تحدٍ على تيك توك يدفع الأطفال لاستنشاق مواد سامة تودي بحياتهم

2 دقيقة
تحدٍ على تيك توك يدفع الأطفال لاستنشاق مواد سامة تودي بحياتهم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Eliseu Geisler

في تحدٍ رائج على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك، تحت اسم "الكرومينغ" (Chroming)، يستنشق الأطفال موادَّ كيميائية سامة، تسبب مشكلات صحية مثل تلف الدماغ والسكتة القلبية وحتى الموت، فقد حصد أرواح عدة أطفال، كان آخرهم طفل من المملكة المتحدة في الحادية عشرة من عمره.

ما هو تحدي الكرومينغ؟ 

انتشر مؤخراً تحدٍ على تيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، يتضمن استنشاق مواد كيميائية خطيرة، ميسورة التكلفة ومتوفرة في كل منزل، أبرزها مزيل طلاء الأظافر، ومثبت الشعر، ومزيل التعرّق، وسائل الولاعة، والبنزين، ومخففات الطلاء، وأقلام التحديد، وغاز الضحك، بهدف الحصول على النشوة المشابهة لتلك التي يحصل عليها مدمنو المخدرات، حيث تؤثّر هذه المواد في الجهاز العصبي المركزي وتبطئ نشاط الدماغ، ما يؤدي إلى "نشوة" قصيرة المدى. يصوّر المراهقون أنفسهم في أثناء استنشاقهم هذه المواد، وما ينتج عنها لنشرها عبر الإنترنت.

يؤدي استنشاق هذه المواد بتراكيز خفيفة أو عالية إلى الوصول لتلك النشوة وشعور السعادة المرافق لها مدة قصيرة، لكنها خطيرة، فعند استنشاق هذه المواد الكيميائية، تصل إلى مجرى الدم عبر الرئتين، ومن هناك إلى أعضاء الجسم الأخرى، وتسبب ظهور تلك الأعراض وفقاً للعضو التي تصل إليه. وفي غضون ثوانٍ، يعاني المستهلك التسمم إلى جانب التأثيرات الأخرى المشابهة لتلك التي يسببها شرب الكحول.

اقرأ أيضاً: ما قصة المرض إكس الذي يرعب الجميع؟ وكيف يمكن الاستعداد له؟

يمكن أن تسبب هذه المواد صعوبة في الكلام والهلوسة والدوخة وفقدان الوعي والإقياء والاختناق وفشل القلب وتلف الدماغ والكلى والكبد، بالإضافة إلى فقدان الذاكرة وانخفاض معدل الذكاء وعدم القدرة على التركيز على المدى البعيد. ويمكن أن تسبب تشوهات إدراكية تتراوح من الضعف الخفيف إلى الخرف الشديد. وقد تسبب ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطرابات المرافقة لتعاطي المخدرات.

تحدي "الكرومينغ" يحصد أرواح العديد من الأطفال 

كان آخر ضحايا تحدي الكرومينغ الخطير طفل في الحادية عشرة من عمره، توفي في منزل صديق له في 2 مارس/آذار 2024 في المملكة المتحدة، بسبب سكتة قلبية بعد استنشاقه موادَّ سامة، ولم يتمكن المستشفى الذي أُسعف إليه من إنقاذه.

ومنذ عام تقريباً، أصيبت مراهقة أسترالية بسكتة قلبية أيضاً في منزل صديقة لها بعد مشاركتها في تحدي الكرومينغ، حيث استنشقت موادَّ كيميائية من علبة مزيل التعرّق، ما أدّى إلى وضعها على أجهزة العناية الطبية مدة ثمانية أيام، وتسبب في تلف شديد في دماغها وفشل في القلب أدّى إلى وفاتها في النهاية. 

وفي عام 2022، عُثِر أيضاً على جثة فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً من نيو ساوث ويلز في أستراليا أيضاً مع علبة مزيل التعرّق ومنشفة، وسبب وفاتها تلف في الدماغ.

اقرأ أيضاً: مرض مجهول يسبب الشلل لـ 95 طالبة مدرسة في كينيا

تدعو عائلات الضحايا الآباء إلى توعية أطفالهم بمخاطر هذا التحدي، والتحديات المشابهة له كي لا تكون سبباً في فقدانهم ومعاناتهم، إذ يمكن أن تشكّل رادعاً للأطفال، ومانعاً من مشاركتهم في التحديات المشابهة. وتحث الأهالي على إخفاء هذه المواد أو حفظها بعيداً عن متناول أيدي أطفالهم لمنعهم من المشاركة في التحدي. كما تدعو مسؤولي هذه المنصات إلى بذل المزيد من الجهد للحفاظ على أمان المستخدمين، ومنع الأطفال دون 16 عاماً من استخدامها. يطالب آخرون بزيادة إجراءات السلامة المرافقة لصناعة مزيلات التعرق، وإحداث تغيرات في تركيبتها.

وقد واجهت إدارة منصة تيك توك انتقادات حادة ما دفعها إلى منع ظهور فيديوهات "تحدي الكرومينغ" في نتائج البحث، التي كان يشرح عدد قليل منها خطوات للوصول إلى أقصى درجة من النشوة، كما أنها ما زالت رائجة أيضاً على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. 

المحتوى محمي