كشفت نتائج دراسة أجراها باحثون من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية (INSERM) ونُشرت في 13 فبراير/شباط 2025، أن تناول الخضروات يمكن أن يقلل إلى حد كبير خطر الإصابة بسرطان الكبد لدى مرضى تليف الكبد، فما هي تفاصيل الدراسة وكيف يمكن الاستفادة من نتائجها لتعزيز الصحة؟
اقرأ أيضاً: متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطراً على صحتك؟
كيف يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد وفقاً للدراسة؟
يصنف سرطان الكبد بأنه سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم، ويمثل سرطان الخلايا الكبدية نحو 85-90% من حالات هذا السرطان. يحدث هذا السرطان عندما ينمو ورم في الكبد، وينشأ عادةً لدى الأشخاص الذين يعانون أمراض الكبد المزمنة مثل مرضى تليف الكبد؛ وهي حالة تصاب بها أنسجة الكبد بالتليف نتيجة إجهاد الكبد على المدى الطويل بعوامل مثل استهلاك الكحول، أو الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، أو السمنة، أو استهلاك الأطعمة الملوثة بالأفلاتوكسينات، وهي أنواع من السموم التي تنتجها الأعفان.
شملت الدراسة الفرنسية تحليل بيانات 179 مريضاً بتليف الكبد، وتتبع الباحثون عاداتهم الغذائية على مدى فترة 7 سنوات وسطياً، وخلالها جرى تشخيص 20 حالة جديدة بسرطان الخلايا الكبدية لديهم، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا كميات كافية من الخضروات كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة كبيرة، ويمكن تلخيص أبرز النتائج في الدراسة كما يلي:
- استهلاك الخضروات مرتبط مع تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد: حيث وجد الباحثون أن تناول 240 غراماً أو أكثر من الخضروات يومياً، يقلل خطر الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية بنسبة 65%، فالخضروات تحتوي على مركبات تسهم في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الكبد، وبالتالي انخفاض احتمالية تطور السرطان.
- عدم وجود علاقة وقائية واضحة مع استهلاك الفاكهة: لم يجد الباحثون في الدراسة ارتباطاً بين استهلاك الفاكهة وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الكبد، وأكدوا الحاجة إلى المزيد من الدراسات للتثبّت من التأثير الوقائي للفاكهة في الإصابة بسرطان الكبد.
- نقص الاستهلاك الغذائي الصحي: أظهرت الدراسة أن نحو 42.5% من مرضى تليف الكبد في المجموعة المختارة لا يتناولون كمية كافية من الفاكهة أو الخضروات، ما يزيد مخاطر تفاقم حالتهم الصحية.
اقرأ أيضاً: لمَ ترتفع إنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟
كيف يمكن للخضروات أن تحمي الكبد؟
تحتوي الخضروات على نسبة عالية من الألياف، والفيتامينات، ومعادن ضرورية مثل الفولات وفيتامين سي، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة القوية، وتعمل هذه المكونات على تقليل الالتهابات في الكبد، وتحمي الخلايا من التلف الناجم عن الجذور الحرة، وهي مواد سامة تنتج عن فضلات التفاعلات الحيوية في الجسم ويمكن أن تسبب تحول الخلايا السليمة إلى مسرطنة.
وفقاً للدراسة الفرنسية تعد الخضروات الورقية، مثل السبانخ والبروكلي والفلفل الحلو، من أبرز الخضروات الغنية بمضادات الأكسدة مثل البيتا كاروتين واللوتين، والتي تساعد على حماية الكبد من التلف والتخلص من السموم في الجسم، ومنع تراكمها في الكبد. أشار الباحثون في الدراسة إلى أهمية التزام المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الكبد، مثل المصابين بحالات وراثية أو لديهم تليف بالكبد، باتباع نظام غذائي صحي وزيادة استهلاك الخضروات، وتعد هذه الطريقة استراتيجية بسيطة وفعالة للحد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، ونصحوا بدمج تناول الخضروات في الأنظمة الغذائية المرافقة للعلاجات الطبية للسرطان.
قيود دراسة ارتباط تناول الخضروات مع تقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد
توفر الدراسة نتائج إيجابية لكنها تعاني مجموعة من القيود، من أبرزها ما يلي:
- حجم العينة الصغير: شملت الدراسة 179 مريضاً فقط، ما يعني أن النتائج قد لا تكون قابلة للتعميم على نطاق أوسع.
- الاختلافات الثقافية والغذائية: ركزت الدراسة على المرضى في فرنسا بصورة أساسية، وتختلف العادات الغذائية من بلد إلى آخر، ما قد يؤثر في نتائج الدراسة والنسبة المئوية للوقاية.
- المدة الزمنية للدراسة: قد يسهم تمديد الدراسة مدى زمنياً أطول في تحسين فهم التأثير طويل المدى لاستهلاك الخضروات على صحة الكبد، وخاصة لدى مرضى سرطان الكبد المشخصين ومعدل نجاتهم.
دعا الباحثون في الدراسة إلى إجراء دراسات أوسع وأكثر شمولاً لتأكيد هذه النتائج، واستكشاف الآليات الدقيقة التي تجعل الخضروات فاعلة في الوقاية من سرطان الكبد، كما شددوا على الحاجة إلى تقييم فوائد الفاكهة على نحو أكبر، للتأكد من وجود فوائد غير مكتشفة حتى الآن لدى أنواع الفاكهة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الكبد.
اقرأ أيضاً: 6 علاجات عشبية لحماية صحة الكبد
يشارك الصيدلي وخريج جامعة الأزهر بالقاهرة، ومسؤول التثقيف الصحي المعتمد من وزارة الصحة المصرية، محمود الرجاج، عبر قناته على اليوتيوب مجموعة من المشروبات التي تسهم في تحسين وظيفة الكبد.
