كيف خسر نجل أغنى رجل في آسيا أكثر من 100 كيلوغرام في 18 شهراً؟

4 دقيقة
كيف خسر نجل أغنى رجل في آسيا أكثر من 100 كيلوغرام في 18 شهراً؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Marko Aliaksandr

في 1 مارس/آذار 2024، انطلقت احتفالات ما قبل الزواج لرجل الأعمال الهندي أنانت أمباني وخطيبته راديكا ميرشانت في حفل أسطوري تجاوزت تكلفته 100 مليون دولار. اجتذبت الاحتفالات التي استمرت 3 أيام، مشاهير عالميين من مليارديرات التكنولوجيا ووادي السيليكون ونجوم الرياضة والفن، مثل الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، والمؤسس المشارك لشركة بلاكروك (Blackrock) لاري فينك، ونجمة البوب ريانا.

ومع ذلك، فإن ما كشفه أنانت خلال الخطبة التي ألقاها في الحفل عن معاركه الشخصية مع مرضَي السمنة والربو، ورحلته الشاقة نحو فقدان الوزن، هو ما لقي صدى عميقاً لدى الناس في مختلف أنحاء العالم، وجعله يحظى بتعاطف ودعم واسع. فما القصة؟ وما العلاقة بين السمنة والربو؟ 

اقرأ أيضاً: تحدٍ على تيك توك يدفع الأطفال لاستنشاق مواد سامة تودي بحياتهم

مَن هو أنانت؟

وُلِد أنانت في 10 أبريل/نيسان 1995 في مومباي، وهو الابن الأصغر لأغنى رجل في الهند، موكيش أمباني، وله شقيقان، عكاش وإيشا. يشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة ريليانس إندستريز (Reliance Industries). ويعد أحد ورثة إمبراطورية ريليانس إندستريز التي أنشأها والده موكيش أمباني في مجالات الاتصالات والنفط والغاز وتجارة التجزئة والخدمات المالية.

رفاق الطفولة

خيّمت حالة من الصمت والحزن على الحضور من نجوم ومليارديرات، حينما تحدث أنانت أول مرة عن رفاق طفولته، مرضَي السمنة والربو.

قال أنانت في مقطع فيديو له: "لم تكن حياتي مفروشة بالورود، فقد آلمتني أشواكها، إذ واجهت العديد من الأزمات الصحية منذ الطفولة؛ السمنة والربو". وأردف "لقد عانيت، لكن والدي وأمي كانا دائماً بجانبي، وجعلاني أؤمن بأني قادر على تحقيق أي شيء أضعه في ذهني. وهذا هو مقدار ما يعنيه لي أبي وأمي".

رحلة فقدان الوزن

لم يكن أنانت بتلك الشهرة إلّا بعد أن شاهد العالم صور الحفل الباهظ، ومع ذلك فقد كان معروفاً بالفعل في الهند خاصة والغرب عامة، بسبب قصته مع إنقاص الوزن التي بدأت عام 2014 عندما كان يزن 208 كيلوغرامات.

بعد أن عانى أنانت السمنة معظم حياته، استعان بمدرب المشاهير فينود تشانا (Vinod Channa)، الذي عالج بعض نجوم بوليوود مثل جون أبراهام وأيوشمان كورانا. وفقاً لفينود، كان أكبر عائق يقف أمام فقدان أنانت وزنه الزائد هو عدم ممارسة الرياضة وعاداته الغذائية السيئة، ما أدّى إلى إصابته بالخمول الشديد.

بدأ المدرب الشخصي روتين اللياقة البدنية لأنانت ببطء؛ فأدخل تعديلات بسيطة على نمط حياته، بما في ذلك التمارين المنخفضة الشدة والمشي، حتى أصبح بإمكانه المشي نحو 252 دقيقة لمسافة 21 كيلومتراً.

تضمّن نظامه الغذائي التقليل من السكر، واستبدال الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية به، بما في ذلك الوجبات الغنية بالألياف والبروتين والقليلة الكربوهيدرات، وبما يعادل 1300-1500 سعرة حرارية يومياً.

على مدى 18 شهراً، مارس أنانت يومياً نحو 5-6 ساعات من الرياضة التي تضمنت تمارين اليوغا ورفع الأثقال وتمارين اللياقة البدنية، حتى وصل إلى وزن 88 كيلوغراماً، وخسر أكثر من 100 كيلوغرام.

كما هو متوقع، كانت والدة أنانت أكثر الداعمين والمشجعين له؛ حيث أفادت نيتا أمباني، بأنها فقدت 17 كيلوغراماً بنفسها، قائلة: "كلما كان يمارس الرياضة، كنت أفعل ذلك أيضاً. وإذا ذهب في نزهة على الأقدام، كنت أرافقه".

اقرأ أيضاً: تقرير حديث يؤكد زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرحم بين صفوف السيدات الثلاثينيات والأربعينيات

العلاقة بين السمنة والربو

مع انتهاء مراسم الحفل، تصدّر أنانت بقصة معاناته وكفاحه مع مرضَي السمنة والربو عناوين الأخبار، حيث إن الربو، وهو اضطراب في الجهاز التنفسي، يحدُّ من القدرة على فقدان الوزن، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يتناولون المنشّطات (الستيرويدات). فكيف ذلك؟

لتوضيح العلاقة بين السمنة والربو، أفاد طبيب الجهاز التنفسي في مستشفى شاردا شاني مان (Shani Mann)، بأن الربو يترافق مع أعراض مثل ضيق التنفس والسعال والصفير، ما يفرض قيوداً على ممارسة الرياضة؛ حيث يؤدي إمّا إلى تقليل وقت ممارسة الرياضة وإمّا كثافتها، ما قد يؤثّر في حرق السعرات الحرارية ومحاولات فقدان الوزن.

وقالت مدربة الصحة والتغذية بريانكا لاهيري (Priyanka Lahiri) حول حالة أنانت: "لا يؤثّر الربو في حياتك ونومك فحسب، بل أيضاً في استهلاكك الطاقة. من الأدوية الوقائية الشائعة للربو هي الستيرويدات ومضادات الحساسية، وبينما تسبب الستيرويدات آثاراً جانبية مثل ضيق التنفس وزيادة الشهية وزيادة الوزن المائي (احتباس الماء)، فإن الأدوية المضادة للحساسية تسبب الشعور بالنعاس طوال اليوم". أي يمكن أن تسبب العديد من علاجات الربو، مثل الكورتيكوستيرويدات (بريدنيزون، على سبيل المثال)، آثاراً جانبية بما في ذلك زيادة الوزن أو احتباس السوائل.

علاوة على ذلك، يحتاج مرضى الربو استخدام أجهزة الاستنشاق قبل ممارسة الرياضة للحد من أعراضه، لكنها قد تتعارض مع محاولات فقدان الوزن.

كما أكد الطبيب شاني مان، أن أدوية الكورتيكوستيرويد، التي توصف غالباً لعلاج أعراض الربو، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشهية واحتباس السوائل، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن. وأضاف أن مرضى الربو مقيدون بعددٍ قليلٍ من الخيارات الغذائية، ما قد يكون سبباً في اتباع أنظمة غذائية غير متوازنة ولا تدعم أهداف فقدان الوزن. 

ولسوء الحظ، أثّر الاستخدام الطويل الأمد للستيرويدات في صحة أنانت، وتسبب بزيادة وزنه، حيث بلغ 208 كيلوغراماً عام 2014. وقالت والدته: "أدّت الستيرويدات الكثيرة إلى إصابته بالسمنة بهذا الشكل".

 كيف تساعد الستيرويدات على علاج الربو؟

تساعد الستيرويدات، وخاصة الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزولون، على علاج الربو من خلال إيقاف التهاب الشعب الهوائية؛ وهو السمة الأساسية للمرض. يؤدي التهاب الشعب الهوائية عادة إلى تورمها وتضيقها وزيادة إنتاج المخاط، لكن الستيرويدات تمنع تدهور الشعب الهوائية، وتخفّف أعراض الربو. 

ومع ذلك، يؤدي تناولها على المدى الطويل إلى زيادة الشعور بالجوع واحتباس السوائل، ما قد يسبب زيادة الوزن. 

تقول والدة أنانت: "الكثير من الأطفال يعانون هذا الأمر، وقد تشعر الأمهات بالخجل من الاعتراف بذلك، لكن لا بُدّ من تحفيز طفلك على إنقاص الوزن".

اقرأ أيضاً: ما قصة المرض إكس الذي يرعب الجميع؟ وكيف يمكن الاستعداد له؟

العودة لنقطة الصفر

مع نهاية عام 2020، وبالتزامن مع جائحة كورونا، ظهر أنانت في حفل صديقته راديكا، وقد عاد جسمه لوضعه السابق، مكتسباً الوزن الزائد. وعلى الرغم من محاولات اتباع النظام الغذائي والرياضي الشاق، فإن جسده لم يستجب. وضّح الجراح ومؤسس معهد صحة الجهاز الهضمي، الطبيب مفازال لاكداوالا (Muffazal Lakdawala): "لم تكن زيادة وزنه بسبب الكسل أو أن النظام الغذائي غير الصحي، وإنما بسبب الزفاف، والضغوط المجتمعية، حيث ترك نفسه ينزلق قليلاً".

المحتوى محمي