دراسة جديدة تشير إلى إمكانية انتقال مرض الهزال المزمن إلى البشر لكن العديد من الباحثين يشككون بنتائجها

دراسة جديدة تشير إلى إمكانية انتقال مرض الهزال المزمن إلى البشر لكن العديد من الباحثين يشككون بنتائجها
حقوق الصورة: بيكساباي.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشير دراسة حديثة إلى أن مرض الهزال المزمن (CWD) قد يكون أكثر قدرة على الانتقال عبر الأنواع مما كان يعتقد سابقاً، إلا أن العديد من العلماء شككوا في صحة نتائج ومنهجية هذه الدراسة.

هدفت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كالجاري، إلى تقييم قدرة المرض على إصابة البشر من خلال استخدام “الفئران المؤنسنة”، وهي فئران تحمل جينات أو خلايا أو أنسجة أو أعضاء بشرية وظيفية، بدلاً عن البشر في الدراسة. تفيد نتائج الدراسة، والتي نُشرت في مجلة “اكتا نيوروباتولوجيكا” الشهر الماضي، بأن الفئران التي تحمل بروتين البريون البشري أظهرت علامات على الإصابة بمرض الهزال المزمن بعد حقن بروتين البريون للمرض مباشرة في أدمغتها.

أثارت هذه النتائج الفزع في مجتمعات صيد الغزلان باعتبارها دليلاً على أن مرض الهزال المزمن، وهو مرض عصبي قاتل تسببه بروتينات مشوّهة تسمى البريونات، يمكن أن تصيب البشر الذين يأكلون لحوم الغزلان أو الأيائل المريضة. إنها نقطة مهمّة لأنه، وعلى الرغم من سنوات من البحث، لم يكن هناك دليل حتى الآن على أن مرض الهزال المزمن يمكن أن يعبر حاجز الأنواع ليصيب البشر.

بدا أن البحث الكندي يشير إلى إمكانية انتقال المرض من الغزلان إلى أنواع أخرى في ظل ظروف قاهرة مناسبة.

شكوك علماء حول نتائج واستنتاجات الدراسة

يقول العالم العامل في المعاهد الوطنية للصحة وفي مختبرات روكي ماونتن في هاميلتون بمونتانا، الدكتور برنت رايس، والذي أجرى العديد من الأبحاث المتعلقة بمرض الهزال المزمن: «لا يمكننا الجزم بصحة النتائج بهذه السرعة. ربما لم تتبع الدراسة الكندية معايير التشخيص القياسية، وبالتالي فإن استنتاجاتها مشكوك فيها».

يقول ريس: «هناك بعض المشكلات الرئيسية بشأن تلك الدراسة بالنسبة لي ولباحثي البريون الآخرين. يكمن عيب الدراسة الرئيسي في أن الباحثين فشلوا في تقديم دليل مقنع على أن الفئران التي ظهرت عليها علامات مرض عصبي كانت مصابة بمرض بريوني».

يوضح ريس أن الباحثين الكنديين فشلوا في تأكيد العدوى باستخدام الاختبارات الوبائية القياسية، والتي يقول إنه من المحتمل أن تتعارض نتائجها مع استنتاجات الدراسة التي تفيد بأن مرض الهزال المزمن يمكن أن يعبر حاجز الأنواع. يقول ريس في هذا الصدد: «يضع الفشل في تطبيق هذه “الاختبارات التأكيدية” إشارة استفهام كبيرة على الدراسة. في الواقع، إذا لاحظنا نفس النوع من البيانات في مختبرنا، سنشكك بصحتها حتماً».

بعبارةٍ أخرى، يعتقد ريس أنه من أجل إثبات انتقال مرض الهزال المزمن، يجب على مواضيع الدراسة الخاضعين للاختبار إظهار علامات سريرية مثل الارتباك وفقدان الوزن السريع، وأن يكون اختبار مرض الهزال المزمن القياسي إيجابياً. لقد فشلت الدراسة الكندية في إثبات الشرط الأخير بشكلٍ متسق. الخلاصة: قد تكون هناك مبالغة في استنتاجات الدراسة.

يقول ريس: «لا يمكنك الجزم بانتقال مرض بريوني اعتماداً على العلامات السريرية وحدها. نشاهد نحن والعديد من الباحثين الآخرين علامات سريرية على حيوانات المختبر المسنّة بشكل متكرر، ولكن يجب أن تكون هناك اختبارات تأكيدية إيجابية، ويفضل تكرار الاختبار أيضاً لكل حيوان، وهذا لم يحدث في هذه الدراسة».

اقرأ أيضاً: 10 طرق صيد غير تقليدية تغني عن استخدام الرصاص أو الخطاطيف

ولكن هل يعني ذلك أن استنتاج الدراسة الذي يشير إلى إمكانية انتقال مرض الهزال المزمن عبر الأنواع هو استنتاج خاطئ؟ يقول ريس: «لا، ولكن يجب ألا نفترض أن ذلك يتم بالمعدل الذي ذكره الباحثون الكنديون».

يقول ريس، والذي درس انتقال مرض الهزال المزمن على مدار الـ16 عاماً الماضية وقام بمراجعة العشرات من الدراسات والمقالات في المجلات العلمية: «أكرر اعتقادي بأن مرض الهزال المزمن يمكن أن ينتقل إلى البشر أخيراً بمستوى منخفض، ولكن لا يمكن اعتبار الدراسة الكندية دليلاً قاطعاً على احتمال انتقال المرض إلى البشر».