دراسة حديثة: آثار التدخين السلبية في الجهاز المناعي تستمر سنوات بعد الإقلاع عن التدخين

2 دقيقة
دراسة حديثة: آثار التدخين السلبية في الجهاز المناعي تستمر سنوات بعد الإقلاع عن التدخين
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Ground Picture

يبدو أن الإقلاع عن التدخين ليس ضرورة لتجنب الأمراض القلبية الوعائية وحدوث السرطان وحسب، وإنما للحفاظ على صحة الجهاز المناعي وتجنب الإصابة بالأمراض المناعية مستقبلاً.

لعقود من الزمن، أخبر مقدمو الرعاية الصحية المدخنين أن هذه العادة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل سرطان الرئة أو الأزمات القلبية أو السكتة الدماغية، لكن بيّنت دراسة حديثة نُشِرت في دورية "نيتشر" (Nature) أن التدخين قد يكون السبب وراء حدوث طيف الاضطرابات المناعية لدى الأفراد، وهذه المضاعفات السلبية قد تحدث حتى بعد سنوات من الإقلاع عن التدخين.

قرأ أيضاً: هل تُفّرق البدانة بين الذكر والأنثى؟ بحث جديد يشير إلى أن للجنس والعمر دوراً في زيارة الوزن

التدخين قد يزيد من خطر حدوث الأمراض المناعية الذاتية

التحذير من المضاعفات الصحية للتدخين قائمٌ منذ فترة طويلة، إلّا أن هذه المضاعفات محددة بأجهزة معينة كالجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي. لكن يبدو أن التدخين قادرٌ على التأثير في أجهزة أخرى من الجسم، كالجهاز المناعي، ما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالإنتانات والأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية الجهازية.

سلّطت قائدة الدراسة فيولايني سانت أندري، وهي باحثة في مركز المعلوماتية والإحصاء الحيوي وعلوم المناعة في إم آي تي، الضوء على التأثيرات اللاجينية الطويلة المدى للتدخين في الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية، وتتبعت الدراسة 1000 من عينات الدم لأفراد سليمين ممن تراوحت أعمارهم بين 20-69 عاماً ومن الجنسين لتقييم مدى تأثير عوامل نمط الحياة، بما في ذلك التدخين، في الاستجابة المناعية.

أراد الباحثون معرفة كيف تؤثّر المتغيرات، بما في ذلك نمط الحياة والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والعادات الغذائية بالإضافة إلى العمر والجنس وعلم الوراثة، في الاستجابة المناعية، كما عرّضوا عينات الدم للجراثيم الشائعة مثل بكتيريا الإشريكية القولونية وفيروس الإنفلونزا وقاسوا الاستجابة المناعية.

التدخين يؤثّر في الجانب التكيّفي من الجهاز المناعي

بعد دراسة تأثير هذه المتغيرات في العوامل المناعية في عينات الدم، تبين أن التدخين ذو تأثيرات جينية طويلة المدى في شكلي المناعة الرئيسيين، أي على الاستجابة الفطرية والاستجابة التكيّفية. حيث تبين أن التأثير في الاستجابة الفطرية الآني يتراجع عندما يتوقف الشخص عن التدخين، لكن التأثير في الاستجابة التكيفية يستمر حتى بعد الإقلاع عن التدخين.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تُثبت مخاطر صحية مرتبطة بالأطعمة الجاهزة لاحتوائها على جزيئات بلاستيكية

عند دخول العوامل الممرضة، تتحدد الاستجابة المناعية في البداية بقوة المناعة الفطرية، وهي التي يحارب بها الجلد والأغشية المخاطية وخلايا الجهاز المناعي والبروتينات العوامل الممرضة، وعندما يشعر الجسم بأن المناعة الفطرية ليست قوية بما يكفي للقضاء على العوامل الممرضة، تتفعل المناعة التكيفية، بما في ذلك الخلايا الليمفاوية البائية والتائية وإنتاج الأجسام المُضادة. لكن وفقاً للدراسة، فإن للتدخين تأثيرات قصيرة الأمد وطويلة الأمد تطول المناعة التكيّفية المتواسطة بالخلايا البائية والخلايا التائية والعوامل اللاجينية.

من جهة أخرى، تباينت شدة الاستجابة المناعية اعتماداً على شدة تدخين الشخص، فكلما زاد تدخين الشخص تأثرت مناعته أكثر، كما أجابت هذه الدراسة عن بعض التساؤلات حول العلاقة بين التدخين والأمراض التنفسية المزمنة الالتهابية مثل الربو والداء الرئوي الانسدادي المزمن وسبب استمرار إصابة المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين بها.

ماذا حدث عندما توقف المشاركون بالدراسة عن التدخين؟

بعد دراسة عينات الدم عندما أقلع المشاركون في الدراسة عن التدخين، تحسنت استجاباتهم المناعية على مستوى ما، لكنها لم تتعافَ بشكلٍ كامل واستغرق الأمر سنوات حتى أصبحت الآثار الإيجابية على الجهاز المناعي واضحة وقابلة للقياس.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تؤكد التأثير السلبي للكافيين فيمَن يعملون ليلاً

لهذا ينصح الأطباء والباحثون بالتوقف عن التدخين في أقرب وقتٍ ممكن، وكانت هذه الرسالة الرئيسية للدراسة والتي وُجِّهت للشباب على وجه الخصوص لعدم البدء بالتدخين -حتى كعادة مؤقتة وعابرة فترة من الزمن- وخاصة بعد اكتشاف الآثار طويلة الأمد للتدخين.

المحتوى محمي