أمراض المهن: مخاطر قيادة السيارة فترات طويلة وأهم النصائح لتجنبها

4 دقيقة
أمراض المهن: مخاطر قيادة السيارة فترات طويلة وأهم النصائح لتجنبها
حقوق الصورة: shutterstock.com/Pushish Images
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هناك علاقة وثيقة بين الصحة والمهنة؛ فقد ترفع بعض المهن خطر الإصابة بالكثير من المشكلات الصحية التي شاع ظهورها في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية.

وتعتبر الأمراض التي تُصيب السائقين مسألة مهمة تتعلق بصحة الفرد وقدرته على القيادة بأمان. حيث يتعرض السائقون لخطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، المؤقتة أو المزمنة، التي يمكن أن تؤثّر في الحياة اليومية لهم. وقد يكون أي شخص يقود السيارة فترات طويلة وبانتظام عرضة لهذه المخاطر.

ما أبرز المخاطر الصحية التي تواجه السائقين؟

يزداد خطر إصابة السائقين باضطرابات صحية واسعة النطاق، منها ما يُصيب العضلات والعظام، مثل آلام الرقبة والكتفين وأسفل الظهر والساقين والشد العضلي، إلى جانب ضعف الدورة الدموية في الساقين والأرداف؛ بسبب طبيعة مهنتهم التي تتطلب الجلوس فترات طويلة.

كما يزداد ميل السائقين للتدخين، وقد يعانون اضطرابات النوم والسمنة والتعب وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى ومشكلات العيون، بصورة أكبر مقارنة بغيرهم.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر قيادة السيارة مدة طويلة في صحة السائقين؟

ومن أبرز المشكلات الصحية التي قد تواجههم:

متلازمة النفق المرفقي

قد يتعرض الأشخاص الذين تتطلب مهنهم القيادة فترات طويلة لخطر الإصابة باضطراب يُسمَّى متلازمة النفق المرفقي أو الاعتلال العصبي الزندي. يتسم هذا الاضطراب بالتنميل والوخز في النصف الخارجي من إصبعي البنصر والخنصر.

يقع العصب الزندي بالقرب من سطح الجلد، وهو أقل عمقاً من الأعصاب الأخرى، وغير محمي لأنه يمتد على طول الجانب السفلي من المرفق، ما يجعله أكثر عرضة للضغط الخارجي.

قد يؤدي الاتكاء على المرفق في أثناء القيادة مسافات طويلة، سواء على مسند المرفق أو على النافذة أو الضغط المباشر والمستمر عليه، إلى الإصابة بمتلازمة النفق المرفقي؛ بفعل ازدياد الضغط وتكراره وتهيج العصب.

التلوث

قد تعتقد أنك في مأمن من التلوث الخارجي عندما تكون داخل سيارة مكيفة. لكن الحقيقة أن مستويات التلوث داخل السيارات المكيفة مرتفعة، كما تسهم السيارات بشكلٍ كبير في تلوث الهواء من خلال إطلاق الغازات والمُركّبات في الغلاف الجوي. فإذا كنت تقود السيارة فترات طويلة، فاعلم أن التعرض للهواء الملوث يمكن أن يسبب لك الربو ومشكلات الرئة الأخرى، وتزداد الأعراض سوءاً إذا كنت تعاني هذه المشكلات مسبقاً.

تسهم السيارات أيضاً، خاصة في أثناء الاختناقات المرورية، في التلوث الضوضائي الذي يمكن أن يزيد مستويات التوتر ويضعف السمع ويسبب الصداع.

اقرأ أيضاً: هل تعاني آلاماً في المرفق بسبب العمل المكتبي؟ 8 تمارين تساعدك على علاجها

مشكلات الصحة النفسية

يمكن أن تؤثّر القيادة مسافات طويلة أيضاً في صحتك النفسية، حيث لا يقتصر التأثير النفسي للقيادة فترات طويلة في الشعور بالتعب أو التوتر وحسب؛ وإنما يتعلق الأمر بتأثيرها التراكمي في الصحة النفسية. 

قد تؤدي محاولة الحفاظ على التركيز المستمر في أثناء القيادة، أو التعامل مع الملل خاصة مع رتابة الطريق أو الاختناق المروري، وضغط الوقت للوصول في الموعد المحدد إلى التعب الذهني، وزيادة التوتر وحتى الاكتئاب. 

الجلوس والاهتزاز كأبرز الأسباب للمشكلات الصحية التي يعانيها السائقون

يُعدّ الجلوس فترات طويلة واهتزاز الجسم بفعل القيادة من أهم العوامل المسببة للمشكلات العضلية والهيكلية عند السائقين، مثل آلام الرقبة والظهر المزمنة.

عندما تهتز السيارة بالكامل، خاصة عند المطبات، يدفع الاهتزاز عضلات الرقبة والظهر للعمل على نحو أكبر من أجل دعم الرقبة وتثبيت الرأس والعمود الفقري، ما يؤدي إلى إجهاد هذه العضلات، فتقل فاعليتها الداعمة. ويزداد الضغط على أقراص العمود الفقري، وتتمدد الأربطة الموجودة في الظهر التي تعمل على تثبيت العمود الفقري، فترتخي مع الجلوس فترات طويلة. وعند الوقوف، تبقى مرتخية بعض الوقت، ولا تستطيع دعم العمود الفقري بشكل كافٍ. 

ومع أن النشاط الذي تبذله هذه العضلات يُعدّ خفيفاً، لكن استمرار نشاطها فترات طويلة دون راحة يؤدي لإجهادها، ويرفع من خطر إصابة الظهر وتآكل أقراص العمود الفقري وانفتاقها؛ بسبب الجلوس والتعرض للاهتزازات على المدى الطويل.

كذلك، قد يؤدي الضغط على دواسة القدم فترة طويلة إلى حدوث تصلب وتشنج في عضلات الساقين وأسفل الظهر.

كيف يمكنك تجنب مخاطر القيادة على الصحة؟ 

للتخفيف من المخاطر الصحية المرتبطة بالقيادة مسافات طويلة، يمكن اتباع النصائح التالية: 

  1. خذ فترات راحة منتظمة:

    • تأكد من ضبط وضع المقعد بشكلٍ صحيح، مع ضبط مسند الظهر للخلف قليلاً وإمالته بمقدار 110 درجات لتقليل الضغط على أقراص العمود الفقري، وإراحة عضلات الظهر. 
    • تأكد من أنه يمكنك الضغط على الدواسات دون تحريك أسفل ظهرك للأمام بعيداً عن الجزء الخلفي من المقعد.
    • حافظ على مستوى العمود الفقري، وتجنّب التحدب لمنع مشكلات العضلات والعظام.
    • اضبط عجلة القيادة على ارتفاع مناسب يسمح بثني الذراعين بشكلٍ خفيف. 
    • حاول الحفاظ على وضعية قيادة مريحة لتقليل الضغط على عمودك الفقري، ومنع تشنج عضلات ساقيك.
    • قد تحتاج إلى إضافة حشوة إضافية فوق مقعدك لامتصاص الاهتزاز.
    • ادعم المنطقة القطنية، يمكن لاستخدام منشفة مطوية بصورة صحيحة أن يكون كافياً.
  2. حافظ على رطوبة جسمك: احتفظ بزجاجة ماء في متناول يدك، واشرب منها بانتظام؛ لتقليل خطر التعرض لجفاف العين والتعب. 
  3. مارس القيادة الواعية: انخرط في تمارين التنفس العميق، أو استمع إلى الموسيقى الهادئة، أو استخدم تطبيقات التأمل التي يمكن أن تساعد السائقين على تقليل التوتر والحفاظ على التركيز.
  4. اضبط وضعيتك:

    • تأكد من ضبط وضع المقعد بشكلٍ صحيح، مع ضبط مسند الظهر للخلف قليلاً وإمالته بمقدار 110 درجات لتقليل الضغط على أقراص العمود الفقري، وإراحة عضلات الظهر. 
    • تأكد من أنه يمكنك الضغط على الدواسات دون تحريك أسفل ظهرك للأمام بعيداً عن الجزء الخلفي من المقعد.
    • حافظ على مستوى العمود الفقري، وتجنّب التحدب لمنع مشكلات العضلات والعظام.
    • اضبط عجلة القيادة على ارتفاع مناسب يسمح بثني الذراعين بشكلٍ خفيف. 
    • حاول الحفاظ على وضعية قيادة مريحة لتقليل الضغط على عمودك الفقري، ومنع تشنج عضلات ساقيك.
    • قد تحتاج إلى إضافة حشوة إضافية فوق مقعدك لامتصاص الاهتزاز.
    • ادعم المنطقة القطنية، يمكن لاستخدام منشفة مطوية بصورة صحيحة أن يكون كافياً.
  5. حافظ على نظام التعليق: (المسؤول عن الثبات والتوازن في هيكل السيارة وغرفة القيادة وعلى الطرقات والمنعطف) في حالة عمل جيدة. 
  6. ابحث عن وسائل ترفيهية تتضمن التحرك للحفاظ على لياقتك.
  7. أضف بعض ممارسات إدارة التوتر إلى روتينك لتقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالتوتر الشديد.
  8. تجنّب القيادة مع وضع ذراعيك على النافذة أو مساند الذراعين فترات طويلة.
  9. قد تؤثّر بعض الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية سلباً في قدرتك على القيادة؛ لذا من المهم قراءة نشرة المعلومات المرفقة مع الدواء أو مراجعة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة التأثير الذي قد تحدثه هذه الأدوية في القدرة على القيادة.

اقرأ أيضاً: القيادة الذكية: كيف تختار بين النوافذ المفتوحة وتكييف الهواء لتوفير الوقود؟

إذا كنت تملك شركة أو مؤسسة يعتمد فيها العاملون على القيادة فترات طويلة: 

  • تأكد من وضع سياساتك وإجراءاتك من خلال العمل جنباً إلى جنب مع إدارات الموارد البشرية والصحة والسلامة. 
  • يمكنك الاستعانة ببرامج إدارة المركبات لمتابعة مدى امتثال السائقين للتعليمات وتحليل المخاطر والحوادث وتسجيل مخالفات القيادة، لتحليل متطلبات التدريب المطلوب وتقليل المخاطر.
  • إجراء فحوصات طبية مسبقة ودورية

على سبيل المثال، قد يؤدي التركيز على الطريق فترات طويلة إلى إجهاد العين والتعب والجفاف، ما يؤثّر في الرؤية وصحة العين بشكلٍ عام.

لذا تأكد من إجراء اختبار البصر لموظفيك كل عامين لتحديد الحاجة إلى ارتداء النظارات في أثناء القيادة أم لا، حيث يمكن أن تزيد القيادة ليلاً فرص وقوع حادث بسبب الرؤية المحدودة ووهج المصابيح الأمامية من المركبات الأخرى.