ما مدى أخلاقية التجارب التي تُجرى على الحيوانات في شركة نيورالينك؟

2 دقائق
قرد المكاك، ساكيه، في العرض التقديمي الذي أجرته شركة نيورالينك مؤخراً. موقع يوتيوب/نيورالينك

خلال العرض التعريفي العام الذي أجرته شركة نيورالينك (Neuralink) في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، والذي يبيّن التطورات الأخيرة التي أحرزتها هذه الشركة نحو تطوير واجهة دماغية حاسوبية بشرية بتكلفة معقولة، أشار المؤسس المشارك والمدير التنفيذي، إيلون ماسك (Elon Musk)، إلى مقاطع فيديو لحيوانات اختبار تبدو وكأنها تتمتع بحالة صحية جيدة ولديها إصدارات مبكرة من المنتج مزروعة في رؤوسها. خلال هذا العرض، كرر ماسك الادعاءات السابقة التي تنص على أن نيورالينك "لم تتصرف بتعجرف بوضع الأجهزة في الحيوانات"، وأن عيّنات الاختبار مثل قرد المكاك المسمى ساكيه (Sake) "يحب فعلاً" إجراء الاختبارات التي تجريها الشركة. أضاف ماسك قائلاً: "ليس الأمر وكأننا نرغم هذا القرد على إجراء الاختبارات".

آليات نيورالينك الاختبارية مثيرة للقلق

مع ذلك، تبيّن نشرة حصرية جديدة ومذهلة نُشرت في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022 بإذن من وكالة رويترز آليات هذه الشركة الأكثر إثارة للقلق بالتفصيل. تحتوي هذه النشرة على ادعاءات كبيرة للغاية لدرجة أنها أقنعت المفتش العام في وزارة الزراعة الأميركية في بدء تحقيق فيدرالي كان سرّياً سابقاً بشأن انتهاكات لقانون رعاية الحيوان.

اقرأ أيضاً: الجمال والوحشية: كابوس اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات

تشير سجلات نيورالينك التي راجعتها وكالة رويترز إلى مقتل ما يقرب من 1500 حيوان منذ بدء التجارب في عام 2018، بما في ذلك أكثر من 280 من الخنازير والأغنام والقرود. مع ذلك، حثت بعض المصادر على التشكيك في هذا الرقم، وذلك بالنظر إلى أن الشركة غير مطالبة بموجب القانون الفيدرالي بالاحتفاظ بإحصائيات دقيقة حول عدد عيّنات الاختبار. على الرغم من أن الحيوانات تُقتل قتلاً رحيماً بشكل روتيني وإنساني قدر الإمكان بعد الاختبارات الطبية التي تُجرى لأغراض تحاليل ما بعد الوفاة، سلّط التحقيق الجديد الضوء على 4 تجارب على الأقل شملت 86 خنزيراً وقردين تم تعريضها للخطر بسبب الأخطاء البشرية.

بيئة عمل ضاغطة

أوضحت وكالة رويترز أن "الأخطاء أضعفت القيمة البحثية للتجارب وتطلبت تكرار الاختبارات، ما أدى إلى قتل المزيد من الحيوانات"، مستشهدة بأوصاف الموظفين الحاليين والسابقين للشركة والتي تبين أنها "بيئة ضاغطة للغاية" أدت في كثير من الأحيان إلى عدم استعداد العاملين بشكل جيد وارتكاب الأخطاء.

تظهر النتائج التي توصلت إليها الوكالة أن بيئة الشركة تبدو مرتبطة بشكل مباشر بإصرار ماسك على تسريع تطوير المعايير القابلة للقياس وإصدار منتجات الشركة، وهي عبارة عن جهاز واجهة دماغية حاسوبية قابل للزرع هدف في البداية إلى مساعدة المعوقين والمشلولين والمكفوفين على استعادة القدرة على الحركة الجسدية والرؤية. يستشهد كل من المصدرين اللذين تحدثا لوكالة رويترز ومؤلفو الوثائق الداخلية التي راجعتها الوكالة باتصالات ماسك المباشرة مع موظفي نيورالينك، والتي تتضمن رسالة بريد إلكتروني أرسلها ماسك في فبراير/ شباط 2022 تشكو من أنه "بشكل عام، نحن لا نتحرك بالسرعة الكافية ببساطة. وهذا يجعلني أغضب للغاية!".

اقرأ أيضاً: كيف أصبحت الفئران الحيوانات المفضلة لإجراء الاختبارات العلمية؟

وفقاً للتقرير الجديد، ذكر العديد من الموظفين أن ماسك طلب منهم العمل كما لو كانت "لديهم قنبلة مربوطة على رؤوسهم"، ما أدى إلى الاستعجال في إجراء العديد من المهام والتسبب في معاناة وموت الحيوانات بلا داعٍ. أشارت النتائج أيضاً إلى ارتكاب أخطاء قاتلة، مثل استخدام نوع غير مناسب من الغراء الجراحي على القرود وزرع أجهزة تجريبية في مواقع خاطئة من الأعمدة الفقرية للخنازير، بالإضافة إلى تركيب الأجهزة ذات الحجم غير المناسب في جماجم الأغنام.

تُناقض التجارب الفاشلة والمتسرعة التي ذكرها التقرير بشكل صارخ مساعي كل من ماسك وشركة نيورالينك التي تتمثل في تعزيز جودة حياة الحيوانات. وأشارت مصادر في التقرير إلى أن مرافق إسكان الحيوانات التابعة للشركة جديرة بالثناء، وشبهتها بـ "ديزني لاند" للقرود. روى أحد الموظفين لوكالة رويترز أن ماسك قال سابقاً إنه يريد أن تكون عيّنات الاختبار "أسعد الحيوانات في العالم" في أثناء حياتها.

قدّر ماسك في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أن التجارب البشرية التي تجريها شركة نيورالينك يمكن أن تبدأ في صيف عام 2023 بعد الحصول على الموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية.

المحتوى محمي