شارك
الرئيسية
في الوقت الحاضر، يبدو من المألوف أن ترى طفلاً لا يتجاوز الثالثة من عمره يمرر أصابعه على شاشة الهاتف الذكي ويلهو بتطبيقاته ويتعلم منها. في المقابل، تمثّل هذه الأجهزة وما شابهها تحدياً لكبار السن، إذ غالباً ما يقل استخدامهم للوسائط الرقمية في مرحلة ما من حياتهم، ليس فقط لقلة الاهتمام وإنما أيضاً لعدم تمتعهم بالخلفية التقنية اللازمة. قبل أن تسمح للإحباط بالتسلل إليهم، قد يساعدك بعض الأساليب على تعليم كبار السن كيف يستخدمون التكنولوجيا.
1. معالجة المخاوف الأمنية
في مسح أجرته الرابطة الأميركية للمتقاعدين (American Association of Retired Persons)، تبين أن نحو 85% من البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50-64 عاماً كانوا يشعرون بالقلق حول خصوصيتهم وحماية بياناتهم أثناء استخدام الإنترنت.
لتجاوز هذه العقبة، عليك البدء بتوضيح وسائل الحماية المتاحة كافة، مثل:
- كلمات المرور الآمنة وطرق تعيينها.
- تطبيق مدير كلمات المرور على أجهزتهم حتى لا يضطروا إلى تذكر جميع كلمات المرور لتسجيل الدخول.
- طرق ضبط إعدادات الخصوصية على شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث يمكنهم التحكم بجمهورهم الخاص الذي يمكنه رؤية معلوماتهم الخاصة.
- كيفية مراجعة سياسات الخصوصية لمواقع الويب والتي يمكن من خلالها التسوق وإجراء المعاملات المصرفية أو مشاركة معلومات الرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح لتعلم مهارات جديدة بعد سن الأربعين
2. التعليم البطيء
الكم الكبير من المعلومات قد يشكّل عبئاً على كبار السن ويزيد من الحواجز والعوائق التي تقف في طريق استيعابهم القضايا التكنولوجية، لذا من الأفضل دائماً اختيار جلسات صغيرة ومتعددة، بدءاً من التعرف بالأساسيات. على سبيل المثال، اشرح المبادئ الأساسية لعمل الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر والهاتف المحمول والجهاز اللوحي، والغرض من كل منها.
3. تحديد أولويات احتياجات كبار السن
تختلف احتياجات كبار السن فيما بينهم، لذا قد يساعد التعرف على احتياجاتهم وإنجازها باستخدام التكنولوجيا على زيادة فضولهم ومساعيهم لتقبل التكنولوجيا واستيعابها. على سبيل المثال:
- التواصل مع الأصدقاء والعائلة.
- إدارة المعاملات التجارية.
- لعب الألعاب.
- مواكبة الأخبار.
بعد تحديد احتياجاتهم، فإن الخطوة التالية هي تحديد التطبيقات المناسبة وتنزيلها وتجربتها، مثل واتساب وسكايب للتواصل الاجتماعي، ونتفليكس ويوتيوب للتسلية، وتطبيقات الخدمات المصرفية.
اقرأ أيضاً: 8 فوائد للعبة سودوكو وبعض التقنيات المساعدة في لعبها
4. كتابة المعلومات
توفّر كتابة المعلومات وسيلة أسهل بالنسبة لكبار السن لفهم المعلومات وتذكرها، لذا وفّر دائماً دفتر ملاحظات لهم يمكنهم من خلاله تسجيل كلمات المرور وأسماء المستخدمين وعنوان البريد الإلكتروني، وتعليمات حول كيفية استخدام التطبيقات والخطوات اللازم اتباعها. وبذلك، يبقى دفتر الملاحظات مرجعاً لهم في حال لم يتذكروا إحدى التفاصيل.
5. الممارسة والتجريب
تعد الممارسة الوسيلة الأفضل لاكتساب أي نوع من المهارات. ينطبق الأمر كذلك على كبار السن في تعلمهم التكنولوجيا، فبعد الانتهاء من دروس التعليم الأساسية، يجب على المتعلم تجربة ما تعلمه لتحديد النقاط التي قد تكون ما زالت مبهمة بالنسبة له. يمكنك أن توضح لهم كيفية اتباع التعليمات الموجودة على الجهاز، ثم تطلب منهم تكرار الخطوات ذاتها.
غالباً ما تستغرق العملية أكثر من درس واحد ليتعلم الفرد مهارة تقنية جديدة، لكن كلما زاد عدد الدروس والمحاولات كانت الخبرة العملية أكبر. علاوة على ذلك، إذا رأيتهم عالقين في مرحلة ما، يمكنك إرشادهم للعودة إلى الخطوات الصحيحة، حتى يصبحوا في نهاية الأمر قادرين على إعادة الخطوات دون تدخل يذكر منك.
اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة
6. توفير مصادر تعليم بديلة
من المهم إعداد المتدرب لاستخدام التكنولوجيا حتى في حال غيابك كمدرب له، ولتحقيق ذلك عليك تحديد شخص آخر يمكنه تقديم الدعم الفني، ربما فرد آخر من أفراد الأسرة المقرّبين من المتدرب، أو أحد أصدقائه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن البحث عن معلومات الاتصال الخاصة بفريق الدعم الفني للتقنيات.
7. تجنّب المصطلحات التقنية
تعج العوالم الافتراضية اليوم بالمصطلحات التقنية البسيطة والمعقدة، والتي قد يجد بعض كبار السن صعوبة في حفظها أو استيعابها، بدءاً من السيلفي والإيموجي إلى لغات البرمجة وغيرها. لذا حاول دائماً استخدام لغة متسقة ومصطلحات بسيطة وسهلة الفهم والتذكر.
8. تخصيص وقت لطرح الأسئلة
أثناء الشرح لكبار السن قد تتبلور في أذهانهم عدة أسئلة لن يتمكنوا من مجاراتك ومتابعة الفهم ما لم تتضح أمامهم الإجابة عنها. من المفيد دائماً تخصيص وقت مستقطع خلال الدرس لطرح الأسئلة والوقوف عند أي استفسارات، ما يمنحك أيضاً فكرة حول المفاهيم التي تحتاج إلى قضاء وقت إضافي عليها.
9. تنظيم ورش عمل جماعية
يوفّر التعلم في مجموعات ومشاركة التجارب مع الآخرين في ورش العمل الجماعية وسيلة لتبادل الخبرات والنصائح، واكتشاف الحيل التكنولوجية.
10. التحلي بالصبر والإيجابية
تذكر دائماً أن ما قد يبدو بديهياً وبسيطاً بالنسبة لك، ليس كذلك بالنسبة كبار السن حينما يحاولون اللحاق بالركب وتعلم استخدام التكنولوجيا، لذا عليك بالصبر ومنحهم الوقت الكافي الذي يحتاجون إليه لفهم المفاهيم الجديدة.
سواء كنت في الأربعين أو الخمسين أو حتى التسعين من عمرك، تذكر أنه لم يفت الأوان للتعلم، وأن هناك دائماً متسعاً من الوقت للتعلم واكتساب مهارات استخدام التكنولوجيا.