اكتشف فريق من علماء الآثار مومياء عمرها 1,000 عام تقريباً، تحمل شعراً بنياً محفوظاً جيداً ولم يتأثر بمرور الزمن في العاصمة البيروفية ليما. عُثر على بقايا المومياء المحنطة إلى جانب منسوجات محفوظة وأواني خزفية وأشياء أخرى في موقع هواكا بوكلانا (Huaca Pucllana)؛ وهو هرم طيني يبلغ ارتفاعه 25 متراً، ويحتوي موقعاً أثرياً مخفياً داخل قبر كان يُستخدم لأغراض احتفالية أو طقوس دينية.
اقرأ أيضاً: بلسم التحنيط: سرٌ جديد من أسرار الحضارة المصرية
مومياء سليمة تماماً
تقول عالمة الآثار ميريلا غانوزا (Mirella Ganoza) لوكالة رويترز: "تعود هذه المومياء لشخص بالغ في وضعية الجلوس، وكانت ساقاه مطويتان إلى جسده". تشير غانوزا إلى أن شعر المومياء الطويل وفكها كانا في حالة سليمة تماماً تقريباً؛ لكن ما يزال جنس هذا الشخص مجهولاً حتى الآن.
عثر علماء الآثار على مومياوات أخرى وقرابين قديمة في موقع هواكا بوكلانا من قبل. ووفقاً للفريق؛ ثمة أشياء كثيرة ما تزال تنتظر اكتشافها. تحتضن مدينة ليما نحو 400 موقعاً مقدساً، بالإضافة إلى العديد من الآثار والمومياوات. استُخدمت الاكتشافات التي عُثر عليها على مر السنين لتحليل الظروف الثقافية والصحية والاجتماعية لسكان البيرو الأصليين.
في شهر أبريل/ نيسان، عُثر على مومياء أخرى عمرها 1,000 عام على بعد نحو 24 كيلومتراً من مدينة ليما في موقع كاخاماركيا (Cajamarquilla) الأثري. يُعتقد أن هذه البقايا تعود إلى شخص مراهق؛ إذ ما يزال بعض جلد الجثة واضحاً ولم يتحلل كلياً. عُثر على هذه المومياء محترقة مع ما لا يقل عن 20 جثة أخرى يُعتقد أنها كانت قرابين بشرية.
شعر المومياء سليم تماماً
قبل وقت طويل من بناء شعب الإنكا لمدينة ماتشو بيتشو (Machu Picchu)، التي كانت ملاذاً ملكياً لهم على قمة الجبل، وقبل وصول المستعمرين الإسبان للمرة الأولى في عام 1527، كانت البيرو موطناً للعديد من الحضارات المزدهرة قبل الغزو الإسباني، مثل حضارة شعب الإيشما (Ychsma).
بنى شعب الإيشما موقع هواكا بوكلانا منذ عام 500 بعد الميلاد؛ إذ يحتل هذا الموقع مكانة مهمة في منطقة ميرافلوريس (Miraflores) في مدينة ليما الحديثة. يُعتقد أن شعب الإيشما استخدم هذا الموقع لدفن الموتى. ويعود الفضل إلى شعب الإيشما في بناء ما لا يقل عن 16 هرماً؛ بعضها أقدم من أهرامات مصر بنحو 4,000 عام. سيطر خبراء الري هؤلاء على الساحل الأوسط للبيرو حتى ضمه إلى إمبراطورية الإنكا في عام 1468 تقريباً. يعود أصل هذه البقايا المحنطة نفسها إلى عام 1000 بعد الميلاد.
اقرأ أيضاً: دراسة للمومياء تكشف تفاصيل دفن صبي من مصر القديمة
تقول غانوزا لوكالة رويترز: "أعتقد أن الحفاظ على وجود موقع هواكا بوكلانا الاحتفالي والتاريخي في مركز منطقة ميرافلوريس، وفي وسط المدينة حيث تحيط به المباني والمنشآت الحديثة، يُعد أمراً مثيراً للاهتمام".
في وقت سابق من هذا العام، اكتشف الباحثون مومياء مماثلة، يُعتقد أن عمرها نحو 3,000 عام، في مدينة ليما. يحتوي رأس هذه المومياء أيضاً على شعر محفوظ جيداً وبحالة سليمة؛ إذ عُثر عليه مغلفاً بالقطن قبل اكتشاف البقايا الأخرى. يُعتقد أن تلك المومياء تعود إلى حضارة المانشاي التي نشأت في وديان مدينة ليما بين عامَيّ 1500 و1000 قبل الميلاد. ووفقاً لوكالة رويترز؛ ترتبط حضارة المانشاي ببناء المعابد على شكل حرف يو (U) الذي يشير إلى شروق الشمس.