اكتشاف نوع نادر من النباتات الآكلة للفطريات

اكتشاف نوع نادر من النباتات الآكلة للفطريات كان يُعتقد سابقاً أنها انقرضت
كما يدل معنى اسمها؛ فانوس الجنية، تبدو وكأنها فانوس سحري صغير يضيء أرضية الغابة المظلمة. كينجي سويتسوغو

في ظاهرة تبدو وكأنها من أحد أفلام الخيال العلمي أو المشاهد الفكاهية، هناك بعض النباتات على كوكبنا القادرة على أكل كائنات حية أخرى.

يعرف نوع ثيسميا من هذه النباتات أيضاً باسم فانوس الجنية (fairy lantern)، ويمكن العثور عليه على الرغم من ندرته في أجزاء مختلفة من العالم وتحديداً في المناطق الاستوائية من آسيا وأستراليا وجنوب أميركا، وكذلك المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة في اليابان ونيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة.

نبات فانوس الجنية الآكل للفطريات

في الواقع، معرفة العلماء حول بيئة هذه النباتات الغامضة محدودة جداً على الرغم من وجودها في غابات ومناطق مختلفة. تعيش هذه النباتات تحت الأرض وأزهارها ملونة تنمو فوق سطح التربة، وتفتقر إلى الأوراق الخضراء والكلوروفيل اللازمَين لصنع غذائها عبر عملية التمثيل الضوئي كما هو حال غالبية النباتات، وتتغذى بدلاً عن ذلك على الفطريات، مثل الفطريات الجذرية الشجيرية (Arbuscular mycorrhiza).

اقرأ أيضاً: اكتشاف سلالات بكتيرية تمنح النباتات الحياة على المريخ

لم يُتكشف سوى 90 نوعاً من جنس الثيسميا، ولكن العلماء اكتشفوا نوعاً جديداً منها كان يُعتقد أنه انقرض، وتحدث العلماء عن إعادة اكتشاف نوع الثيسميا هذا في دراسة نُشرت في 27 فبراير/ شباط في مجلة فايتوتاكسا (Phytotaxa). يُدعى هذا النوع "ثيسميا كوبنسيس" (Thismia kobensis)، واكتشف في الأصل في مدينة كوبي عام 1992، ولكن من المفترض أنه اختفى كلياً بعد بناء مجمع صناعي هناك. بعد 30 عاماً، اكتشف عالم الأحياء في جامعة كوبي، كينجي سويتسوغو، وزملاؤه هذا النبات مجدداً في مدينة ساندا التي تقع على بعد 30 كيلومتراً تقريباً من كوبي.

وصف الفريق ثيسميا كوبنسيس بتفاصيل جديدة أضيفت إلى وصفه الأصلي الذي استند إلى عينة غير مكتملة محفوظة في متحف وليس على نبات موجود في الطبيعة. ووفقاً لتحليل الفريق، يختلف ثيسميا كوبنسيس عن النوع المشابه المعروف باسم "ثيسميا هانغي" (Thismia huangii) بالشكل، إذ له حلقة عريضة وقصيرة والكثير من الشعيرات على ميسم الزهرة (الجزء الأنثوي من الزهرة الذي يجمع حبوب اللقاح).

يقول الفريق في دراسته إن ثيسميا كوبنسيس هو نوع فريد له خصائص مميزة وتاريخ تطوري مستقل، كما أنه أيضاً من نوع فانوس الجنية الآسيوي المعروف في أقصى الشمال، ويمكن أن تقدم إعادة اكتشافه رؤى جديدة حول الجغرافيا الحيوية لنوع غريب وغامض من فانوس الجنية معروف باسم ثيسمسا أميريكانا  (Thismia americana)،  كان يُعتقد في الأصل أنه مرتبط ببعض الأنواع في أستراليا ونيوزيلندا.

اقرأ أيضاً: نهجٌ جديد لاستخدام الدخان الناتج عن عوادم السيارات في زراعة الغذاء

تطور مستقل

تشير الدراسة إلى أن ثيسميا كوبنسيس هو النوع الأقرب من الناحية الوراثية إلى ثيسميا أميريكانا الذي اكتُشف بالقرب من شيكاغو فقط وربما تطور بشكل مستقل عن الأنواع الأخرى في أستراليا ونيوزيلندا نظراً إلى المظهر الفريد لأزهاره الخارجية.

تشير الدراسة أيضاً إلى أن البنية الداخلية لأزهار ثيسميا أميريكانا تشبه تلك الموجودة في ثيسميا كوبنسيس -مثل نقص غدد الرحيق- ما يشير إلى وجود علاقة أوثق بين النوعين.

لا يزال نمط توزع النبات محيراً لعلماء النبات، ولكن أحد الأسباب المحتملة التي يمكن أن تفسّر هذا النمط والعلاقة الوثيقة هو هجرتها عبر جسر بيرنجيا (Beringia)، أو جسر بيرينغ ستريت لاند (Bering Strait Land Bridge)، وهو جسر من اليابسة كان يربط شرق آسيا بأميركا الشمالية في العصر الجليدي الأخير.

اقرأ أيضاً: هكذا دبت الحياة على الأرض بعد الانقراض العظيم

ساعدت إعادة اكتشاف ثيسميا كوبنسيس بعد 3 عقود العلماء على فهم نباتات فانوس الجنية وتطورها وجغرافيتها الحيوية بشكل أفضل عموماً. بعد تقييم هذا النوع، خلص الفريق إلى أنه مهدد إلى درجة كبيرة بالانقراض وفقاً لمعايير القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (IUCN)، ويوصي الفريق بفرض المزيد من اللوائح التي تحد من قطع الأشجار لحماية الغابات التي تعيش فيها.

المحتوى محمي