة وقوة من جلد الوجه، لذلك لا يجب أن تتعامل معهما بالطريقة نفسها، اختر نوعاً لطيفاً من المطهرات المرطبة لوجهك، واغسله بالماء الفاتر لكي تتخلص من جزيئات الأوساخ والزيوت الفائضة وخلايا الجلد الميت.
تذكر أن غسل وجهك بشكل متكرر قد يؤدي إلى إزالة طبقة الحماية الطبيعية الموجودة على الجلد، فإذا كنت تغسل وجنتيك مرة أو اثنتان في اليوم كجزء من روتين الاعتناء ببشرتك، تأكد من تطبيق مرطباً مناسباً لنوع بشرتك بعد الانتهاء، حيث تناسب الكريمات السميكة للبشرة الجافة، والمراهم الخفيفة المصنوعة من الجل للبشرة الدهنية.
ترطيب الجلد خلال الشتاء أمر مهم للغاية، وذلك لأن الجلد يصبح أكثر جفافاً وحساسية بسبب الهواء البارد والتدفئة بالأماكن المغلقة، إذا شعرت أن جلدك أصبح قاسياً بعد أن غسلته بلطف، فقد يكون استخدام نوعاً من كريم الوجه السميك بدلاً عن المرهم الاعتيادي، فكرة جيدة، وذلك لأن المستحضرات السميكة تساعد على استعادة الترطيب ومنع التقشف والحساسية.
ولكن غسيل وجهك لن ينفع إذا استمريت بارتداء قناع الوجه الوسخ نفسه مراراً وتكراراً، من المهم جداً أن تغسل قناع الوجه المخصص للاستخدام المتكرر باستخدام الصابون أو المعقم، بعد كل استخدام، ويمكنك غسله يدوياً أو في غسالة الملابس.
ويمكنك استخدام الأقنعة المخصصة لاستخدام واحد، مع أنها لا تعد صديقة للبيئة، فقد تكون الحل المناسب في حال عدم توفر سهولة الوصول إلى غسالة، أو المساحة الكافية لتعليق الأقنعة حتى تجف.
نصائح إضافية
يساهم الحفاظ على ترطيب وجهك في حمايته ضد الاحتكاك، إلا إن تطبيق عدة طبقات من المستحضرات على وجهك قد يسد المسام أيضاً، يمكنك اختيار مستحضراً يحتوي على 30 درجة أو أكثر من عامل الحماية من الشمس «SPF»؛ عوضاً عن وضع كريم أو مرهم للوجه تحت كريم الوقاية من الشمس؛ والذي نذكرك بأن عليك استخدامه يومياً، أو الاعتماد على بودرة الوقاية من الشمس، والتي تساعد في الحفاظ على الرطوبة دون أن تعيق المسام.
ولنفس الهدف، يفضل التخلي عن كل أنواع المساحيق التجميلية، وبالأخص التراكيب السائلة ذات التغطية العالية، لأن ذلك سيخفف احتمالية انسداد المسام، وإن كنت ترغب باستخدامها -أو مضطراً لذلك-، تنصح جايكوب بمستحضرات التجميل الأخف كالبودرة المضغوطة.
أخيراً، يمكنك أن تقلل كمية الفضلات التي تتجمع داخل القناع، عن طريق مساعدة خلايا جلدك على التجديد الطبيعي، أكدت جوهارا: «إن ذلك مفيد فقط عند اتباع الطريقة الصحيحة. فإن الفرك المفرط، وإزالة الحماية الطبيعية للجلد ليس فكرة صائبة».
توجد العديد من المستحضرات الكيميائية للتقشير، تتراوح مكوناتها من الأحماض الخفيفة الخاصة بالبشرة الحساسة إلى المركبات الأقوى، وأسهل طريقة لمعرفة ما يناسبك هو اختبارها بحسب ما هو مذكور على المنتج. وعليك التوقف عن استعمالها في حال ظهور أي نوع من الإزعاجات.
ومهما كان المستحضر الذي اخترته، عليك اتباع إرشادات الاستخدام بحذر، لأن إهمالها أو التقصير في الالتزام بها قد يتسبب في أضرار شديدة للبشرة، وعليك بالأخص عدم ترك المستحضر على البشرة لفترة أطول من المذكور، وعدم الاستخدام المفرط للمستحضر المناسب، فإن استخدامه أكثر من مرة أو اثنتان في الأسبوع لن يترك المجال للجلد حتى يجدد حاجز الحماية، مما يجعله معرضاً للمشاكل والحروق الكيميائية أيضاً.
محاربة حبوب الكمامة ومعرفة متى عليك طلب المساعدة
لقد مضى على بداية الجائحة أكثر من سنة، فعلى الأرجح أن تكون قد عانيت من حبوب الكمامة، والقاعدة الأولى بالنسبة لكل أنواع الحب هي: ممنوع الفقع أو التخريش، لأن ذلك يزيد الأمر سوءاً، وقد يترك علامات على الجلد.
إن ظهرت لديك حبة، ألق نظرة عن كثب على جلدك لتعرف تحت أي نوع تندرج، يمكنك علاج العيوب الطبيعية مثل الرؤوس السوداء أو البيضاء والبثرات بالمنتجات الطبية.
تقول سارة جايكوب: «عليك استخدام أدوية مثل بيروكسيد البنزويل والريتينولات أو الرتينويدات، لتقليل التأجج»، وتنصح بالمطهرات الحاوية على حامض الساليسيليك للبشرة الدهنية، مع العلم أنها قد تكون قوية للغاية على البشرة الجافة أو الحساسة، وتقول أنه إذا كان ذلك هو نوع جلدك، جرب استخدام غسول بحمض ألفا هيدروكسيدي «AHA» مع الريتينول.
تذكر عند استعمال مستحضراتك أن تتبع إرشادات الاستعمال بدقة وأن تتوقف في حال تفشي الإصابة أو الشعور بالانزعاج.
تقول جوهارا: «إن كنت تعاني من الحبوب الكيسية؛ وهي الكتل المؤلمة تحت الجلد، عليك استشارة أحد الأخصائيين»، ومن السهل الحصول على المساعدة الآن، فالكثير من أطباء الجلد يعاينون المرضى الآن عبر مكالمات الفيديو.
كما تنصح بالصبر، مهما كان النوع الذي تعاني من تفشيه، أو العلاج الذي تتبعه، يتطلب الجلد 28 يوماً ليتجدد من الطبقة السفلى وحتى الأعلى، وبعض أدوية الحبوب تتطلب وقتاً أطول من ذلك لتعطي نتائجاً واضحة، وتقول إن الالتزام بالعلاج والوقاية على حد سواء، هو المفتاح.
أما جايكوب فهي متشددة أكثر: «تتطلب العلاجات 2-3 أشهر حتى تبدأ بتقديم المنفعة، وقد يتطلب زوال البقع الحمراء أحياناً 6-8 أشهر، لذلك عليك السيطرة عليها بأسرع شكل ممكن، لكي تمنع بقاء العلامات».