منظمة الصحة العالمية تعتزم إدراج الأسبارتام «محلي المشروبات الغازية الدايت» كمادة مسرطنة محتملة

منظمة الصحة العالمية تعتزم إدراج الأسبارتام «محلي المشروبات الغازية الدايت» مادة مسرطنة
حقوق الصورة: بيكسلز

أشارت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه من المرجح أن تعلن الشهر المقبل عن إدراج مادة الأسبارتام كمادة مسرطنة محتملة، وأن قرارها سيكون مدعوماً بسلسلة من الدراسات التي تؤيد أهمية إعادة النظر في سلامة استهلاك البشر لهذه المادة.

استُخدم الأسبارتام كأحد المحليات الصناعية لأول مرة عام 1965 وطُرح في الأسواق عام 1981، وذلك بعد عقود من البحث عن مُحليات بديلة للاستعاضة عن السكر وتقليل مخاطر الإصابة بداء السكري وزيادة الوزن المُرتبطة باستهلاكه.

اقرأ أيضاً: المُحلّيات الصناعية لن تساعدك على إنقاص الوزن

يدخل الأسبارتام في صناعة المشروبات الغازية خالية السكر (الدايت) كما يدخل في صناعة العلكة الخالية من السكر ومنتجات عديدة أخرى تُقدر بأكثر من 5,000 منتج، بما فيها شراب السعال ومعجون الأسنان، والميزة التي تجعله مرغوباً هو أنه ذو مذاق أكثر حلاوة من السكر بمقدار 200 ضعف إلا أنه لا يزيد عدد السعرات الحرارية للأطعمة والمشروبات التي يدخل في تركيبها.

ولكن ينبغي عدم النظر في هذه الميزة بعد الآن، وخاصةً بعد الدراسات التي تمت على الأسبارتام والتي من المتوقع أنها ستنتهي بإعلانه مادة مُسرطنة محتملة للإنسان من قبل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية.

كيف يمكن أن يُسبب الأسبارتام السرطان؟

وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن المدخول اليومي للأسبارتام الذي لا ينطوي على أي مخاطر جسيمة هو 50 مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن، في الوقت الذي لا توصي فيه الهيئات الصحية الأوروبية أن تتجاوز الجرعة اليومية 40 مليغراماً لكل كيلوغرام من الوزن عند البالغين والأطفال. 

وإجابةً عن كيفية تحول الأسبارتام إلى مادة قد تؤدي دوراً محرضاً للسرطان، يتحلل الأسبارتام إلى الميثانول وحمض الأسبارتيك والفينيل ألانين بعد تناوله وامتصاصه عبر السبيل الهضمي، ليبدأ استقلاب الميثانول في الكبد بعد تأكسده أولاً إلى الفورمالديهايد ليتحول بعد ذلك إلى حمض الفورميك.

وبذلك قد يؤدي الأسبارتام دوراً مضاعفاً في الإصابة بالسرطان، أولاً عندما يتواجد على شكل ميثانول والذي يُعرف بأنه مادة مُسرطنة، بالإضافة إلى الضرر المباشر للفورمالديهايد والذي يؤثر مباشرةً على خلايا الكبد بصورة تضر بها.

اقرأ أيضاً: هل تسبب العشبة الحلوة «ستيفيا» العقم؟ إليك أحدث الدراسات المتعلقة بها

على ماذا نصت نتائج الدراسات التي بحثت في دور الأسبارتام كمادة مُسرطنة محتملة؟

ما يدعم الحقائق العلمية التي ذُكرت أعلاه، هو ما قدمته واحدة من العديد من الدراسات التي أجريت على الفئران والتي بحثت في دور الأسبارتام كمادة مُسرطنة، حيث بينت هذه الدراسات أن تعريض بعض الفئران للأسبارتام في وقت مبكر من حياتها زاد من خطر إصابتها بالسرطان لاحقاً، وهذا ما دفع هيئات الصحة العالمية إلى إعادة النظر في سلامة الأسبارتام للاستهلاك البشري.

اقرأ أيضاً: عذراً ولكن المحليّات الاصطناعية البديلة للسكر لن تساعدك على فقدان الوزن

ومن جهة أخرى نصت نتائج دراسة فرنسية بحثت في آثار الأسبارتام على الجسم البشري على وجود زيادة خطر مُثبتة للإصابة بالسرطان، حيث وُجد أن الأفراد الذين يستهلكون الأسبارتام بصورة متكررة وبنسبة عالية معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بسرطان الثدي والسرطانات المرتبطة بالبدانة، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم وسرطان الكبد وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة، بالإضافة إلى سرطان الرحم والبروستات.

وفي حين أن لا نتائج مُثبتة لزيادة الأسبارتام خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، إلا أنه يزيد بدوره من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية والورم النخاعي المتعدد. 

ماذا عن الآثار السلبية الأخرى المرتبطة باستهلاك الأسبارتام؟

من المرجح أن يثير هذا الإعلان مخاوف لدى الجميع بشأن استهلاكهم المنتجات الحاوية على الأسبارتام، وهذا لن يعني تقليل خطر الإصابة بالسرطان وحسب، وإنما سيقلل ذلك من المخاطر الصحية الأخرى المُرتبطة باستهلاكه ومن أهمها نذكر التالي.

الأسبارتام والتشوهات الخلقية

يؤدي الأسبارتام دوراً في زيادة مجموعة من المخاطر الصحية لدى الجنين والرضيع في حال استهلكته الأم الحامل بكميات كبيرة وبصورة مزمنة. وتتباين هذه المخاطر الصحية من زيادة خطر حدوث الولادة المبكرة والأمراض التحسسية لدى الجنين، إلى اضطرابات تحمل الغلوكوز والإصابة بالسكري لدى الرضيع. إضافةً للعبث بتوازن الميكروبات الصحية في أمعاء الرضيع وزيادة إفراز هرمون الكورتيزول المُرتبط بحدوث داء كوشينغ وتحفيز إفراز هرمون ACTH النخامي، إلى جانب زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية وتشحم الكبد غير الكحولي والسرطانات المرتبطة بالهرمونات لدى الرضيع.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار المحليات الصناعية؟

الأسبارتام والاضطرابات السلوكية

تنجم تأثيرات عصبية مختلفة عن التعرض للأسبارتام، وتشمل كل من الاضطرابات العصبية والسلوكية بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية بما في ذلك الاكتئاب. ويُعزى تفسير حدوث هذه الاضطرابات إلى استقلاب الأسبارتام وما ينتج عنه من فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك والميثانول والتي تعتبر قادرة على عبور الحاجز الدماغي الدموي والوصول إلى الدماغ لتؤثر مباشرة في النواقل العصبية الدماغية.

المحتوى محمي