تمت الموافقة على استخدام لقاح جديد ضد جائحة كوفيد-19 في الولايات المتحدة الأميركية. إذ منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 13 يوليو/تموز تصريح الاستخدام الطارئ للقاح شركة نوفافاكس (Novavax) الخاص بكوفيد-19، ما يجعله رابع لقاح يحصل على الموافقة منذ بداية الجائحة. تمت الموافقة على منح هذا اللقاح ثنائي الجرعة والذي يتوفر في 170 دولة حول العالم للمواطنين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً وما فوق فقط، والذين لم يتلقوا أي نوع آخر من اللقاحات من قبل.
لقاح نوفافاكس
تم الإعلان عن الموافقة على لقاح نوفافاكس في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة انخفاضاً في عدد الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح. إذ إنه منذ بداية شهر يوليو/تموز 2022، تلقّى 78.4% من السكان جرعة واحدة على الأقل، بينما تلقّى 67% فقط من السكان اللقاحات بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، أدى الانتشار السريع لعدّة سلالات فرعية مختلفة من سلالة أوميكرون إلى ازدياد الاهتمام باللقاحات المخصصة لسلالات معينة. إذ تتسبب اليوم سلالة بي أيه. 5 بنحو 70% من إجمالي حالات الإصابة بفيروس كورونا. قررت إدارة الغذاء والدواء في 30 يونيو/حزيران 2022 تغيير تركيب المجموعة الجديدة من لقاحات كوفيد-19 المُعزّزة لتشمل مكوّنات من سلالتي بي أيه. 4 وبي أيه. 5 لتوفير حماية إضافية.
اقرأ أيضاً: متى يمكن القول إنك تحتاج إلى جرعة معززة ثانية من لقاح كوفيد-19؟
من المتوقّع أن يزيد لقاح نوفافاكس من معدل تلقّي اللقاحات لدى الأميركيين الذين يخشون تلقّي اللقاحات التي تعتمد على تكنولوجيا الحمض النووي الريبي المرسال، على الرغم من أنه طُوِّر بعد أكثر من سنتين من بداية الجائحة. ومقارنة بلقاحات شركتي فايزر-بايونتك وموديرنا، يعتمد لقاح نوفافاكس على آلية عمل عمرها عقود تم استخدامها بشكل واسع في تطوير اللقاحات والأدوية المخصصة لفيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والتهاب الكبد ب.
لقاح نوفافاكس هو لقاح يعتمد على البروتينات. إذ إنه يحتوي على نسخ من أجزاء من بروتينات الفيروس يتم إيصالها بالحَقن إلى الجهاز المناعي البشري الذي يتعرّف عليها ويقتلها. يتم تركيب هذه النُّسخ من البروتين في خلايا الحشرات ثم يتم تغليفها في جسيمات نانوية لها شكل يشبه شكل الفيروس. توجد مكونات أخرى أيضاً في هذه الجسيمات النانوية مثل لحاء نوع من الأشجار ينمو في أميركا الجنوبية، وهي تؤدي دور مواد تثير انتباه الجهاز المناعي لوجود مواد دخيلة قد تكون خطيرة في الجسم.
قال غريغوري غلين (Gregory Glenn)، رئيس قسم الأبحاث في شركة نوفافاكس لشبكة إن بي سي شيكاغو إن كل جسيم من الفيروسات الزائفة "يؤدي دور فقاعة صابون. إذ أنه مصنوع من مواد يمكن إيجادها في جعة الجذور". وأضاف: "عندما تتنبّه الخلايا المناعية لوجود هذه الجسيمات، فهي تصبح نشطة. ما يعني أن هذا اللقاح يحفّز نشاط الجهاز المناعي بشكل كبير".
اقرأ أيضاً: هل من الآمن السفر بعد الحصول على لقاح كوفيد-19؟
فعالية اللقاح الجديد
بلغت فعالية لقاح نوفافاكس في التجارب السريرية 90.4% في الوقاية من عدوى كوفيد-19 الخفيفة والمعتدلة والشديدة. بينما بلغت فعاليته لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عاماً أو أكثر 78.6%. يجدر الذكر أن هذه البيانات تم تجميعها قبل ظهور سلالتي دلتا وأوميكرون، وأن تركيب لقاح نوفافاكس مبني على السِّلسلة الوراثية لسلالة فيروس كورونا الأولى.
مع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون إن المناعة التي يوفرها هذا اللقاح ستكون مفيدة لأنها تجعله بديلاً مرغوباً به بالنسبة للأشخاص الذين لا يريدون تلقّي لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال. قال روبرت كاليف (Robert M. Califf)، مفوّض إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تصريح: "إن الموافقة على استخدام لقاح جديد ضد مرض كوفيد-19 يزيد من عدد الخيارات المتاحة التي تُستخدم للوقاية من المرض، ويشمل ذلك الوقاية من النتائج المحتملة الأسوأ مثل الدخول إلى المستشفى والوفاة".
اقرأ أيضاً: المزج بين عدة أنواع من لقاحات كوفيد-19 قد يوفّر مناعة أقوى
قامت إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بتأمين 3.2 مليون جرعة من لقاح نوفافاكس. وستكون هذه الجرعات مجانية كما هو الحال بالنسبة للقاحات الأخرى المتوفرة في الولايات المتحدة. مع ذلك، لن يتم توزيع لقاح نوفافاكس في الصيدليات عبر البلاد حالياً. إذ يجب على رئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التوقيع رسمياً على توصية لاستخدام هذا اللقاح ذي الجرعتين. ويُتوقّع أن يتم ذلك بعد اجتماع لخبراء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها سيُعقد في 19 يوليو/تموز.