مرض مجهول يسبب الشلل لـ 95 طالبة مدرسة في كينيا

مرض مجهول يسبب الشلل لـ 95 طالبة مدرسة في كينيا
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تداولت عدة نشرات أخبار عالمية فيديوهات لطالبات مدرسة إيريجي الداخلية في كينيا، وتظهر في هذا الفيديو مجموعة من الفتيات اللواتي لا يستطعن المشي وتظهر عليهنّ أعراض شلل في الساقين، وتحملهن زميلاتهنّ ليستطعن التحرك، وغيرهن يرتجفن بشكل غير إرادي، وأخريات يتشنجن بشدة في أسرتهن، وبلغ عدد الفتيات وفقاً لوسائل الإعلام نحو 100 فتاة، ما أثار القلق على المستوى المحلي والعالمي.

اقرأ أيضاً: كيف تحارب وباءً ينتقل عبر الماء؟

متى بدأت حادثة شلل الطالبات في مدرسة إيريجي في كينيا؟

بدأت الحادثة بالانتشار علناً في مساء يوم الإثنين 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ أُدخل أكثر من 30 فتاة لمستشفى مقاطعة كاكاميغا العام (KCGH)، و20 في شيبوي و12 أخريات في مستشفى إيجوهو.

وصرح مسؤول التعليم بالمقاطعة بونفيس أوكوث لوسائل الإعلام في يوم الأربعاء بأن 95 طالبة من هذه المدرسة أُدخلن إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية، وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حول الحادثة، كانت طالبات المدرسة يكافحن من أجل المشي، ويظهر لديهن شلل في أرجلهن، كما تعرضن لتشنجات ورعاش. 

 


يعد هذا الحدث مخيفاً نظراً لأن المدرسة داخلية تحتوي على نحو 1650 طالبة فيها، وفي حال انتشر المرض لعائلات فتيات، قد يتفاقم الوضع ويصبح احتواؤه صعباً، لكن تتعارض التقارير حول ما إذا كانت المدرسة مغلقة أو لا تزال مفتوحة.

لحد الآن لا يعتبر سبب هذا المرض معروفاً، ولا تزال هناك حاجة للكشف عن مصدر العدوى وكيفية انتشارها وما هي تداعياتها.

اقرأ أيضاً: هل يستدعي الظهور الجديد لفيروس شلل الأطفال في لندن ونيويورك قلقاً عالميّاً؟

المعطيات الحالية لشلل الطالبات في مدرسة إيريجي الثانوية في كينيا

قام مسؤولو الصحة في المقاطعة بجمع عينات الدم والبول والبراز الخاصة بالفتيات المصابات وإرسالها إلى مختبرات معهد البحوث الطبية الكيني (KEMRI)، وبدأوا تحقيقاً لاكتشاف سبب تفشي هذا المرض المجهول، وصرحوا بأن عواقبه ستكون كارثية إذا كان مُعدياً.

 وبعد القيام ببعض الاختبارات الطبية الأولية في مستشفى إيجوهو، ظهرت نتائج تشير إلى أن الطالبات لديهن ارتفاع في مستوى الشوارد الكهربائية في دمهن (الالكتروليتات أو الكهارل)، ما يشير إلى أنهن فقدن السوائل، إذ تعد الإلكتروليتات ضرورية للحفاظ على توازن الشوارد الكهربائية في خلايا الجسم البشري، التي تؤدي دوراً محورياً في انتقال كمونات الفعل في الأعصاب والعضلات، ومن أبرز أسباب زيادة الشوارد ما يلي:

  •  السرطان.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • فشل القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الجفاف.
  • التسمم بالمياه.
  • الإسهال.
  • التعرق لفترات طويلة.


وتتضمن أعراض زيادة الشوارد ما يلي:

  • الارتباك والتهيج.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • صعوبات في التنفس.
  • التعب.
  • الصداع.
  • تشنجات العضلات أو ضعفها.
  • الإسهال أو الإمساك.
  • الاستفراغ والغثيان.

لكن لا تزال هناك حاجة للقيام بالمزيد من التحاليل الدقيقة والنوعية لمعرفة نوع المرض وكيفية احتوائه لمنع انتشاره بين الناس، وخصوصاً عائلات الطالبات اللواتي عدن إلى منازلهن.

وصرح بعض المسؤولين التعليميين بأن هناك مخاوف من أن “الأغلبية يتظاهرن بمرضهن” للتهرب من الامتحانات النهائية التي ستتم بعد أسابيع، فعندما حاول الأهل أخذ أطفالهم ومنعتهم إدارة المدرسة من ذلك لمنع تفشي الحالات، قامت الطالبات برشق المسؤولين الحكوميين وسياراتهم بالحجارة ليسمحوا لهن بالخروج من المدرسة والعودة للمنزل.

وناشد عدد من أولياء أمور الطالبات المدرسة بالسماح لبناتهم بالبقاء في المدرسة حتى يتمكن مسؤولو الصحة من تقييم حالتهن وتقديم رعاية طبية جيدة لهن بدل اصطحابهن إلى المنزل، إذ لا يمكن للكثير من الآباء تغطية تكلفة الرعاية الصحية للمرض.

اقرأ أيضاً: هكذا تستعد لتفشي وباء مثل فيروس كورونا

الوضع المتوقع لحادثة شلل الفتيات الجماعية في مدرسة إيريجي في كينيا 

لا يوجد حالياً معطيات كافية لمعرفة نوع المرض، ومن المحتمل أن تكون نسبة جيدة من الطالبات يتظاهرن بالمرض، لكن من الواضح أن الوضع خطير ويستدعي الاحتواء العاجل للمرض، علماً أن المشافي الموجودة في المنطقة تُستنزف نتيجة هذه الحالات، فعلى سبيل المثال تبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى لمشفى إيجوهو 50 سريراً 20 منها شُغل بالفتيات، وفقاً لآخر تقرير عن الحادثة وفق موقع “نايشن أفريكا”.

وحسب تقرير للبي بي سي، هناك عدة حالات تفشي تحدث دورياً في المنطقة، لكن المميز في هذه المرة هو أعراض الشلل التي لم تظهر سابقاً بهذه التفشيات، ومن أبرز الحوادث الأخرى التي جرت مؤخراً في تلك المنطقة؛ وفاة طالبتين ومعلمتهن بعدوى بكتيرية تفشت في مدرسة موكومو الثانوية للبنات في أبريل/ نيسان من عام 2023.

اقرأ أيضاً: بعد ظهور الكوليرا في بعض الدول العربية: كيف تحمي نفسك من هذا المرض الخطير؟

من المبكر حالياً الحسم في سبب هذه الظاهرة، لكن بعد أن تظهر نتائج التحاليل المخبرية النوعية لمراكز الأبحاث الكينية، من الممكن أن تتوضح التفاصيل بشكل أفضل.