دراسة جديدة تكشف ارتباط لقاحات كورونا بحالات اضطراب قلبية

3 دقيقة
دراسة جديدة تكشف ارتباط لقاح كورونا بحالات اضطراب قلبية
حقوق الصورة: shutterstock.com/Lucknumber8
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أشارت نتائج دراسة حديثة نشرها باحثون من معهد سميت التابع مركز سيدارز سيناي (Cedars-Sinai) في 2 يناير/كانون الثاني 2024 أنه قد يكون من المفيد مراقبة المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية سابقة بعد التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد، وركزوا بشكل خاص على أهمية مراقبة حالات الإصابة بمتلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي (POTS) بعد اللقاح، وهي حالة تسبب زيادة غير طبيعية في معدل ضربات القلب بعد الوقوف أو الجلوس. 

ووجد الباحثون في الدراسة بأن معظم المرضى الذين يعانون من أمراض القلب الجديدة أو المتفاقمة بعد أخذ لقاح كوفيد-19 كانت لديهم حالات قلبية موجودة مسبقاً، حتى وإن لم يكونوا على علم بها. ومن ناحية العلاج، تبين أن المرضى المصابين بمتلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي بعد التطعيم ضد كوفيد-19 قد استجابوا بشكل طبيعي للعلاج القياسي لهذه المتلازمة.

اقرأ أيضاً: ما يجب معرفته عن متحورات كورونا الجديدة وهل يجب الخوف منها؟

ما هي متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي؟

هي متلازمة مرتبطة بخلل يصيب الجهاز العصبي، ويسبب زيادة غير طبيعية في معدل ضربات القلب بعد الوقوف أو الجلوس، ومن أبرز أعراض هذه المتلازمة ما يلي

  • الدوخة أو الدوار الخفيف.
  • الإغماء.
  • خفقان القلب.
  • ألم الصدر.
  • الضيق في التنفس.
  • الارتعاش والتعرق.
  • الإصابة بمشكلات في المعدة أو الهضم، مثل الشعور بالمرض والإسهال والإمساك والانتفاخ وآلام البطن.
  • الصداع ومشكلات البصر، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية النفقية. 

اقرأ أيضاً: كيف تتحقق من انتهاء صلاحية اختبار كوفيد المنزلي؟

كيف يتم تشخيص متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي؟

تُشخًّص حالة الإصابة بمتلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي من خلال ملاحظة العلامات والأعراض، حيث يقوم الطبيب العام بفحص ضغط الدم ومعدل ضربات القلب قبل وبعد الوقوف، وقد يطلب الطبيب القيام بعدة اختبارات مثل:

  • تحاليل الدم.
  • اختبارات البول.
  • تخطيط القلب الكهربائي.
  • مراقبة معدل ضربات القلب على مدار 24 ساعة.
  • الزيادة السريعة في ضربات القلب لأكثر من 120 نبضة في الدقيقة، خلال 10 دقائق من الوقوف.

اقرأ أيضاً: إدارة الدواء والغذاء الأميركية توافق على استخدام لقاحين جديدين لسلالة أوميكرون

ما هو علاج متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي (POTS)؟

تشمل الأشكال الرئيسية لعلاج متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي ما يلي:

  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني: مثل السباحة في وضعية الاستلقاء.
  • تعديل النظام الغذائي: من خلال زيادة تناول السوائل والملح لرفع ضغط الدم.
  • ارتداء الجوارب الطبية الضاغطة: لزيادة دفع الدم من الساقين وتخفيف الأعراض.
  • تناول الأدوية: تشمل فلودروكورتيزون وبيريدوستيغمين وميدودرين وحاصرات بيتا.

اقرأ أيضاً: الصين توافق على أول لقاح معزز أنفي لمرض كوفيد-19

كيف تؤثر لقاحات كورونا على ضربات القلب؟ 

تبين في دراسة معهد سميت عام 2024 أن جميع المرضى في المجموعة المدروسة يعانون من حالات تؤهبهم للإصابة بمتلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي حتى بدون التطعيم، إذ تبين أنهم يعانون من حالات مثل:

وغيرها من الأمراض المزمنة، وأوصى الباحثون الذين أجروا الدراسة بأنه قد يكون من المفيد مراقبة المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية أساسية بعد تلقيهم لقاح كوفيد-19.

وقد وجدت دراسة سابقة منشورة في ديسمبر/كانون الأول 2022 من مركز سميت نفسه بأن احتمال الإصابة بمتلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي كان أعلى بعد 90 يوماً من أخذ لقاح كوفيد-19 مقارنةً باحتمال الإصابة قبل أخذ اللقاح بـ 90 يوماً، ولكن تبين أيضاً في هذه الدراسة أن خطر تطور حالة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي بعد أخذ لقاح كوفيد-19 كان أقل بـ 5 مرات من خطر الإصابة بالمتلازمة بعد الإصابة بكوفيد-19، ما يؤكد أهمية أخذ اللقاح.

وتبين في الدراسة عام 2022 أنه على الرغم من أن متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي تصيب النساء بنسب أعلى من الرجال بالحالة العادية، كان معدل الإصابة بالمتلازمة متشابهاً بين النساء والرجال بعد التطعيم ضد كوفيد-19، ما قد يشير إلى أن متلازمة عدم انتظام ضربات القلب الانتصابي الوضعي المرتبط بلقاح كوفيد-19 قد يكون مختلفاً عن النوع المتعارف عليه من المتلازمة، لكن هذا الفرق المُفترَض وجوده بحاجة للبحث عنه بشكل أكبر. 

اقرأ أيضاً: وأخيراً: كوفيد طويل الأمد يحظى بالاهتمام اللازم

حتى لو كانت اللقاحات مثل لقاح كوفيد-19 تسبب العديد من الآثار الجانبية، تظل هذه الآثار الجانبية أقل وطأة من الإصابة الفعلية بكوفيد-19 أو غيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، ومن الآمن القول إنه غالباً ما تكون إيجابيات التطعيم أكثر من سلبياته، لكن من جهة أخرى من المهم التأكد من أمان اللقاحات الحديثة وعدم تسببها في حدوث اختلاطات تحسسية أو غيرها من الأعراض التي قد تؤثر بشكل خطير على صحة بعض الأشخاص الذين يأخذونها.