متلازمة كوفيد طويل الأمد: المضاعفات التي قد تحدث عند الأطفال والمراهقين بعد الإصابة بكوفيد-19

3 دقائق
متلازمة كوفيد طويل الأمد: المضاعفات التي قد تحدث عند الأطفال والمراهقين بعد الإصابة بكوفيد-19
حقوق الصورة: shutterstock.com/Fabio Principe

بعد مرور أكثر من عامين منذ الإعلان عن جائحة كوفيد-19 لأول مرة، تم الإبلاغ عن ملايين الإصابات وآلاف الوفيات. وبينما يركز العالم على المرحلة الحادة للمرض، ظهرت متلازمة كوفيد-19 طويل الأمد بين البالغين، وبشكل أقل شيوعاً بين الأطفال والمراهقين. استطاع بعض الأطفال المصابين بكوفيد -19 أن يُشفوا دون أية مضاعفات لاحقة، بينما عانى بعضهم الآخر من تطور أعراض جديدة متفاوتة الشدة بعد الشفاء من الفيروس التاجي. فلماذا يصاب بعض الأطفال بكوفيد طويل الأمد دون آخرين، وما علاجه؟

ما هو كوفيد-19 طويل الأمد؟

بعد أن أصيب أكثر من 400 مليون شخص حول العالم بفيروس كورونا، لاحظ الأطباء ظهور مضاعفات صحية لدى الأفراد الذين أصيبوا سابقاً بكوفيد-19 وتعافوا منه، وتمثلت بأعراض متفاوتة الشدة ما بين التعب وضيق التنفس وفقدان حاستي الشم والتذوق وحتى ضعف الوظائف العقلية والإدراكية، وهي ما عُرف لاحقاً بمتلازمة كوفيد-19 طويل الأمد أو المضاعفات ما بعد عدوى كورونا.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية يمكن تعريف كوفيد-19 طويل الأمد على أنه مجموعة الأعراض التي تصيب أفراداً لديهم تاريخ إصابة محتملة أو مؤكدة بكوفيد-19 بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، وتستمر لمدة شهرين على الأقل.

لم يتمكن العلماء من تحديد المسبب الرئيسي له، لكنهم حددوا كبار السن والبالغين كأكثر الفئات عرضة للإصابة به مقارنة بالأطفال، إلا أن الأبحاث الحالية تظهر أنه يمكن للأطفال أن يواجهوا أعراضاً حادة لكوفيد-19 طويل الأمد بعد عدة أسابيع من الإصابة.

اقرأ أيضاً: 10 نقاط ذكاء تعادل 20 عام شيخوخة: تكلفة النجاة من كوفيد-19

ما مدى شيوع كوفيد-19 طويل الأمد عند الأطفال؟

منذ بداية ظهور فيروس كورونا وحتى الآن سجلت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ما يزيد عن 13 مليون طفل مصاب بكوفيد-19، إلا أن نسبة إصابتهم بأعراض كوفيد-19 طويل الأمد تباينت ما بين مختلف أجزاء العالم. بالإضافة إلى العامل الجغرافي كان من الصعب متابعة حالات الإصابة بكوفيد-19 طويل الأمد ما بين الأطفال لأن الطفل قد يُصاب بالأعراض دون أن يدرك الوالدان أو طبيب الأطفال ما يعاني منه الطفل، خاصة الأطفال الرضع الذين لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به. كما أن عدداً قليلاً من الأطفال الذين يعانون منه يسعون للحصول على علاج ما يجعل تتبعه أمراً صعباً.

أشارت إحدى الدراسات الدولية التي نُشرت في دورية "أمراض الأطفال المعدية" (The Pediatric Infectious Disease Journal) إلى أنه ما بين 2-10% على الأقل من الأطفال الذين أصيبوا بكوفيد-19 وتعافوا منه معرضون لخطر الإصابة بأعراض كوفيد-19 طويل الأمد. وفي دراسة أخرى نُشرت على موقع ما قبل الطباعة medRxiv، شملت أكثر من 80 ألف طفل مصاب بكوفيد-19، تبين أن 25% منهم قد عانى من أعراض كوفيد-19 طويل الأمد لمدة تتراوح ما بين 4-12 أسبوعاً، أي أن 1 من كل 4 أطفال يعاني من أعراض كوفيد-19 طويل الأمد.

اقرأ أيضاً: ما الذي يعرفه الأطفال عن كوفيد-19؟

أعراض كوفيد-19 طويل الأمد لدى الأطفال وعلاجه

وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال قد تختلف أعراض كوفيد-19 لدى الأطفال مقارنة بالبالغين، وتتفاوت في شدتها واستمراريتها. بشكل عام أبلغ الأطفال عن ألم في الصدر، وسعال وضيق في التنفس بعد ممارسة الرياضة، وفقدان لحاستي الشم والتذوق لدى المراهقين، بالإضافة إلى التعب والقلق وآلام المفاصل والصداع والتهاب الحلق والاكتئاب أو القلق، وصعوبة التركيز بسبب حالة تعرف بضبابية الدماغ.

يصف "إيان فيرغسون"، وهو طبيب أمراض روماتيزم في جامعة ييل الأميركية، معظم الحالات التي تابعها خلال فترة رعايته الطويلة لأطفال أصيبوا بكوفيد-19: "ما أميل إلى رؤيته هو ألم عام وانخفاض في التكيف البدني. قد يقولون: أنا فقط أشعر بالألم، أو لا أشعر أنني على ما يرام، أو لا أشعر أنني يجب أن أنهض من السرير في الصباح، أو يقولون: لقد اعتدت أن أكون في فريق الضاحية بالمدرسة الثانوية، والآن بالكاد أستطيع أن أنزل إلى الشارع قبل أن أضطر إلى أخذ قسط من الراحة".

بينما يوضح "كارلوس أوليفيرا"، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية للأطفال، بأن التشخيص قد لا يتمكن من تحديد سبب ما يعاني منه الطفل المريض، على سبيل المثال قد يعاني الطفل من ألم وإرهاق وصعوبة في التركيز، إلا أن تحاليل الدم وصور الأشعة لا تقدم أية إجابة.

كما يمكن لأعراض كوفيد-19 طويل الأمد أن تتطور إلى مضاعفات خطيرة تصيب بعض الأعضاء كالدماغ والقلب والكلى والكبد.

اقرأ أيضاً: لا تزول بعد التعافي مباشرة: تعرّف إلى آثار كورونا طويلة الأمد

يختلف نوع العلاج الذي يحتاجه الطفل المصاب بكوفيد-19 طويل الأمد وفقاً لكل حالة، فبعد إجراء فحص شامل للطفل يتم تحويله إلى الطبيب المختص مثل طبيب الرئة لمن يعاني من مشكلات في التنفس، أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمن يعاني من فقدان حاسة الشم أو أخصائي القلب. وفي بعض الحالات يمكن الاستعانة بأخصائيين مدرسيين بالنسبة للأطفال الذين يعانون من مشكلات تعليمية.

اقرأ أيضاً: أدوية الحساسية تمثل علاجاً محتملاً لأعراض كوفيد-19 طويلة الأمد

يبقى مرض كوفيد-19 طويل الأمد مرضاً غامضاً بالنسبة للبالغين كما للصغار، ويثير الاستفسارات أكثر مما نحصل عليه من إجابات. الأمر الوحيد المؤكد أنه لا بد للأطفال ممن تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا من الخضوع لفحص طبي لمتابعة أية تطورات صحية قد تظهر عليهم.

المحتوى محمي