دراسة جديدة تبين أن الصابون يعزز فعالية بعض المبيدات الحشرية

2 دقيقة
دراسة جديدة تبين أن الصابون يعزز فعالية بعض المبيدات الحشرية
وُثّق في عام 2020 ما يقدّر بنحو 241 مليون حالة إصابة بالملاريا و627 ألف حالة وفاة، وينتقل المرض من خلال لدغات إناث بعوضة الأنوفيلة المصابة. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن أن تؤدي إضافة الصابون السائل إلى تعزيز فعالية بعض أنواع المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة البعوض الناقل للملاريا. وُصف هذا الاكتشاف في دراسة نُشرت بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 في مجلة بلوس للأمراض الاستوائية المهملة (PLOS Neglected Tropical Diseases)، وهو يمثّل أداة جديدة في مكافحة مرض الملاريا.

الملاريا أكثر انتشاراً في آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهو ينتج من عدة أنواع من الطفيليات التي تنتقل من خلال لدغات إناث بعوض الأنوفيلة التي تحمل هذه الطفيليات. يتسبب هذا المرض بالتعب الشديد والحمى والصداع والقشعريرة، ويمكن أن يكون مميتاً. يمكن علاج الملاريا والتخلّص من الطفيليات التي تتسبب به بالكامل بتناول الأدوية المناسبة مثل أرتيميثر-لوميفانترين.

تقدّر مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها الأميركية وجود 241 مليون حالة إصابة بالملاريا على مستوى العالم، وأن المرض تسبب بـ 627 ألف حالة وفاة في عام 2020.

مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية

على الرغم من أن أول لقاحات للملاريا حصلت على الموافقة وأوصى الخبراء بها في عام 2021، يكتسب البعوض الذي ينقل المرض مقاومة أكبر للمبيدات الحشرية.

قال عالم البيولوجيا التطورية في جامعة تكساس في مدينة إل باسو والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة، كولينس كامديم، في بيان صحفي: “اكتسب البعوض على مدى العقدين الماضيين مقاومة قوية لمعظم المبيدات الحشرية. ويسارع العلماء الآن لتطوير مركّبات بديلة تتمتّع بآليات عمل جديدة”.

عمل كامديم قبل انتقاله إلى جامعة تكساس في مدينة إل باسو في مركز الكاميرون لأبحاث الأمراض المعدية؛ حيث لاحظ أول مرة الفعالية المحتملة للصابون في بعض الاختبارات الروتينية للمبيدات الحشرية. تبيّن أن فئة خاصة من المبيدات الحشرية تحمل اسم “النيونيكوتينويدات” قد تمثّل بديلاً يستهدف جماعات البعوض التي تتمتّع بمقاومة للمبيدات الحشرية المستخدمة حالياً. مع ذلك، يمكن أن تضر هذه المبيدات النحل إن لم تُستخدم بعناية، فضلاً عن أنها تعجز عن قتل بعض أنواع البعوض ما لم تُعزّز فعاليتها.

اقرأ أيضاً: ما هي نتائج أول تجربة لإطلاق البعوض المعدل وراثياً في الولايات المتحدة؟

تنصح منظمة الصحة العالمية بإضافة منتج يعتمد على زيت البذور للمبيدات الحشرية لاختبار درجة تأثّر البعوض بها. ولاحظ كامديم عند إضافة هذا المنتج أن المبيدات الحشرية كانت أكثر فعالية مقارنة باستخدامها دون إضافته.

قال كامديم: “ينتمي هذا المركّب المضاف إلى الفئة نفسها من المواد التي ينتمي إليها صابون المطبخ. وخطر في بالنا عندها أن نختبر المنتجات التي تتسم بالخصاص نفسها”.

الصابون لتعزيز فعالية المبيدات الحشرية

اختار الفريق 3 أنواع من الصابون المنخفض التكلفة الذي يحتوي زيت بذر الكتّان، وهذه الأنواع متوافرة بسهولة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ثم أضافوا أنواع الصابون إلى 4 أنواع مختلفة من مبيدات النيونيكوتينويدات الحشرية، ولاحظوا أن فعالية الأنواع جميعها ازدادت.

قال طالب الدكتوراة في جامعة ياونديه الأولى في الكاميرون والمؤلف المشارك للدراسة، آشو فريد، في بيان صحفي: “زادت أنواع الصابون الثلاثة معدل قتل البعوض من 30% إلى 100% مقارنة باستخدام المبيدات الحشرية وحدها”.

اختبر الفريق أيضاً فئة من المبيدات الحشرية تحمل اسم “البيريثرويدات”؛ ولكن لم ترتفع فعالية هذه المبيدات بعد إضافة الصابون إليها. يأمل المؤلفون في إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد كمية الصابون التي تجب إضافتها لتعزيز فعالية المبيدات الحشرية.

اقرأ أيضاً: تعرَّف إلى الحشرات الأقوى والأقدم من الديناصورات

قال كامديم: “سنكون سعداء إذا تمكنّا من صنع تركيبة لمبيد حشري صابوني آمن صحياً ويمكن استخدامه في الأماكن الداخلية في إفريقيا. لا نعلم إن كانت هذه التركيبة ستلتصق بالمواد مثل الناموسيات؛ ولكن تحدّي تطويرها واعد ومثير للحماس في الوقت نفسه”.

كان مرض الملاريا مستوطناً في الولايات المتحدة من قبل؛ ولكن قُضي عليه بحلول سبعينيات القرن الماضي. مع ذلك، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها تحذيراً صحياً في يونيو/حزيران 2023 بعد توثيق 4 حالات إصابة على الأقل في ولاية فلوريدا وأخرى في ولاية تكساس بالملاريا المحلية المنشأ. هذا المرض أكثر انتشاراً في المناخات الدافئة، ويشعر بعض العلماء بالقلق من أنه سينتشر إلى المزيد من المناطق مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية. اكتشفت دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة نيتشر (Nature) أن التغير المناخي يمكن أن يؤدي إلى ازدياد انتشار 58% من الأمراض المعدية التي تصيب البشر حول العالم.