علماء يصنعون كرة عملاقة من لحم الماموث الصوفي المنقرض فهل يمكن تذوقها؟

علماء يصنعون كرة عملاقة من لحم الماموث الصوفي المنقرض فهل يمكن تذوقها؟
حقوق الصورة: AICO LIND/VOW
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لسنوات، دار جدال بين خبراء الأخلاقيات والعلماء حول إعادة إحياء الماموث الصوفي، كيفيتها ونتائجها المحتملة وضروراتها، وفي هذه الأثناء يقال إن شركة ناشئة قد مضت قدماً وابتكرت نسختها الخاصة من الماموث. وكما أوضحت صحيفة الغارديان (The Guardian) فقد كشفت شركة أسترالية تدعى فاو (Vow) عن أول كرة لحم ماموث هجينة تتكون من أجزاء من تسلسل الحمض النووي للماموث المنقرض مربوطة جنباً إلى جنب مع خلايا الفيل. وتأمل الشركة الناشئة بذلك تعزيز تحول ثقافي أسرع إلى اللحوم المستنبَتة في المختبر، إذ إن إنتاجها صديق للبيئة كما أنها ستكون أكثر استدامة، مع تسليط الضوء على تأثير البشر في انقراض الأنواع.

كرة لحم مستنبت مخبرياً بأسبوعين فقط

تُعد تربية الحيوانات الصناعية واستهلاك لحومها من أكبر أسباب انبعاثات الغازات الدفيئة واستهلاك المياه، وقد شدد خبراء المناخ مراراً وتكراراً على أهمية الاستعاضة عن نهج استهلاك اللحوم الحالي بخيارات صحية ومستدامة أكثر، ولكن يبدو طلب ذلك من الناس صعباً إذ اعتادوا أنظمتهم الغذائية المفضلة التي رسختها الثقافة. في حين أن بدائل اللحوم المستنبَتة في المختبر تحظى باهتمام متزايد فقد كانت شركة فاو تأمل في لفت الانتباه إلى أحدث الإمكانيات من خلال إحياء نسخة مصغرة من عملاق العصر الجليدي الشهير في شكل كرة لحم صغيرة.

 اقرأ أيضاً: اكتشاف الهيكل العظمي الأكثر اكتمالاً لماموث عمره 30 ألف عام

يقول الأستاذ في المعهد الأسترالي للهندسة الحيوية (Australian Institute for Bioengineering) بجامعة كوينزلاند (University of Queensland’s)، إرنست ولفيتانغ ( Ernst Wolvetang)، الذي عمل جنباً إلى جنب مع الفريق الذي استنبَت كرة اللحم: “على الرغم من أن الفكرة تبدو مذهلة جداً، فقد كان صنع كرة اللحم العملاقة سهلاً وسريعاً للغاية”. علاوة على ذلك، عمل فريق ولفيتانغ أسبوعين فقط لجمع ما يقرب من 20 مليار خلية من لحم الماموث والفيل استُنبِتت داخل الخلايا الجذعية العضلية للأغنام.

نهج استهلاكي جديد

بالنسبة للمؤلف لينكولن ميشيل (Lincoln Michel)، كان الخبر مفاجئاً، إذ قال في حديث لمجلة العلوم للعموم: “قد يبدو ما أقوله مبتذلاً في هذه المرحلة، ولكننا أحرزنا تقدماً هائلاً تصعب الاستهانة به في الحقيقة”.

في رواية الخيال العلمي التي صدرت له عام 2021، “مستكشف الجسم” (The Body Scout) ، يتحدث ميشيل صراحة عن المأكولات المخبرية المشتقة من أنواع الحيوانات المنقرضة منذ فترة طويلة في أجواء مظلمة يمتزج فيها التطور التكنولوجي الخيالي بالحياة البائسة. ويقول: “حينما كتبت رواية “مستكشف الجسم”، اعتقدت أن ذكر برغر الماموث وجوانح تيرانوصور ترياكي سيكون تعليقاً ساخراً على تفاهة الرؤية الرأسمالية الحديثة، ولم أكن أتوقع أن أرى وجبات سريعة من لحم الماموث بعد عامين فقط من نشر هذه الرواية”.

وتخطط مؤسسة فاو بالفعل لتزويد مطاعم سنغافورة نهاية العام بلحم طائر السمان الياباني المستنبت في المختبر بطرق مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير إن الشركة أجرت أبحاثاً على أكثر من 50 نوعاً آخر لإضافتها إلى قائمة طعامها، بما في ذلك الجاموس والتمساح والكنغر وأنواع الأسماك المختلفة. جدير بالذكر أن طائر الدودو كان الخيار الأول للباحثين في هذه التجربة لكنهم لم يتمكنوا من استنبات لحمه لأنهم يفتقرون إلى تسلسل الحمض النووي الضروري لذلك.

اقرأ أيضاً: الماموث المسكين: البشر تسببوا في انقراضه قبل أوانه بـ 4 آلاف عام

لكن لا تتوقع أن تتذوق لحم الماموث في المستقبل القريب، إذ قال ولفيتانغ لصحيفة الغارديان إن البشر لم يتناولوا بروتين الماموث منذ آلاف السنين لذلك لا يوجد ما يدل على كيفية تعامل أجهزتهم المناعية مع مثل هذا الطعام، أما الآن فإن كرة اللحم هذه تمثل ما تأمل صناعة البروتين الحيواني المستنبت تحقيقه، وإذا استمر تطبيق الأساليب نفسها على الحيوانات التي تؤكل لحومها على نحو شائع، فقد تتاح طرائق تغذية جديدة كلياً للمستهلكين، ويوضح أحد الباحثين للغارديان قائلاً: “سيكون لاستنبات لحم البقر والدجاج والمأكولات البحرية الأثر الأكبر فيما يخص تقليل الانبعاثات الناجمة عن التربية التقليدية للحيوانات”.