مؤتمر ليب LEAP 22 في السعودية: الحدث التقني العالمي الذي سيُعيد تشكيل أسلوب حياتنا

ليب 22
حقوق الصورة: الموقع الرسمي للمؤتمر.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تحت رعاية المهندس «عبدالله بن عامر السواحة»، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي وبحضور عدد من الوزراء والمهتمين بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والتقنية، أُقيم مؤتمر ليب « 22 LEAP» تحت شعار «عين على المستقبل»، في مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية خلال الفترة الممتدة من 1-3 فبراير 2022. 

كان ليب 22 أضخم مؤتمر ومعرض تقني يهتم بمستقبل التقنيات ودورها في ازدهار البشرية. أكدت المملكة من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر على مكانتها وريادتها الإقليمية والعالمية من النواحي التقنية والرقمية والابتكارية، وسعيها الحثيث لتحقيق مُستهدفات رؤية 2030 في المجالات التقنية والقطاعات الواعدة.

مؤتمر ليب 22 LEAP: عين على المستقبل 

نظّم مؤتمر ليب 22 وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وعددٍ من الجهات المحلية والعالمية، بهدف تعزيز مكانة المملكة دولياً بوصفها نقطة التقاء لقادة الفكر وصانعي التغيير من جميع أنحاء العالم والوجهة الحقيقية للابتكار التقني العالمي، وإلى تمكين وتطوير واعتماد أحدث التقنيات العالمية.

شمل المؤتمر 6 منصات بمشاركة أكثر من 350 متحدثاً دولياً ومحلياً، ويعبر عن مستقبل التقنية عبر أكثر من 380 جلسة حوارية. وتمت مناقشة عدة موضوعات منها الاقتصاد الرقمي، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحيوية والصحية، والعلوم الكمية، والفضاء والأقمار الصناعية، والتقنيات المالية، والمصادر المفتوحة. وشاركت فيه أكثر من 700 شركة تقنية رائدة عالمياً وناشئة.

اقرأ أيضاً: المشكال: تحفة معمارية فريدة في مؤتمر عين على المستقبل في السعودية

مؤتمر ليب 22 هو لقاء يجمع أفضل العقول البشرية في العالم

بحسب الموقع الإلكتروني للمؤتمر، يُمثّل مؤتمر ليب 22 منصةً عالميةً وحدثاً استثنائياً يستضيف خبراء التقنيات المستقبلية والتقنيات المميزة الواعدة من جميع أنحاء العالم. إنه منبر للتقدم دائم التسارع واعتماد أحدث التقنيات. ويستقطب أفضل العقول البشرية في العالم؛ من الشركات التقنية الرائدة والرواد الملهمين في الشركات الناشئة العالمية، وأصحاب رأس المال الاستثماري الذين سيقدمون الوسائل اللازمة لتحقيق أحلام رواد الأعمال.

وقال السواحة: «تمتلك التقنية والابتكار الإمكانات الهائلة التي تمكنها من تحويل الاقتصادات والمجتمعات. حيث إننا نعيش الآن في مجتمع سريع التطور ويتعين عليك أن تواكب أو تتخلف عن اللحاق بركب هذا التطور السريع. نشعر بالفخر والاعتزاز لاستضافة مؤتمر ليب للمساعدة في قيادة المنطقة ومواكبة التقنية والابتكار».

اقرأ أيضاً: عمرها 4500 عام: علماء آثار يكتشفون طرقاً ومقابر قديمة على جانبيها في السعودية

أبرز ما جاء في مؤتمر ليب 22

تضمن مؤتمر ليب العديد من الفعاليات، وأُعلنت على مدى أيامه الثلاثة أخبار مهمة، ووُقعت اتفاقيات بنّاءة، إليك بعضاً منها.

إعلان التدشين الفعلي لبرنامج المحتوى الرقمي 

بميزانية تقدر بـ 4.2 مليارات ريال، أُعلن في المؤتمر التدشين الفعلي لبرنامج المحتوى الرقمي «SAUDI IGNITE PROGRAM»، والذي يهدف إلى تنظيم وتفعيل أسواق المحتوى الرقمي في المملكة، من خلال تسهيل مشاركة القطاع الخاص في السوق عبر اللوائح والتنظيمات، وإجراء حوكمة متكاملة تحفز على التوسع وتشجع الابتكار، إلى جانب تحفيز سوق المحتوى الرقمي وجذب مختلف الاستثمارات.

وأطلق البرنامج 36 مبادرة، تنوعت ما بين مبادرات تمويلية هدفها تمويل وإنشاء صناديق استثمارية لتنمية المحتوى المحلي لتعزيز النمو في قطاع الفيديو والصوت والألعاب، والإعلانات الرقمية، ومبادرات تنظيمية بغية إجراء تعديلات في التشريعات والتنظيمات وتسهيل أنظمة العمل، وحماية البيانات والخصوصية وحقوق الملكية لتعزيز نمو المحتوى الرقمي، إضافةً إلى مبادرات التدريب والتأهيل، وستوفر المبادرات المعنية بهذا الجانب فرصاً تدريبيةً متخصصةً في المحتوى الرقمي، كما ستقدم المنح التعليمية، وتعمل على تحفيز التميز الإبداعي والأكاديمي.

وسيُخصص المجلس ميزانية تبلغ قيمتها الإجمالية 2.7 مليار ريال لصندوق تطوير الألعاب الإلكترونية وصندوق للأفلام، ويتوقع أن تسهم المبادرات مجتمعة التي تشمل عدة مسارات هي الألعاب، والفيديو، والإعلانات الرقمية، والصوت، في رفع حجم سوق المحتوى الرقمي في المملكة إلى ثلاثة أضعاف بحلول العام 2030، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة، وتمكين ريادة الأعمال، واستحداث العديد من الوظائف في قطاعات المحتوى الرقمي بحلول 2030.

الإعلان عن مبادرات داعمة لأهداف مجلس المحتوى الرقمي

أعلنت أيضاً وزارة الثقافة السعودية عن مبادرتين داعمتين لأهداف مجلس المحتوى الرقمي، وتتمثلان في «منصة ممارسي الثقافة والمحتوى الرقمي»، و«مبادرة فرص الابتعاث في مجالات المحتوى الرقمي». وتسعى الوزارة من خلال المبادرتين إلى تحقيق الأهداف الوطنية التي أُنشئ لأجلها المجلس، وتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وغير الربحي لدعم المحتوى الرقمي في السعودية عبر مشاريع ومبادرات استراتيجية.

وتقدم الوزارة من خلال منصة «ممارسي الثقافة والمحتوى الرقمي» شبكة تواصل اجتماعي تضم جميع الممارسين في المجالات ذات الصلة من مختلف القطاعات، وتتيح مميزات متعددة؛ من بينها إمكانية إنشاء الملفات الشخصية، وبناء شبكات العلاقات، ومشاركة المحتوى، وإحداث حراك في سوق العمل الثقافي. وتستهدف المنصة شريحة الممارسين الثقافيين ومن لديهم محتوى رقمي.

أما الهدف من مبادرة «فرص الابتعاث في مجالات المحتوى الرقمي» هو توفير خيارات نوعية لابتعاث المواطنين السعوديين المؤهلين من ذوي الامتياز الأكاديمي والشغف بالإعلام الرقمي، للحصول على درجات البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه في المجال بالجامعات والكليات المدرجة والمعتمدة من وزارة التعليم، وذلك إسهاماً منها في تمكين المؤهلين في تخصصاته، وتأهيلهم وفق أفضل المناهج العلمية عالمياً، ما سينعكس على البيئة الرقمية في السعودية.

من جانب آخر، أعلن صندوق التنمية الثقافي عن «برنامج تمويل قطاع الأفلام» الذي يهدف إلى دعم المحتوى المرئي المحلي والتطوير الشامل للقطاع في السعودية، بمخصصات تقدر بـ 879 مليون ريال، مشيراً إلى أنه سيفتح باب التقديم لطلب التمويل لاحقاً خلال هذا العام.

برنامج «Ignite» للارتقاء بالمحتوى الرقمي وإنتاجه

أعلن المؤتمر عن برنامج Ignite للارتقاء بالمحتوى الرقمي وإنتاجه، باستثمارات جديدة لدعم الجيل القادم من الاتصالات والبنية التحتية، ويسعى البرنامج إلى مضاعفة حجم سوق المحتوى الرقمي في المملكة إلى 3 أضعاف في مجال الألعاب والصوت والفيديو والإعلان. 

أعلنت شركة «تريند مايكرو» الأميركية اليابانية لبرمجيات الأمن السيبراني إطلاق مقرها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مدينة الرياض، وبحيرة بيانات الأمن وغيرها من الاستثمارات في المملكة، ليصل الإجمالي إلى 50 مليون دولار، وتهدف هذه الاستثمارات إلى تعزيز التزام «تريند مايكرو» لحماية الشركات الخاصة والعامة في المملكة وجميع أنحاء المنطقة.

تدشين تقنية WiFi-6e بسرعة 5 أضعاف الإنترنت الحالي

وعلى هامش أعمال المؤتمر، دشَّنت السعودية الجيل الأحدث من تقنيات الواي فاي WiFi-6e، الذي يمتاز بسرعة نقل بيانات تتجاوز 5 أضعاف الجيل الحالي من تقنيات الواي فاي، إلى جانب قدرات مضاعفة في استيعاب أعداد المستخدمين، لتصبح المملكة بذلك الأولى عالمياً في إجمالي الطيف الترددي المتاح لتقنية Wi-Fi.

كما أجرت أول تجربة اتصال عبر الأقمار الصناعية «LEO Satellite» على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونجحت في توفير حلول مبتكرة وفعالة لتغطية المناطق النائية، بالإضافة إلى عزمها عقد مزاد جديد للترددات المتاحة لشبكات الجيل الخامس والاتصالات المتنقلة. ستتيح تقنية WiFi-6e سرعات اتصال عالية تصل إلى 2.4 غيغابت/ثانية، كما ستمكن المملكة من الريادة في تبني التقنيات الرقمية الحديثة كالواقع الافتراضي والواقع المعزز وإنترنت الأشياء بما يعزز من عوائد الاقتصاد الرقمي ويدعم الاستثمار في التقنيات اللاسلكية الناشئة حيث من المتوقع أن تتضاعف إسهامات تقنيات الواي فاي في الناتج المحلي للمملكة بأكثر من 4 أضعاف.

اقرأ أيضاً: منحدرات للتزلج على الجليد في مدينة نيوم بالسعودية

كاكست دشنت مشروع «الكراج» كواحة للابتكار

في اليوم الأول للمؤتمر، دشّنت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “«كاكست» مشروع «الكراج» كواحة للابتكار، لمساعدة رواد الأعمال في تأسيس شركاتهم التقنية من خلال الجمع بين حاضنات ومسرعات الأعمال مع مساحات عصرية للعمل متكاملة الخدمات.

تأتي تسمية المشروع بـ «الكراج» مستلهمةً من الأماكن البسيطة التي انطلقت منها الشركات التقنية العالمية مثل آبل وجوجل وأمازون، وذلك عبر تحويل مبنى مواقف سيارات في قلب العاصمة إلى موقع حيوي بين معامل ومختبرات المدينة، وبجانب نخبة من العلماء والباحثين، تنطلق منه الشركات إلى العالم. يحاكي مشروع «الكراج» التجارب العالمية للبيئات الحاضنة للابتكار، مثل (وادي السيليكون)، و(ستيشن إف) وغيرها، ويسعى إلى خلق ثقافة مشابهة تدمج بين مناخ الابتكار والعمل، وأسلوب الحياة والسكن والترفيه، ويستقطب رواد الأعمال من داخل المملكة ومن جميع أنحاء العالم، ليحولوا أحلامهم إلى واقع، وأفكارهم إلى ابتكارات، وشركاتهم الناشئة إلى شركات مليارية.

اقرأ أيضاً: ضمن مبادرة السعودية الخضراء: 250 ألف شجرة «غضا» ستُزرع في الصحراء

كاكست وزين تتعاونان لتحقيق التكامل في مجال أنظمة الطائرات بدون طيار

بالإضافة إلى ذلك، وقّعت «كاكست»، وشركة الاتصالات المتنقلة السعودية «زين السعودية»، مُذكرة تفاهم، للتعاون وتحقيق التكامل الوطني بين قطاع البحث والتطوير والابتكار مع القطاع الخاص ومُقدمي الخدمات في مجال أنظمة الطائرات بدون طيار.

وتهدُف هذه الشراكة إلى تحديد الأولويات والاحتياج الوطني في المجالات التجارية لتطبيقات الطائرات بدون طيار التي يستوعبها السوق المحلي، والإسهام في تحقيق أهداف الخطط الإستراتيجية للمدينة وشركة زين في المجالات ذات العلاقة، ودعم المحتوى المحلي من خلال نقل وتوطين التقنيات الحديثة في مجال أنظمة الطائرات بدون طيار من نطاق البحث والتطوير إلى التسويق للابتكارات كمنتجات قادرة على تقديم خدمات في السوق المحلية والعالمية، ودراسة مستحدثات التقنيات المتعلقة في هذا المجال وتسخير قدرات البحث والتطوير والابتكار لإيجاد الحلول التقنية المتسارعة التي يرغب القطاع الخاص في امتلاكها.

الأكاديمية السعودية الرقمية تتعاون مع «هواوي» لتنمية المواهب التقنية المحلية

أبرمت الأكاديمية السعودية الرقمية، مذكّرة تفاهم مع الشركة الصينية هواوي؛ للتعاون على تنمية المواهب التقنية المحلية، من أجل المساهمة في تحقيق التحول الرقمي في المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030. وستتعاون المؤسستان على إطلاق العديد من المشاريع بالاعتماد على أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات، وهي مبادرة تهدف إلى بناء سلسلة توريد للمواهب تشمل عملية التعليم بأكملها ومنح الشهادات والتوظيف.

ويهدف الطرفان من خلال هذه المشاريع، إلى رعاية 8,000 موهبة محلية، من خلال برنامج شهادات تقنية المعلومات والاتصالات المعتمدة من هواوي. وسينظم الطرفان في الأعوام المقبلة مسابقة هواوي السنوية لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط، والتي تم تنظيمها في عام 2021 بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى دعم مبادرة «العطاء الرقمي» التي أطلقت تحت رعاية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وتهدف إلى توفير التدريب اللازم لمطوري خدمات هواوي للهاتف المحمول في المملكة.

لم يكن ليب مثل أي حدث تقني آخر، إذ واجه المجتمع وأصحاب المصلحة وفريق المشروع تحديات يومية للقيام بشيء إبداعي وجريء إلى حد بعيد. ويعكس هذا الأمر التقدم في تبني التقنية الذي نشهده في المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من التحديات، نجحت النسخة الأولى للمؤتمر التقني، لذلك وجّه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود بأن يكون المؤتمر مؤتمراً سنوياً تستضيفه السعودية.