كشفت شركة "فاليشور" (VALISURE) المتخصصة في ضمان الجودة للمستحضرات الصيدلانية، أن منتجات علاج حب الشباب التي تحتوي على مادة البنزويل بيروكسيد غير مستقرة، ويمكن أن تتشكل فيها مادة البنزن المسرطنة بمستويات عالية وغير مقبولة.
البنزويل بيروكسيد يتحول إلى مادة البنزن المسرطنة في علاجات حب الشباب
توجد مادة البنزويل بيروكسيد في منتجات علاج حب الشباب التي تُصرف بوصفة طبية أو دونها. تعمل المادة عن طريق تقليل كمية البكتيريا المسببة لحب الشباب، وتسبب جفاف الجلد وتقشره، وإزالة البثور والنتوءات من على الوجه. قد تتحول هذه المادة إلى مادة البنزن التي تسبب سرطان الدم عند تعرّض الإنسان لنسب ضئيلة جداً منها، لذلك تراقب إدارة الغذاء والدواء الأميركية مادة البنزويل بيروكسيد، وتسمح بوجود 2 جزء في المليون (ppm) للبنزن فيها.
البنزن هو سائل عديم اللون أو أصفر فاتح في درجة حرارة الغرفة، يعدُّ مادة مسرطنة معروفة للإنسان، إذ يؤدي إلى تطور سرطان الدم، عند التعرض المستمر لمستويات منخفضة تصل إلى جزء واحد في المليون. يُستخدم عادة كمذيب في الصناعات الكيميائية والصيدلانية، يمكن العثور على كميات ضئيلة منه في دخان السجائر والمواد اللاصقة ومنتجات التنظيف ومزيلات الطلاء.
اقرأ أيضاً: تقرير حديث يؤكد زيادة معدلات الإصابة بسرطان الرحم بين صفوف السيدات الثلاثينيات والأربعينيات
أجرت شركة فاليشور اختبارات مكثّفة على 175 منتجاً لعلاج حب الشباب، 99 منها تحتوي على مادة البنزويل بيروكسيد و76 تحتوي على مكونات أخرى. أشارت النتائج إلى تشكل البنزن بمستويات عالية في معظم منتجات علاج حب الشباب التي تحتوي البنزويل بيروكسيد، وأنها تحتوي على أضعاف النسبة المسموحة، وبالتحديد أكثر من 800 مرة من حد التركيز المشروط الذي حددته إدارة الغذاء والدواء.
أكدت الاختبارات أيضاً وجود البنزن في الهواء المحيط بالمنتجات، ما يدل على إمكانية تسربه من بعض العبوات، وتشكيل خطر محتمل للاستنشاق. وأكدت الشركة أن وجود المنتجات في السيارة يشكّل خطراً أكبر، فوجودها في سيارة بدرجة حرارة مرتفعة (70 درجة مئوية) يؤدي إلى انتشار البنزن في هواء السيارة بمعدل 1270 مرة تقريباً من الحد المحسوب لوكالة حماية البيئة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالسرطان بسبب استنشاق البنزن على المدى الطويل.
عموماً، أكدت النتائج وجود البنزن بمستويات عالية في منتجات علاج حب الشباب عند درجة حرارة 37 درجة مئوية و50 درجة مئوية و70 درجة مئوية، وتؤكد أن مادة البنزويل بيروكسيد الموجودة في منتجات علاج حب الشباب غير مستقرة، وتطلب فاليشور إجراء تحقيق وسحب هذه المنتجات من السوق.
في المقابل أكدت نتائج الاختبارات أن منتجات علاج حب الشباب التي لا تحتوي على البنزويل بيروكسيد، وتحتوي على مواد مثل حمض الساليسيليك أو أدابالين، لا تشكّل البنزن وغير مسرطنة، وبالتالي تعدُّ بديلاً جيداً عن تلك المنتجات الأخرى.
اقرأ أيضاً: باستخدام كريسبر: أخيراً رصد تحركات الخلايا السرطانية وكيفية انتشارها
تدرك إدارة الغذاء والدواء الأميركية خطر البنزن وتؤكد أنه ينبغي ألّا يُستخدم في تصنيع المواد الدوائية بسبب سميته غير المقبولة. ومع ذلك، في حال عدم وجود بديل له لإنتاج مستحضر دوائي ذي تقدم علاجي كبير، فيجب تقييد مستوياته، ويقتصر البنزين على 2 جزء في المليون فيه. وكشفت أيضاً عن وجود البنزن في معقمات اليد وواقيات الشمس ومضادات التعرّق والشامبو.
لكن ديفيد لايت، المؤسس المشارك ورئيس شركة فاليشور قال: "يختلف هذا الاكتشاف لعدم الاستقرار الأساسي لبيروكسيد البنزويل وتكوين البنزن اختلافاً كبيراً عن اكتشافات فاليشور السابقة للبنزن في واقيات الشمس ومعقمات الأيدي والمنتجات الاستهلاكية الأخرى. البنزن الذي وجدناه في واقيات الشمس والمنتجات الاستهلاكية الأخرى عبارة عن شوائب جاءت من مكونات ملوثة. ومع ذلك، فإن البنزن الموجود في منتجات بيروكسيد البنزويل ينتج عن بيروكسيد البنزويل نفسه، وأحياناً بمئات أضعاف الحد المشروط الذي حددته إدارة الغذاء والدواء. وهذا يعني أن المشكلة تؤثّر في نطاقٍ واسع على منتجات البنزويل بيروكسيد، التي تتطلب وصفة طبية أو لا، وتتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة".
بحثت الشركة أيضاً عن الحل، وقالت إن إضافة القليل من مضادات الأكسدة إلى المنتج يمكن أن يقلل بشكلٍ كبير من تكوين البنزن بنسبة تزيد على 98%.
اقرأ أيضاً: 18 شركة في قطاع الحياة والصحة ضمن قائمة فورتشن 500 العربية
قبل الموافقة على سحب المنتجات من الأسواق، على إدارة الغذاء والدواء التحقق من هذه النتائج، والتأكد من أنها دقيقة وقابلة للتكرار قبل استخدامها لاتخاذ قرارات تنظيمية، مثل التوصية بتعليق بيع المنتج وعمليات الاسترداد.