ما يجب معرفته عن متحورات كورونا الجديدة وهل يجب الخوف منها؟

أثار ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا المخاوف في أنحاء العالم كافة، وقد كان آخر المصابين بها زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن، والبالغة من العمر 72 عاماً. أدّى قلق العلماء من عدد الطفرات التي تحملها المتحورات الجديدة إلى طرح تساؤلات حول فاعلية اللقاحات الموجودة، وحقيقة انتشار جائحة جديدة. إليك ما يجب معرفته عن متحورات فيروس كورونا الجديدة هذه.

أنواع المتحورات الجديدة

في أواخر عام 2021، شهد العالم ظهور متحور أوميكرون (BA.1) الذي يحتوي على 35 طفرة في البروتين الشوكي، وهو جزء الفيروس الذي صُمِمت لقاحات كوفيد لاستهدافه، متميزة عن النوع الأصلي الذي ظهر في ووهان الصينية أواخر عام 2019. أدّت هذه الموجة إلى عددٍ غير مسبوق من الإصابات وصل إلى نحو 125 مليون إصابة يومية بفيروس كورونا في منتصف يناير/ كانون الثاني 2022، ووصل عدد الوفيات خلال 3 أشهر إلى أكثر من 3 ملايين وفاة.

منذ تلك الموجة، تمكن الفيروس من تطوير مئات الإصدارات عن سلالة أوميكرون، إلّا أن أخطرها ظهرت مؤخراً وتعمل على تطوير خصائص أكثر تعقيداً للمراوغة المناعية، وقدرات محسّنة على الانتشار، وهي:

متحور بيرولا (Pirola)

كان أول ظهور لمتحور (BA.2.86)، والمعروف باسم بيرولا، في 24 يوليو/ تموز 2023 في الدنمارك. لاحقاً صنفت منظمة الصحة العالمية بيرولا كمتحور "تحت المراقبة"، وذلك في 16 أغسطس/ آب.

أعلن الدكتور يونلونغ ريتشارد كاو (Yunlong Richard Cao) عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقاً) عن نتائج دراسة أجراها مع فريقه في جامعة بكين على متحور بيرولا، والتي لم يتم نشرها أو مراجعتها بعد. أفاد الباحث بأن متحور بيرولا يتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة مناعة الجسم البشري، ومراوغة كبيرة للأجسام المضادة للبلازما المعزولة من المتعافين الذين عانوا من عدوى بسلالات أخرى. ومع ذلك، كان هذا الفيروس أقل قدرة على العدوى من غيره، حيث سُجلت حالات إصابة في 14 دولة حول العالم حتى الآن.

مخاطر متحور بيرولا

ينبع قلق العلماء من متحور بيرولا من عدد الطفرات التي يحملها، إذ لديه 34 طفرة متميزة في البروتين الشوكي مقارنة بسلفه المباشر BA.2، و58 طفرة مقارنة بسلالة ووهان.

يوجد معظم الطفرات في بروتين سبايك، وهو البروتين الذي يعتمد عليه الفيروس لإصابة الخلية البشرية، وما يستخدمه جهاز المناعة للتعرف عليه، أي أن اللقاح سيكون أقل فاعلية ضده. يُشير اكتشاف بيرولا عبر قارات متعددة إلى درجة عالية نسبياً من القدرة على الانتقال والانتشار. علاوة على ذلك، كشفت عينات مياه الصرف الصحي في الولايات المتحدة عن وجود متحور بيرولا فيها.

في المقابل، نشر باحثون سويديون على منصة X بيانات دراسة لم تُنشر بعد ولم تخضع لمراجعة الأقران.

أفاد الباحثون بأنه يمكن للأجسام المضادة لدى مَن أصيب مؤخراً بعدوى كوفيد-19 أن توفّر حماية ضد بيرولا عند اختبارها في المختبر. بالإضافة إلى ذلك، لم ترتبط سلالة بيرولا بأي أمراض خطيرة أو وفيات.

أعراض الإصابة بمتحور بيرولا

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention)، لا توجد أدلة حتى الآن على أن بيرولا قد يكون مميتاً. وبحسب ما ورد عن الإصابات المسجلة فقد كانت الأعراض خفيفة ولا تحتاج إلى دخول المستشفى، وتتشابه مع أعراض المتحورات الأخرى لكوفيد-19، وتشمل:

الحمى.
السعال.
التعب.
آلام الرأس والجسم.
فقدان الشهية.
صعوبات التنفس.
الإسهال.

متحور إيريس

متحور إيريس (Eris) أو (EG.5) هو متحور فرعي جديد لفيروس كورونا، وسليل أوميكرون. ظهر لأول مرة في 17 فبراير/ شباط 2023 في الصين.

يمتاز بطفرة تمكّنه من تجنب الأجسام المضادة التي طوّرها الجهاز المناعي استجابة للإصابات واللقاحات السابقة، والتي غالباً ما قد تكون السبب في انتشاره في أنحاء العالم كافة، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه بدءاً من 7 أغسطس/ آب 2023، تم تقديم 7354 تسلسلاً من EG.5 إلى "المبادرة العالمية لمشاركة بيانات الإنفلونزا جميعها" (GISAID) من 51 دولة. ومع ذلك، لا يعد إيريس بخطورة متحور بيرولا، لأنه لا يملك قدرات جديدة في نقل العدوى أو الأعراض أو التسبب بحالة خطرة. لذا قيّمت منظمة الصحة العالمية خطره على الصحة العامة على أنه منخفض على المستوى العالمي.

أعراض الإصابة بمتحور إيريس

وفقاً لمنظمة "دراسة زوي الصحية" (Zoe Health Study)، وهي منظمة تراقب وتقدر حالات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة المتحدة، يسبب إيريس أعراضاً مشابهة لأعراض أوميكرون الأكثر شيوعاً، مثل:

سيلان أو انسداد الأنف.
صداع.
تعب.
العطس.
التهاب الحلق.
السعال.
تغيرات في حاسة الشم.

كيف تحمي نفسك من متحورات كورونا الجديدة؟

لا تزال طرق الوقاية المتبعة منذ بداية جائحة كوفيد-19 عام 2020 هي الأفضل لحماية نفسك والآخرين من متحورات كورونا الجديدة؛ بيرولا وإيريس، وتتضمن:

غسل اليدين جيداً، واستخدام مطهر اليدين.
الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر واحد عن الآخرين.
ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة والمزدحمة.
تعقيم الأسطح والأشياء التي يتم لمسها بشكلٍ متكرر.
السعال أو العطس في مرفقيك أو منديل مطوي عوضاً عن استخدام اليدين.
فتح النوافذ.
تجنّب لمس العينين والأنف والفم.
دعم الجهاز المناعي بممارسة الرياضة والمواظبة على النظام الغذائي الصحي.

من خلال البقاء على اطلاع واتباع الإرشادات الموصى بها، يمكننا المساعدة في الحفاظ على أمان أنفسنا ومجتمعاتنا.