نشأت الوسائد الهوائية في الولايات المتحدة في السبعينيات كرد فعل على إحجام السائقين الأميركيين عن ارتداء أحزمة الأمان، قبل أن تصبح شائعةً في أوروبا والعالم في التسعينيات، بينما كان من المفترض في البداية أن تعمل الوسائد الهوائية بدلاً من أحزمة الأمان، فقد تم تصميمها اليوم للعمل جنباً إلى جنب معها. يمكنك التحقق مما إذا كانت سيارتك تحتوي على وسائد هوائية من خلال البحث عن كلمة «ِAirbag» أو الأحرف «SRS»؛ اختصاراً لـ«نظام التقييد التكميلي» على عجلة القيادة أو لوحة القيادة أو في أي مكان آخر في الداخل. الآن؛ دعنا نعرف كيف تعمل الوسائد الهوائية.
كيف تعمل الوسائد الهوائية؟
مبدأ عمل الوسادة الهوائية بسيط؛ إذ تنتشر مستشعرات الصدمات حول السيارة، وإذا اكتشفت تصادماً خطيراً بما يكفي لإحداث إصابة، فإنها تخبر وحدة التحكم في الوسادة الهوائية بالعمل. يؤدي هذا إلى إشعال دافع صلب بحجم حبة الدواء تقريباً مع شرارة ساخنة؛ مما يولد كميةً كبيرةً من الغاز الخامل -النيتروجين بشكل أساسي- لتضخيم الوسادة الهوائية؛ والتي تتكون هي نفسها في الأساس من كيس من قماش النايلون.
تنبثق الوسادة الهوائية بسرعة 300 كم/ساعة تقريباً من اللحامات الموجودة في عجلة القيادة، أو أي مكانٍ آخر فيه وسادة هوائية؛ والتي تنفصل عن بعضها وتبتعد عن الطريق بفعل قوة الانتفاخ. تسمح الثقوب الصغيرة الموجودة في الجزء الخلفي من الوسادة الهوائية لذلك الغاز بالهروب، وتسمح لها بالعمل كوسادة لامتصاص الصدمات بدلاً من السطح النابض الذي يمكنك ارتداده.
كل هذا يحدث في جزء من الثانية؛ مما يسمح للوسادة الهوائية بالانتفاخ قبل أن تصطدم بها. إذا سبق لك أن تعرضت لحادث تصادم خطير بدرجة كافية -عند السير بسرعة حوالي 20 كلم/ساعة أو أكثر- لإطلاق الوسادة الهوائية، فربما تكون قد لاحظت وجود بقايا طباشيرية بيضاء متبقية بعد ذلك. هذه مجرد مسحوق غير ضار؛ وهو الذي يمنع الوسادة الهوائية المطوية من الالتصاق ببعضها البعض قبل وأثناء النفخ، وقد يعاني المصابون بالحساسية والربو من تفاعلات بعض المواد الكيميائية الناتجة عن انتفاخ الوسادة الهوائية؛ إلا أن هذا لا يحدث إلا بعد التعرّض الطويل لها.
أين يتم تركيب الوسائد الهوائية؟
على الرغم من أن بعض المواقع أكثر شيوعاً من غيرها؛ إلا أن أي سطح يمكنك رؤيته داخل السيارة تقريباً يمكن تزويده بوسادة هوائية.
- الوسائد الهوائية للسائق: الظهور الأول للوسائد الهوائية، تكون مثبتةً داخل عجلة القيادة.
- الوسائد الهوائية للراكب الأمامي: مع تطور التكنولوجيا وانخفاض التكاليف، كان راكب المقعد الأمامي هو التالي، مع وجود وسادة هوائية مثبتة في لوحة القيادة.
- الوسائد الهوائية الجانبية والستائرية: تنتفخ من جانب المقعد أو من خط النافذة لحماية جذعك ورأسك.
- الوسائد الهوائية للركبة: يتم تركيبها في الأسفل، مع خروج وسادة هوائية لركبة السائق من أسفل عمود التوجيه، لحماية ركبتيك في حالة الاصطدام.
- الوسائد الهوائية في الزجاج الخلفي: عنصر نادر نسبياً؛ لكن سيارة «تويوتا آي كيو» على سبيل المثال، كانت أول سيارة تتميز بوسادةٍ هوائية تخرج من الزجاج الخلفي، تحمي ركاب المقعد الخلفي من إصابات الرأس والرقبة في حالة حدوث اصطدامٍ خلفي.
- الوسائد الهوائية لمسند المقعد: تعمل على دفع المقاعد الأمامية لأعلى لمنع دفع الوركين أسفل حزام حزام الأمان الأفقي في حالة حدوث تصادم.
- الوسائد الهوائية للمشاة: ليس بإمكان ركاب السيارة فقط الاستفادة من الوسائد الهوائية؛ إذ تأتي سيارات «فولفو في 40» و «جاكوار إكس إف» مع وسائد هوائية للمشاة، ترتفع من تحت غطاء المحرك؛ مما يساعد على تقليل الإصابات لأي شخص سيئ الحظ يصطدم بالسيارة أثناء سيره على الأقدام.
الوسائد الهوائية والأطفال
بالرغم من أنها معلومة أصبحت شبه بديهية لدى معظم الناس؛ ولكن من المهم جداً أن نكرر ما يلي:
لا ينبغي أبداً وضع الأطفال في مقاعد الأطفال الموجّهة للخلف في مقعد الراكب الأمامي للسيارة دون إلغاء تنشيط الوسادة الهوائية أولاً؛ حيث يمكن أن يتسبب ذلك في وفاة أو إصابة الطفل الجالس في كرسيّ موجّه للخلف بإصاباتٍ خطيرة في حال انبثاق الوسادة.
إذا كان يجب عليك وضع طفلٍ في كرسي الأطفال الموجّه للخلف في المقعد الأمامي للسيارة، فمن الضروري أن تقوم بإلغاء تنشيط الوسادة الهوائية للراكب الأمامي قبل تثبيت مقعد الطفل. استشر كتيب سيارتك لمعرفة كيفية القيام بذلك.
بينما توفر الوسائد الجانبية والستائرية وغيرها من الوسائد الهوائية حمايةً إضافيةً لجميع الركاب؛ بما في ذلك الأطفال في مقاعد الأطفال؛ لكن اعلم أن الوسادة الهوائية يمكن أن تسبب إصابةً للركاب في أي عمر إذا لم يرتدوا حزام الأمان، أو إذا كانت صدور ركاب المقعد الأمامي أقرب من 25 سم من عجلة القيادة أو الوسادة الهوائية للوحة القيادة، كما يجب على ركاب المقعد الأمامي أيضاً تجنب إراحة أقدامهم على لوحة القيادة.
مشاكل الوسائد الهوائية
في عام 2013، بدأت التقارير تظهر حول مشاكل الوسائد الهوائية من صناعة الشركة اليابانية «تاكاتا»؛ التي تمتلك 20% من سوق الوسائد الهوائية في العالم، واستمرت هذه التقارير حتى هذه السنة. منذ ذلك الحين؛ تم استدعاء أكثر من 50 مليون سيارة على مستوى العالم؛ على الرغم من بيع معظمها في أمريكا واليابان، وبدا أن سبب المشكلة هو دخول الرطوبة إلى الوسائد الهوائية المصابة؛ مما قد يؤدي إلى خلل في الانبثاق.
لكن من الصعب إجراء تقييمٍ موضوعي لأكبر عملية استدعاء في تاريخ السيارات؛ إذ كان هناك عدد من الوفيات وعدة إصابات تُعزى إلى خلل في الوسائد الهوائية في الولايات المتحدة؛ وهي إحصائيةٌ تنقصها التفاصيل. ومع ذلك؛ من العدل أن نقول أنه بالنظر إلى عدد السيارات المعنية، فإن عدداً قليلاً جداً من الوسائد الهوائية كانت قد تعطلت بالفعل، وقد يكون هذا بمثابة راحةٍ للمتضررين وعائلاتهم؛ لكن الأمر يستحق الإشارة إليه.
في المملكة المتحدة، تم استدعاء عدد أقل بكثير من السيارات يابانية الأصل. فقد تحتوي السيارات التي تصنعها نيسان وتويوتا ومازدا وهوندا على وسائد هوائية معيبة؛ على الرغم من أن بعض سيارات «بي إم دبليو» معروفة أيضاً بتزويدها بذلك المكوّن المعطل؛ لكن يُعتقد أن المناخ الحار والرطب يلعب دوراً في المشكلة؛ مما يفسر جزئياً سبب عدم الإبلاغ عن إصابات في المملكة المتحدة.
إذا كانت سيارتك بحاجة إلى وسادة هوائية جديدة، فمن المفترض أن تكون قد تلقيت خطاباً يخبرك بذلك ويقدم لك بديلاً مجانياً، أما إذا كنت قلقاً من الأمر، فاتصل بأقرب وكيل أو الشركة المصنعة لسيارتك؛ والذي سيكون قادراً على إخبارك إذا كانت سيارتك بحاجة إلى وسادة هوائية بديلة أم لا.
اقرأ أيضاً: كهربائياً كان أو تقليدياً: كيف يعمل محرك السيارة؟