تواصل معنا
Search Open Side Panel

القلب والقهوة: لماذا قد يكون كوب واحد يومياً مفيداً؟

2 دقيقة
القلب والقهوة: لماذا قد يكون كوب واحد يومياً مفيداً؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.
  • الرجفان الأذيني هو اضطراب قلبي شائع يسبب خفقاناً في القلب، وقد يؤدي إلى قصور القلب وجلطات الدم والسكتات الدماغية. يصيب شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص.
  • توصلت دراسة حديثة إلى أن شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين آمن للأشخاص الذين يعانون الرجفان الأذيني وقد يساعد على الح…

توصلت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين من جامعتي أديلايد وكاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إلى أن شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين آمن للأشخاص الذين يعانون الرجفان الأذيني وقد يساعد على الحماية من تكرار الإصابة، ويقلل حدوثها بنسبة 39%.

الكافيين والرجفان الأذيني

الرجفان الأذيني هو اضطراب قلبي شائع يسبب خفقاناً في القلب، وقد يؤدي إلى قصور القلب وجلطات الدم والسكتات الدماغية. ازدادت حالات الإصابة به في السنوات الأخيرة بسبب السمنة وشيخوخة السكان. وتشير التقديرات إلى أنه يصيب شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص.

حاول الباحثون فهم العلاقة بينه وبين الكافيين، إذ يعتقد أن الكافيين يسبب نوبات تشبه الخفقان في الصدر، ويسبب دوخة أو ضيقاً في التنفس، وخاصة أن محتوى القهوة من الكافيين يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويعتقد أنه يفاقم اضطرابات نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني. لذا يوصي الأطباء المرضى الذين يعانون الرجفان الأذيني بتقليل شرب القهوة.

اقرأ أيضاً: بين فوائده وأضراره: ما الذي لا يعرفه العرب عن الكافيين؟

القهوة قد تقلل خطر تكرار الرجفان الأذيني

عرضت نتائج الدراسة، التي استمرت 4 سنوات، في المؤتمر السنوي لجمعية القلب الأميركية في نيو أورلينز، ونشرت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة الجمعية الطبية الأميركية (غاما) العلمية. 

ركز الباحثون على آثار شرب القهوة على الأشخاص الذين يعانون اضطراب نظم القلب. شملت الدراسة 200 شخص من كبار السن في أستراليا وكندا والولايات المتحدة، متوسط ​​أعمارهم 70 عاماً، ثلثهم من النساء، اعتادوا شرب القهوة في مرحلة ما من السنوات الخمس الماضية.

وزع الباحثون المرضى على مجموعتين، مجموعة توقفت عن تناول الكافيين، ومجموعة أخرى تناولت كوباً واحداً على الأقل يومياً من القهوة أو الإسبريسو. ثم راقبوا المشاركين على مدى 6 أشهر من خلال جلسات أجريت بعد مرور شهر واحد، وثلاثة أشهر، وستة أشهر من بدء التجربة.

اعتمد الباحثون على بيانات تخطيط القلب المأخوذة في عيادة الطبيب، وأجهزة مراقبة القلب القابلة للارتداء، والأجهزة القلبية المزروعة، لتحديد الإصابة بنوبة الرجفان الأذيني وتوقيتها. ومنها وجدوا أن 111 شخصاً، أي 56% من المشاركين، عانوا نوبات متكررة من الرجفان الأذيني، مع ملاحظة أن الأشخاص في المجموعة التي تشرب القهوة أقل عرضة لتكرار النوبات مقارنة بالمجموعة التي لا تشرب القهوة.

مع هذه النتائج، خلصت الدراسة إلى أن القهوة قد تقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ويعني ذلك أن شرب كوب من القهوة يومياً آمن للأشخاص الذين يعانون الرجفان الأذيني، ولا يعني أن القهوة وقائية، إذ تختلف ردود الفعل حيال الكافيين من شخص إلى آخر.

اقرأ أيضاً: مخاطر أقل للقلب: الفوائد الصحية لشرب القهوة المعتدل

قيود الدراسة

على الرغم من تلك النتائج، اقتصرت الدراسة على تحديد آثار القهوة، دون التطرق لآثار المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، ودون دراسة آثار العادات اليومية الأخرى مثل ممارسة الرياضة أو النظام الغذائي، وخاصة أن القهوة تزيد النشاط البدني، وهو ما يعرف بتأثيره في تقليل الرجفان الأذيني. بالإضافة إلى ذلك، درس الباحثون آثار شرب كوب واحد من القهوة ووجدوا أن له تأثيراً وقائياً، لكن بعض الأشخاص في الدراسة شربوا أكثر من ذلك، فمن غير الواضح إذا ما كان شرب أكثر من كوب من القهوة يومياً يمكن أن يكون له أي تأثير على تكرار الرجفان الأذيني.

بناءً على ذلك، لا يمكن الجزم بأن كوب القهوة أدى إلى انخفاض خطر تكرار اضطراب ضربات القلب، وقد يكون السبب مركباً مضاداً للالتهاب موجوداً في القهوة، وليس الكافيين تحديداً، كما يعد الكافيين مدراً للبول، ما قد يخفض ضغط الدم، وبالتالي يقلل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وذلك حسب توضيح المؤلف الرئيسي للدراسة، الحاصل على درجة الدكتوراة في الطب ودرجة الماجستير في العلوم، والأستاذ المتخصص في أبحاث الرجفان الأذيني ومختص فيزيولوجيا كهربائية القلب في مركز جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الصحي، الدكتور جريجوري م. ماركوس

اقرأ أيضاً: 5 أنواع من الأغذية تحسن صحة قلبك، ونوعان يجب تجنبهما تماماً

أما إذا كان الكافيين هو العامل المؤثر، فمن الممكن أن يساعد تحفيز استجابة الأدرينالين للكافيين على الوقاية من الرجفان الأذيني. فقد وضح الدكتور ماركوس أن النوبة تحدث كثيراً في أثناء الاسترخاء أو النوم أو بعد تناول وجبة دسمة، أي عندما يكون مستوى الأدرينالين منخفضاً.

المحتوى محمي