يُعرف عن بعض الأعمال مثل العمل في التمديدات الصحية ومحطات الوقود والنجارين والحدادين والكهرباء بأنها مرهقة، وتسبب آلاماً عصبية وعضلية، كما يتعرض العاملون في هذه الأعمال لأمراض مرتبطة بطبيعة مهنتهم الخاصة.
أمراض تُصيب العاملين في التمديدات الصحية
يُعدّ عمال الصرف الصحي الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية الفيروسية وخاصة التهاب الكبد A وB وC، والأمراض البكتيرية مثل داء البريميات والكوليرا والتيفوئيد، والأمراض الطفيلية مثل داء الكريبتوسبوريديا والبلهارسيا؛ وذلك نتيجة تعرضهم للحمأة البرازية ومياه الصرف الصحي والمواد الملوثة.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي تُصيب الكتّاب
يتعرض عمال الصرف الصحي أيضاً للهواء الملوث ما يؤدي إلى إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى، بالإضافة إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية الناتجة عن العمل اليدوي الشاق، حيث يرتفع معدل انتشار هذه الاضطرابات بين عمال الصرف الصحي لنحو 40% في أنحاء العالم كافة. وتشمل هذه الاضطرابات آلام الظهر وآلام المفاصل والعضلات والعظام.
وتتطلب أعمال الصرف الصحي أيضاً جهداً عقلياً وجسدياً، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر والقلق وعدم الرضا الوظيفي بين العمال، بالإضافة إلى خطورة الإصابة بالجروح والرضوض، أو في بعض الأحيان السقوط، والإصابات الناتجة عن أعطال المعدات، والتعرض للغازات الضارة.
أمراض تُصيب العاملين في محطات الوقود
أبرز الأمراض التي قد تُصيب العاملين في محطات الوقود أمراض الجهاز التنفسي لأنهم يتعرضون إلى المهيجات مثل الأبخرة والمذيبات العضوية والمواد الكيميائية، ما قد يؤدي إلى إصابتهم بالربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وضعف وظائف الرئة، بالإضافة إلى تهيّج العين.
يتعرض عمال محطات الوقود أيضاً إلى اضطرابات عصبية وعقلية ناتجة عن ضغوط العمل والتعرض للمواد الكيميائية، مثل الصداع، والدوخة، وضعف الوظيفة الإدراكية، والقلق والاكتئاب والإرهاق، كما يتعرضون للاضطرابات العضلية الهيكلية مثل آلام الظهر وآلام المفاصل بسبب طبيعة العمل التي تتطلب جهداً بدنياً والوقوف ساعات طويلة، والمهام المتكررة.
قد يؤدي تعرض هؤلاء العمال لمستويات عالية من الضوضاء الصادرة عن المعدات والآلات إلى طنين الأذن، أو فقدان السمع على المدى الطويل، علاوة على زيادة خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطان والأمراض المزمنة.
وُجد أيضاً أن العاملين في محطات الوقود معرضين لخطر الإصابة بفقر الدم، إذ لديهم عدد أقل من كريات الدم الحمراء، كما أنهم يعانون من انخفاض هيموغلوبين الدم. بالإضافة إلى ذلك، يُضعف التعرض للبنزين نخاع العظم، العضو المسؤول عن توليد مكونات الدم المختلفة، بما فيها الكريات البيضاء والحمراء والصفحات الدموية، ويصاب بمرض يعرف باسم "خلل التنسج النقوي".
أمراض تُصيب النجارين
يُعدّ الخطر الأكبر الذي يواجهه النجارون هو الإصابة بالأمراض المرتبطة بالأسبستوس مثل ورم الظهارة المتوسطة وسرطان الرئة وداء الأسبستوس. والأسبستوس هو مادة استُخدِمت في البناء قبل الثمانينيات في معدات العزل والجدران الجافة وبلاط الأرضيات.
يتعرض النجارون أيضاً لغبار الخشب والمواد الكيميائية وغيرها من مهيجات الجهاز التنفسي التي يمكن أن تسبب حالات مثل الربو المهني والتهاب الشعب الهوائية المزمن واضطراب وظائف الرئة. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه المواد إلى ردود فعل تحسسية وحالات مثل التهاب الملتحمة والتهاب الجلد.
تتطلب أعمال النجارة جهداً بدنياً، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات العضلات والعظام مثل آلام الظهر والمفاصل وغيرها، كما يتعرض النجارون إلى خطر السقوط من ارتفاع والإصابة بجروح خطيرة، أو قد يصابون نتيجة سقوط المعدات أيضاً، كما أنهم معرضون لخطر إصابة الأيدي بأدواتهم الحادة.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي قد تُصيب رواد الأعمال
أمراض تُصيب الحدادين
يتعرض الحدادون أيضاً للمواد المحتوية على الأسبستوس مثل المواد العازلة والملابس الواقية ومعدات الحدادة، ما يعرّضهم لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالأسبستوس سابقة الذكر. ويؤدي تعرضهم للغبار المعدني والأبخرة والمواد الأخرى إلى ردود الفعل التحسسية والتهاب الجلد.
يتعرّض الحدادون أيضاً للغبار المعدني وغيره من الملوثات المحمولة جواً في ورشة الحدادة، ما يسبب لهم اضطرابات في الجهاز التنفسي مثل حمى الأبخرة المعدنية والتليف الرئوي الخلالي وأمراض الرئة، كما يتعرضون للاضطرابات العضلية والهيكلية بسبب طبيعة عملهم التي تتطلب جهداً بدنياً ناتجاً عن الطرق المتكرر والعمل اليدوي المرهق، إذ يعاني الحدادون آلام الظهر والمفاصل، ويُصابون بمرض خاص يُسمَّى "خلل التوتر العضلي الخاص بالحدادين" يتميز بانقباضات وتشنجات عضلية لا إرادية ناجمة عن حركات محددة تتعلق بأعمال الحدادة.
اقرأ أيضاً: ما أبرز الحالات الصحية التي تُصاب بها عارضات الأزياء
أمراض تُصيب عمال الكهرباء
ترتبط المهن الكهربائية بزيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل التصلب الجانبي الضموري، ومرض آلزهايمر، وداء باركنسون، بالإضافة إلى الاضطرابات العضلية الهيكلية بسبب الحركات المتكررة، ورفع الأحمال الثقيلة التي تسبب آلام الظهر والعضلات والعظام، كما أنهم معرضون لخطر الصدمات الكهربائية والحروق والإصابات الأخرى نتيجة التعرض للتيارات الكهربائية والتي يمكن أن تكون قاتلة في بعض الحالات.
يؤدي تعرض عمال الكهرباء للمجالات الكهرومغناطيسية إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الدم وغيره من أنواع السرطان، بالإضافة إلى احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية بسبب تعرضهم لبعض المواد مثل الأبخرة والمذيبات وغيرها من الملوثات المحمولة جواً.