كيف يمكن أن تخفف الشاحنات المزودة بالليزر والأذرع الروبوتية من خطر التعامل مع القنابل؟

كيف يمكن أن تخفف الشاحنات المزودة بالليزر والأذرع الروبوتية من خطر التعامل مع القنابل؟
يمكن لمركبة RADBO استخدام الليزر للتخلص من القنابل غير المنفجرة. حقوق الصورة: القوات الجوية الأميركية/ تيفاني برايس
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشكل القنابل غير المنفجرة تهديداً خطيراً جداً، ويستثمر سلاح الجو في المركبات المدرعة المزودة بأشعة الليزر القوية والأذرع الروبوتية لإزالتها بأمان من مدارج الطائرات. في فبراير/شباط، أعلن فرع الخدمة أنه في خريف عام 2022 سيبدأ باستخدام هذه المركبات الجديدة ميدانياً للتخلص من القنابل. ستعمل هذه الآلات والأشخاص الموجودون بداخلها على ضمان أن المدارج، سواء داخل البلاد أو بالقرب من مناطق النزاع حول العالم، لتسمح بذلك بإقلاع وهبوط الطائرات دون أن يتعرض الطيارون إلى أية حوادث عرضية خطيرة على الأرض قد تودي بهم.

مركبات جديدة للتعامل مع الذخائر الخطرة

تُدعى هذه المركبات (RADBO) اختصاراً، وتعني “تطهير القاعدة الجوية الملوثة بالذخائر”، وهي تستند على المركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام (MRAPS)، والتي استخدمها البنتاغون في الدوريات في العراق وأفغانستان. لقد صممت مركبات MRAPS خصيصاً لحماية ركابها من المتفجرات، حيث تتمتع بهياكل خاصة على شكل حرف (V) توجه قوة الانفجار بعيداً. هناك فائض من هذه المركبات لدى وكالة ناسا، وقد قدم الجيش العديد منها لإدارات الشرطة كمركبات مؤهلة جيداً للتحكم في الحشود.

يمكن أن تصل القنابل إلى مدارج الطائرات لأسباب مختلفة. الأكثر دراماتيكية هي هجمات العدو، مثل صواريخ كروز التي تُطلق من بعيد بهدف تدمير المدرجات، أو تحليق القوات الجوية المعادية على مسافة قريبة بما يكفي لمحاولة قصف قاعدة جوية من السماء. يمكن للهجمات البرية أيضاً، مثل القصف المدفعي أو رمايات قذائف الهاون القريبة، أن تترك وراءها متفجرات على المدرجات.

من الممكن أيضاً، على الرغم من أن هذا الاحتمال أقل دراماتيكية، أن تسقط قنبلة عن طريق الخطأ من الطائرات عند الإقلاع أو الهبوط على مدرج المطار. في جميع الأحوال، من المهم تطهير المدرج من المتفجرات بغض النظر عن كيفية وصولها إلى هناك، حتى تتمكن الطائرات من الإقلاع والهبوط على المدرج بأمان مرة أخرى.

يعتبر حدوث انفجار على مدرج مشكلة ملحة يجب معالجتها بسرعة، وطالما أنه يمكن تنظيف مخلفات الانفجار، فالحل سهل: إصلاح المدرج ومن ثم عودة الحركة. لكن التعامل مع القنبلة غير المنفجرة أكثر تعقيداً، لأن أطقم التخلص من الذخائر المتفجرة (EOD) قد لا تعلم ما إذا كانت القنبلة غير منفجرة، أو ما إذا كانت عملية إزالتها ستؤدي إلى انفجارها. 

قال متحدث باسم مركز إدارة دورة حياة القوات الجوية (AFLCMC) لمجلة القوى الجوية في فبراير/شباط: «تتطلب الإجراءات الحالية أن يرتدي فني التخلص من الذخائر المتفجرة بدلة واقية من القنابل لوضع شحنة على القنبلة غير المنفجرة لتفجيرها أو محاولة نزع فتيلها، وهو إجراء يستهلك الكثير من الوقت والجهد، كما أنه شديد الخطورة».

اقرأ أيضاً: كيف ستؤثر الحرب النووية العالمية على كوكبنا: السيناريو الأسوأ

كيف تعمل هذه المركبات لإنجاز عمل عالي الخطورة بالنسبة للفنيين المختصين؟

بدلاً من إرسال شخص يتمتع بمهارات عالية يرتدي بدلة واقية لنزع فتيل القنبلة يدوياً، فإن مبدأ عمل مركبة RADBO هو إطلاق شعاع الليزر عليها لتفجيرها بدلاً عن ذلك. سيتم تجهيز مركبة (RADBO MRAP)، والتي يبلغ وزنها نحو 18 طناً، بجهاز ليزر «زيوس 3» بقدرة 3 كيلو واط بالإضافة إلى ذراعٍ آلية.

بالتعاون مع الجيش، بدأت القوات الجوية في استكشاف الجزء الليزري من مركبات RADBO في عام 2015، مع تصورٍ لحالات استخدامها في ساحات المعارك والقواعد الجوية. وكما يشير البيان الصحفي لعام 2015، اقتُرحت مركبات RADBO أيضاً لتطهير منطقة إطلاق الذخيرة الحية على الفور بعد إجراء قصف تدريبي، ما يسمح لمزيد من الطيارين بالتدريب على عمليات الهجوم دون الحاجة إلى الانتظار إلى حين إعادة تعيين المنطقة المستهدفة. 

اقرأ أيضاً: الشمس هي السبب وراء انفجار هذه الألغام في السبعينيات

مع توفر القوة والوقت المناسبين، يمكن أن يخترق شعاع الليزر غلاف القنبلة ويفجرها من مسافةٍ آمنة للإنسان والمركبات. تسمح الذراع الروبوتية الموجودة في السيارة لأطقم العمل بالتحقق من الحفر على المدرج دون الاقتراب منها جسدياً، ونقل القنابل إلى أماكن أكثر أماناً لتفجيرها فيها.

يمكن إنجاز الكثير من هذا العمل جزئياً بواسطة أطقم بشرية أو روبوتات أرضية، لكن العملية تستغرق وقتاً طويلاً. لذلك تصبح مركبة RADBO بتصميمها حلاً شاملاً لإزالة المخلفات القابلة للانفجار من الأماكن التي لا ينبغي أن توجد فيها.

في الوقت الحالي، يرى سلاح الجو مركبات RADBO كمعدات أفضل للسلامة في القواعد الحالية. في المستقبل، قد تتطلب ظروف الصراع إنشاء مدارج جديدة أقرب إلى الخطوط الأمامية لذلك الصراع، حيث يمكن لمركبات RADBO ضمان بقاء مهابط الطائرات المخصصة وسريعة التشييد عاملةً حتى في مواجهة هجمات العدو.

يقول توني ميراندا، مدير برنامج RADBO: «تتمثل مهمتنا في الحفاظ على التفوق الجوي. إذا كنا في بيئة شديدة الخطورة، وكانت هناك ذخائر غير منفجرة في أرض المطار، فلن يتمكن عمال الصيانة من التعامل مع الطائرات ولن تتمكن الطائرات من الإقلاع من المدرج. سيتم استخدام مركبات RADBO من قبل فنيي إزالة الذخائر المتفجرة لتفجير الذخائر غير المنفجرة من مسافة بعيدة حتى نتمكن من إعادة عمل المدرج وتأمين إقلاع الطائرات وهبوطها».

اقرأ أيضاً: نظرة عن كثب على الترسانة النووية لروسيا وباقي دول العالم

في غضون ذلك، فإن توفر هذه المركبات عند الحاجة إليها يمكن أن يحول مشكلة الذخائر غير المنفجرة التي تسقط على القاعدة بقصد أو دون قصد إلى مشكلة فورية يمكن حلها بسرعة بدلاً من أن تشكّل خطراً يمكن أن يستمر لأسابيع أو سنوات وحتى عقود.